سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نتائج أولية لدراسة حول استغلال الوقت لدى الأسرة التونسية:التونسي يخصّص معدل 3 دقائق للمطالعة مقابل أكثر من ساعتين لمشاهدة التلفزة في اليوم تكشف لأول مرة :نتائج أولية لدراسة حول استغلال الوقت لدى الأسرة
المقهى في المرتبة الثانية في مجالات الترفيه.. والعمل التطوّعي والجمعياتي شبه غائب حوالي 5 ساعات تخصّصها المرأة يوميا للأعمال المنزلية مقابل 40 دقيقة فقط للرجل تونس الصباح تطورات وتحولات وتحديات وضغوطات تعيشها الأسرة التونسية بأشكال مختلفة وتشمل جميع افرادها وهذا الواقع يتطلب دون شك دراسة وتعمقا لرصد واقع الاسرة التونسية اليوم.
شرعت في هذا السياق وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين التي وكما يدل اسمها تهتم بمختلف مكونات وافراد الاسرة، شرعت في دراسة واقع الأسر من خلال احداث «وحدة لرصد اوضاع الاسرة» من آليات عملها الاساسي القيام بدراسات علمية واجتماعية وسبر للآراء في مواضيع مختلفة تهم النواة الاولى للمجتمع «الاسرة». نذكر من الدراسات التي انكبت وحدة رصد اوضاع الاسرة على انجازها منذ احداثها قبل حوالي 3 سنوات، دراسة حول توزيع واستغلال الوقت لدى النساء والرجال. وقد علمت «الصباح» ان الدراسة استكملت مرحلتها الاولى ويتم حاليا التدقيق في نتائجها لا سيما على مستوى توزيع المؤشرات العامة والاولية وفقا للشرائح العمرية المختلفة التي شملها البحث الميداني للدراسة. وينتظر ان تكون هذه الدراسة في شكلها النهائي مادة دسمة للباحثين الاجتماعيين وغيرهم من المهتمين بالدراسات الاجتماعية لتمثل عديد المجالات سواء الايجابية منها او السلبية التي تطبع ملامح الاسرة التونسية لا سيما في المواضيع المتصلة بتقاسم الادوار بين النساء والرجال ومدى الاهتمام الذي توليه الاسرة للعناية بالابناء (خاصة تعليمهم) وللترفيه.. وغيرها من المسائل المهمة لتوازن الاسرة. نتائج اولية حصلت «الصباح» على بعض النتائج والمؤشرات العامة الاولية التي افرزتها دراسة توزيع واستغلال الوقت لدى النساء والرجال. لكن قبل تقديم وعرض بعض من هذه المؤشرات تجدر الاشارة الى ان الدراسة استهدفت الافراد البالغين من العمر 15 سنة فما فوق وعملت على جمع المعلومات حول نوعية استغلال الوقت لدى النساء والرجال وطريقة توزيعه حسب الانشطة المنجزة من طرف افراد الاسرة هذا الى جانب تقديم مقارنة بين توزيع الوقت بين النساء والرجال وتقييم مساهمتها في الانتاج مع الاخذ بعين الاعتبار العمل غير المؤجر. وتقدم الدراسة كذلك معطيات حول انشطة الترفيه والمساعدات المقدمة للمسنين والمعوقين والانشطة الاسرية والاجتماعية والانشطة التطوعية. مؤشرات عامة كشفت الدراسة فيما يتصل بالوقت الذي يخصصه التونسي الى جسمه وتوجه وراحته وهو ما اطلقت عليه «الوقت الفيزيولوجي» ان هذا الوقت يحوز على 36% من الوقت اليومي اي ما يعادل 8 ساعات يوميا ويخصص التونسي معدل ساعة و20 دقيقة يوميا للتغذية وحوالي 40 دقيقة يوميا للواجبات الدينية. ويقضي التونسي تقريبا 26 دقيقة يوميا في التنقل المرتبط اساسا بالتحاقه بعمله في حين تحوز الدراسة والتكوين ان من تجاوز عمرهم 15 سنة على 37 دقيقة في اليوم. ويتم تخصيص حوالي 3 ساعات تقريبا للعمل المنزلي منها العناية بدراسة الابناء التي لا تحوز الا على دقيقتين فقط وعمل التنظيف يحتل ما يقارب ساعتين و43 دقيقة وطبعا للمرأة نصيب الاسد في مجال الوقت المخصص للعمل المنزلي والتنظيف. في مقارنة الرجل بالمرأة ونشير في هذا السياق الى ان المؤشرات التي تقارن بين استغلال وتوزيع الوقت بين الرجل والمرأة نشير الى ان المرأة التونسية تخصص ما يقارب 5 ساعات و15 دقيقة للعمل المنزلي (التنظيف خاصة) بينما لا يخصص الرجل سوى 40 دقيقة. وفي مجال العناية بالجسم والمظهر تبين الدراسة ان المرأة تهتم بمظهرها في سن الشباب واذا توفر لها الوقت لذلك لكن انطلاقا من 25 سنة يتناقص تدريجيا هذا الاهتمام مقارنة بالرجال (39 دقيقة للمرأة مقابل 42 دقيقة للرجل). دائما في مجال المقارنة بين الجنسين نشير الى ان الرجل في تونسي يخصص اقل وقتا للأكل والشرب من النساء (ساعة و18 دقيقة مقابل ساعة و21دقيقة) في حين ان المعدل العام الذي خصصه افراد الاسرة للتغذية هو في حدود ساعة و20 دقيقة يوميا. يخصص النساء اكثر وقت من الرجال للنشاط الديني واداء الفرائض الدينية (48 دقيقة مقابل 39 دقيقة) لكن في سن 60 سنة يتفوق الرجال على النساء في هذا المجال. وتجدر الاشارة في اطار ممارسة الشعائر الدينية الى ان الدراسة كشفت ان هذه الممارسة ترتفع لدى التونسي مع التقدم في السن حيث تمر من ربع ساعة في اليوم لدى الشباب في سن 15 سنة الى 25 سنة ثم تحوز على ساعتين في حدود 60 سنة. علاقة التونسي بالترفيه تحوز مشاهدة التلفاز على نصيب الاسد في مجالات الترفيه لدى افراد الاسرة حيث تشير الدراسة الى قضاء ما يفوق الساعتين في اليوم امام التلفاز ثم تحل المقهى في المرتبة الثانية (20 دقيقة في اليوم) بينما تتوزع بقية الانشطة الترفيهية كالتالي (7 دقائق للرياضة في الفضاءات الخارجية و3 دقائق فقط للمطالعة و2 دقائق للاستماع الى الراديو). ويتناقص الاهتمام بالانشطة الترفيهية لدى التونسي مع التقدم في السن ويبدأ ذلك من 25 سنة حيث تلاحظ تراجعا ويفسر ذلك بالنسبة للشريحة العمرية 25-29 سنة بتزايد الالتزامات العائلية المهنية بينما يفسر هذا التراجع في سن الشيخوخة (الشريحة العمرية ما فوق 60 سنة) بغياب الرغبة في الاقبال على الأنشطة الترفيهية وبقلة الامكانيات المادية. العمل التطوعي شبه غائب وبصفة عامة بينت النتائج الاولية للدراسة ان الاهتمام والوقت المخصص للترفيه لدى افراد الأسرة يتفوق بحوالي مرتين على الاهتمام بالاعمال التطوعية والعمل الجمعياتي. وان بدا التونسي اجتماعيا الا انه اقل تجاوبا مع العمل التطوعي (5 دقائق فقط يوميا) والمساهمة في العمل الاجتماعي بمختلف اشكاله (5 دقائق فقط يوميا كمعدل). سن الضغوطات وفقا لاجابات المشاركين في سبر الاراء الذي تضمنته الدراسة يعتبر التونسي ان السن التي تشهد ذروة تعرضه للضغط تكون ما بين 35 و44 نسة وتتواصل احيانا الى 59 سنة. ويعود هذا الضغط المسلط على التونسي وفقا لتعبيره الى تزايد اعباء الانفاق والعمل والالتزامات الاسرية فهذه الشريحة تشغل اكثر (في حدود 7 ساعات و50 دقيقة كمعدل يومي) وينامون اقل ويقبلون بنسب ضعيفة على الانشطة الترفيهية. وحتى ببلوغ سن التقاعد تتراجع اعباء العمل الى حدود 4 ساعات ونصف لكن تظل الاعباء الاسرية حاضرة وتؤرق التونسي ولا تتراجع الا في حدود سن 75 سنة. ايام الاسبوع متشابهة اثبتت النتائج الاولية لدراسة توزيع واستغلال الوقت ان نسب الوقت المخصصة لكل الأنشطة لا تتغير تقريبا خلال الاسبوع وتتشابه بذلك ايام الاسبوع الا في جزئيات بسيطة. فمثلا يزداد الوقت الفيزيولوجي الذي يخصصه التونسي لجسمه وللنوم آخر الاسبوع (9 ساعات و31 دقيقة للنوم يوم الاحد). وان يتراجع الوقت المخصص للعمل يوم الاحد الا ان عددا لا بأس به يواصل تخصيص يوم العطلة الاسبوعية لمواصلة عملهم او استكمال البعض منه في المنزل لا سيما بالنسبة للذين يتطلب طبيعة نشاطهم ذلك على غرار المعلمين مثلا.. نستنتج ايضا من خلال النتائج ان وقت الفراغ الذي يتركه العمل والدراسة خلال عطلة اخر الاسبوع يأخذه العمل المنزلي (كأعمال التنظيف وتحضير الأكل لايام الاسبوع والقيام بالشراءات والعناية بالاطفال.