على اثر اتصال هاتفي مع الممثل سفيان الشعري كان لنا معه حديث عن إشاعة حادث وفاته التي تلاقاها كعادته بأسلوبه المرح رغم أن البعض أراد لها وجهة أخرى. كما أعلمنا سفيان الشعري بآخر أخباره الفنية المتمثلة في انجاز عمل مسرحي مع المؤلف الطاهر الفازع والمخرج منير العرقي وقد أبدى سفيان الشعري ارتياحه وإعجابه بهذه التجربة المسرحية الجديدة التي تأتي داعمة لتجربته السابقة في الماريشال مع الفرقة البلدية والمعوضة للوان مان شو «مادام كنزة» الذي كان سينجزه مع المنصف ذويب وكانت وجيهة الجندوبي قد عوضته في ذلك . وفي نفس الإطار أطلعنا المخرج منير العرقي على وجهة نظره بخصوص هذا العمل المسرحي الجديد الفردي الذي يخوض تجربته مع سفيان الشعري بعد جعفر القاسمي في مسرحية «واحد منا» وهو من المخرجين الناجحين بتميز في المسرح التونسي. يقول منير العرقي: نص «سعدون 28» كتبه خصيصا الطاهر الفازع على مقاس سفيان الشعري وهو نص يصور شخصية «ولد الربط» و«كرارطي» لا مأوى ولا سكن له لهذا يطلق على إسم المسرحية بالفرنسية (S.D.F) أما سعدون بطل هذه المسرحية فهو إشارة لباب سعدون، ورقم 28 هو إشارة للحافلة رقم 28 التي تجوب كل شوارع العاصمة في إشارة لتشبيه سعدون الكرارطي بها... وهذا النص هو عمل طريف ومفخخ ومفتوح على عدة أوجه وقد وجد منير العرقي من الطاهر الفازع كل الترحيب لتفجير النص من الداخل وإعادة الاشتغال عليه خاصة وهو نص محمّل بمعاني ومواضيع متنوعة وتحتاج إلى قراءة مختلفة المستويات. وأشار منير العرقي إلى أن هذا العمل المسرحي مع سفيان الشعري كان بطلب وباقتراح منه نظرا لإيمان هذا الأخير بقدراته الإخراجية التي أثبتها منير العرقي في عدة مسرحيات سابقة كما ذكر انه استشار صديقه الممثل جعفر القاسمي الذي كان من المفروض أن يعيد معه تجربة وان مان شو ثانية بعد نجاح تجربتهما الأولى في واحد منا ليجد منه الضوء الأخضر. وبعد تشاور كل الأطراف استقر الرأي على هذه التجربة المسرحية بين سفيان الشعري ومنير العرقي على أن يؤجل عمله مع جعفر القاسمي لمرحلة لاحقة ويذكر أن جعفر القاسمي هو الآن بصدد انجاز عمل مسرحي جماعي من إنتاج المسرح الوطني التونسي بصفته مخرجا. وقد أعلمنا منير العرقي بأنه بدأ في الحصص التحضيرية الأولى مع سفيان الشعري على مستوى التركيز وفن التمثيل والاشتغال على التنفس والميم والكلوناسك وكل الفنون المسرحية التي سيتم اعتمادها في هذه المسرحية بالتوازي مع الاشتغال على النص كما خصّنا منير العرقي بمواعيد هذه المسرحية مع سفيان الشعري حيث سيكون عرضها الأول في منتصف شهر افريل وهي الآن تحت طلب عدة مهرجانات دولية وصيفية معروفة جدا وقد تعاقدت بعض هذه المهرجانات مع هذا العمل. لكن يظل السؤال الذي يطرح نفسه دائما هو هل سيكتب لهذه المسرحية أن ترى النور خاصة وأن مشاغل سفيان الشعري والتزاماته التلفزية العديدة في السابق كانت وراء إلغاء عمله التلفزي مع منصف ذويب. وحيد عبد الله للتعليق على هذا الموضوع: