تونس- الأسبوعي: في خضم الأخبار المؤلمة الواردة علينا بين الحين والآخر من إيطاليا جراء المآسي التي تواجه العشرات بل المئات من المهاجرين غير الشرعيين التونسيين عند اجتيازهم البحر الأبيض المتوسط... وكذلك جرّاء تلقف العديد منهم من طرف عصابات مختصة تكلفهم بالقيام بمهام مشينة كبيع المخدرات والرق وغيرها من الأفعال الإجرامية الدنيئة... تحمل إلينا الأخبار بين الفينة والأخرى ما يثلج النفس ويحاول إبراز صورة مغايرة لما تتناقله وسائل الإعلام الإيطالية عن التونسي. «حارق» ينقذ امرأة من الغرق آخر الأخبار الواردة علينا تفيد بأن مهاجرا غير شرعي تونسي في الثلاثين من عمره يدعى عمار غامر بحياته من أجل إنقاذ امرأة إيطالية وحسب الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام الإيطالية فإن عمار المقيم بطريقة غير شرعية بمنطقة ريفادارنو ورغم الخطر المحدق به جراء ظهوره العلني وبالتالي اعتقاله من طرف الأمن الإيطالي وربما ترحيله نحو تونس فإنه لبّى نداء الواجب منذ أيام وألقى بنفسه في وادي «دارنو» عندما شاهد امرأة إيطالية تطلب النجدة بينما كانت تغرق، ولم يكتف الشاب التونسي بانتشال هذه السيدة بل اتصل بأعوان الحماية المدنية وظل بجوارها (المرأة) يقدم لها بعض الإسعافات. وكان بالإمكان أن يتسبّب ظهور عمار في إيقافه ولكنه بإنسانيته التي نوهّت بها الصحف الإيطالية قرّر البقاء بالقرب من الغريقة إلى حين وصول الحماية المدنية. رجولة وإنسانية وكتكريم له على رجولته وإنسانيته وشجاعته استدعت صحيفة «لانازيوني» الإيطالية الشاب التونسي ونوّهت بخصاله وطالبت برد الجميل لهذا المهاجر غير الشرعي بتمكينه من وثائق الإقامة بالتراب الإيطالي وهذا الطلب سانده ممثلون عن حزب الخضر والحزب الاشتراكي وحزب اليمين الوسط والحزب الديمقراطي المسيحي وأعربوا عن موافقتهم اللامشروطة «لأن عمار مثال للمهاجرين التونسيين والمغاربة في إنسانيته ورجولته» وعمار ليس المهاجر التونسي الوحيد الذي غامر بحياته من أجل إنقاذ أشخاص في خطر بل سبقه في شهامته «حارق» تونسي آخر (أصيل مدينة الشابة) كان أنقذ طفلين إيطاليين ومنحته إيطاليا وثائق الإقامة إضافة لمهاجر آخر (أصيل مدينة منزل تميم) أنقذ ثلاثة أطفال إيطاليين من الغرق بينما مات هو وقد أضيف اسمه لقائمة «شهداء البحر» على النصب التذكاري الذي يخلّد لحوادث مماثلة. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: