تحصين محيط المؤسسات التربوية وتنظيم الدخول إليها تونس - الصباح: في تحرك عملي لتفعيل الحياة المدرسية وحماية المؤسسة التربوية من بعض مظاهر الانزلاقات الخطيرة التي طالتها والتي بلغت حد اقتحامها من الغرباء واقتراف جرائم في حق تلاميذ أبرياء وللتصدي للسلوكات السلبية وفرض احترام حرمة المدرسة وروادها والأسرة التربوية الموسعة أعطى وزير التربية والتكوين السيد حاتم بن سالم تعليمات فورية لإدارات المؤسسات التربوية والتكوينية للتحلي بمزيد اليقظة والحزم للتنبه إلى كل ما من شأنه الإخلال بالسير العادي للعمل أو المس من سلامة التلاميذ والأسرة التربوية ومعالجة المظاهر الطارئة بما يلزم من نجاعة وسرعة وهنا تستحضرنا الحادثة الأليمة التي جدت بأحد معاهد ولاية قفصة وذهب ضحيتها تلميذ لا ذنب له في ما اقترف شبان غرباء عن المدرسة. وطالب الوزير في مذكرة موجهة لمختلف المؤسسات التعليمية بضرورة المبادرة باشعار الإدارة الجهوية للتربية والتكوين والسلط المحلية والجهوية بصفة فورية بكل ما يتم معاينته من تصرفات غير مقبولة بمحيط المؤسسات التربوية ليتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة. وشددت التعليمات الصادرة على تحصين كافة المؤسسات في إطار خطة جهوية يتم خلالها تعهد الأسيجة والأبواب مع تنظيم مواعيد فتح أبواب المدارس وغلقها وإحكام الحراسة على مداخلها طيلة فترة العمل. وفي إطار تعزيز أسباب الحماية والحيلولة دون دخول الغرباء إلى وسط المدرسة تم التأكيد على تحجير الدخول لغير أعضاء الأسرة التربوية والتكوينية بدون الاتصال مباشرة بإدارة المؤسسة وتحميل المكلفين بحراسة مداخل المؤسسات التربوية والتكوينية مسؤولياتهم مع التأكيد على التحري والتثبت من هوية كل زائر لغرض إداري. سرعة الإسعاف وضمانا لشمولية التأطير والمراقبة تمت الدعوة إلى الحرص على إحكام توزيع القيّمين والعملة على مختلف فضاءات المؤسسة التربوية باعتبارهم عينا ساهرة على ضمان النظام والانضباط داخل المحيط المدرسي. على صعيد آخر وحتى تتسم التدخلات بالسرعة والنجاعة اللازمتين لتأمين السلامة الضرورية وتقديم الخدمات الاسعافية العاجلة عند حصول أي حادث المطلوب من الادارات الجهوية للتربية بالتنسيق مع الادارات الجهوية للصحة العمومية ضبط قائمة في المؤسسات الصحية وأرقام هواتفها ليتيسر الاتصال بها فوريا. احتضان التلاميذ ومن الإجراءات الهامة التي أذن بها وزير التربية دعوته الملحة لإدارات المؤسسات التربوية لحسن توظيف الفضاءات لاحتضان التلاميذ في حال تعذر التحاقهم بمنازلهم بين الفترتين الصباحية والمسائية وفي حالات الغياب الفجئي للمدرسين لوقايتهم من مخاطر الشارع ولعلّ في إعادة التأكيد على مسألة احتضان التلاميذ في ساعات الفراغ ما يعزز وعي الوزارة بضرورة تأمين أوفر أسباب الحماية والعمل على تكريس هذا الاجراء خاصة وأن قاعات الدرس غالبا ما تكون خالية من روادها في الأوقات الفاصلة بين آخر حصة صباحية وأوّل حصة مسائية فما ضر إذن لو تم استغلالها في تأمين المأوى الآمن لمن يحول ضيق الوقت دون التحاقه بالبيت. بطاقة تعريف مدرسية وكللت مجموعة التعليمات الصادرة بدعوة مديري المؤسسات التربوية والتكوينية إلى إلزام جميع التلاميذ بحمل بطاقات تعريف مدرسية للاستظهار بها عند الطلب. وإزاء هذا التفاعل الايجابي للوزارة مع تطلعات الرأي العام والنداءات المتكررة لإحكام حماية مدارسنا نأمل أن تلتزم كافة المؤسسات بسلسلة الإجراءات والحرص على تطبيقها بصفة حازمة ومتنظمة بعيدا عن أسلوب الارتخاء وبفتح قنوات الحوار مع التلاميذ وتفسير وشرح أبعاد هذه التعليمات ليساهم التلميذ بدوره في هذا المجهود ويتجنّب بعض السلوكيات السلبية والعنيفة. ويحافظ من جهته على هيبة مدرسية وهي لا شك مسؤولية مشتركة بين كافة الاطراف المعنية بالشأن التربوي دون إقصاء أو تهميش.