سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نادي الناجحات: السيدة شيراز كمون (مختصة في تصنيع وبيع النظارات الطبية والعدسات اللاصقة): أمي سرّ نجاحي وتنظيم الوقت شرط أساسي لنجاح المرأة في العمل والمنزل
المرأة تسعى للاستمرار والبقاء والرجل الى السيطرة والتحكّم. هذا ما استنتجته دراسة اصدرتها مؤخرا «مانجمينت داي» «Managment day» البريطانية. وقد قامت بها على عينة من 1000 رجل وامرأة في مراكز ادارية هامة. وجاء في الدراسة انه على رجل القرن الواحد والعشرين ان يتعلّم الكثير من المرأة المديرة اذا أراد بالطبع ان يصبح اكثر تأثيرا وفاعلية في ميدان عمله واقترحت المجلّة برامج تطويرية للرجال كي يتعلّموا الصفات القيادية للمرأة المديرة التي شدّدت على أنها تتفوق على الرجل في هذا المجال لانها ببساطة اكثر عطاء منه واكثر مرونة مع الزبائن واكثر فاعلية وأهلا للثقة، كما أنها كريمة ومتفهمة لاحتياجات زملائها في العمل وتقدر مشاعرهم. «فهل يشهد العالم تأنيثا في المستقبل»؟ كما قال فرنسيس فوكوياما، مؤكد بأن وجود المرأة في المراكز القيادية سيجعل الارض أقل عنفا وحروبا ودمارا؟» وبالطبع فإنه في تونس فُتحت كل المجالات للمرأة حتى تنجح وتؤكد ذاتها وتتفوّق وها هي الان موجودة في كل القطاعات ومسؤولة في اكثر من مجال ولا شك أنها ستواصل هذا الزحف في المستقبل. ومساهمة من «الشروق» في ذلك كله ها هي تفتح نافذة لناد هو نادي للناجحات فقط. ويستضيف ناد الناجحات هذه المرّة السيدة شيراز كمّون مختصة في تصنيع النظارات الطبية والعدسات اللاصقة. وهي امرأة في مقتبل العمر تتقد حيويّة ونشاطا عمرها لم يتجاوز بعد 32 سنة دخلت مجال المال والاعمال منذ عشر سنوات لتدير محلين لبيع النظارات الطبية والعدسات اللاصقة. التقتها «الشروق» لتروي لها حكايتها مع النجاح والكفاح من اجل بلوغها هذه المرتبة المشرفة باعتبارها من النساء صاحبات الاعمال الناجحات. أمي سرّ نجاحي تنحدر السيدة شيراز من عائلة ذات علم ومعرفة فوالدها طبيب عيون وامها درست في شعبة صنع النظارات الطبية اهتمام والديها وانتمائهما للمجال الطبي أثّر على اختيارها فقررت دراسة نفس الاختصاص الذي درسته امها. وتقر السيدة شيراز أن أمها لعبت دورا مهما في نجاحها فقد اخذت عنها حرصها على العمل وتفانيها فيه. فوالدتها السيدة توحيدة كمّون كانت اول امرأة تونسية تفتح محلا لبيع النظارات الطبية والعدسات اللاصقة في الثمانينات. السيدة توحيدة كان لها فضلا كبيرا على عدد هام من التونسيين الذين اصبحوا يتمتعون ببصر جيّد بفضل العدسات اللاصقة التي اصبحت تباع لأول مرّة في تونس خلال سنوات الثمانينات. والسيدة توحيدة كمون زرعت في ابنتها شيراز حب العمل والتفاني فيه وعادة ما تمنحها فرصة ادارة محل بيع النظارات ا لطبية خلال العطلة الصيفية وبمجرّد حصول شيراز كمون على شهادتها الجامعية تولت ادارة مشروع والدتها بنفسها. التنظيم شرط نجاح المرأة في العمل والبيت تمكّنت السيدة شيراز بفضل حزمها وذكائها من الحفاظ على المشروع الذي ورثته عن امها وتطويره ليصبح له فرعا اخر متوخية في ذلك نظاما صارما واطلاعا واسعا على حيثيات الميدان ومتطلباته وتقر السيدة شيراز ان المرأة صاحبة الاعمال المنظمة تكون بالضرورة ناجحة. هذا التنظيم يتعلق بكيفية توزيع أوقات العمل واستغلال الفرص لمزيد تمتين علاقاتها مع حرفائها وكسب المزيد منهم. وتطوير رأس المال وعقد اتفاقات عمل اخرى من شأنها أن تعود عليها بعائدات مالية اضافية وهامة. السيدة شيراز امرأة صاحبة أعمال ناجحة وربّة بيت ممتازة تسهر على راحة عائلتها وتلبي حاجيات ابنائها، وللسيدة شيراز ابنان صغيران هي دائمة الحرص على توفير وقت هام للاهتمام بطفليها وتسعى دائما الى القيام بشؤون منزلها بنفسها وخاصة في ما يتعلق بالاكل والشرب فهي اقتصادية جدا في تعاملها مع الامور المنزلية ويتجلى ذلك من خلال ضبطها لبرنامج اسبوعي يتعلّق بالاكل والترفيه وغير ذلك من الامور المنزلية. كما تولي السيدة شيراز اهمية كبيرة للاعتناء بأطفالها وهدفها يتمثل في زرع بذور حب النجاح والابحار في عالم العلم والمعرفة عند اطفالها والدليل على ذلك انها لا تعطي وقتها بالكامل للعمل وتهمل بالتالي ابناءها. وتؤمن السيدة شيراز باهمية الترفيه في بناء شخصية الطفل وجعله يتحلّى بالتوازن النفسي. ايجابيات عديدة تحدّثت السيدة شيراز عن المكاسب التي يمكن أن تغنمها المرأة صاحبة الاعمال من ميدانها العملي ولعل قوّة الشخصية والاعتماد على النفس من اهم هذه الاشياء. كما أن التعامل المباشر مع الحرفاء فيه متعة كبيرة وينتج عنه ربط علاقات جديدة مع مختلف الشرائح الاجتماعية. بالاضافة الى ذلك كله يبقى المكسب المادي من اهم المكاسب التي يمكن ان تحققها من خلال نشاطها التجاري. بعض المصاعب كل نجاح لابد ان يمر بمرحلة من الكفاح وتجاوز العديد من الصعوبات. وان كانت السيدة شيراز لم تجد صعوبة في البداية باعتبار أنها ورثت المشروع عن أمّها الا انها الان تواجه عديد المصاعب منها ما يتعلق باحتداد المنافسة التي فرضتها كثرة المحلات المختصة في بيع النظارات الطبية والعدسات اللاصقة. وكذلك التجارة الموازية التي سرقت بشكل او بآخر حرفاء السيدة شيراز. ففي الثمانينات تشير السيدة شيراز انه وبحكم وجود محل بيع النظارات الطبية بشارع الحرية كان عدد الحرفاء مرتفعا نظرا لموقع هذا الشارع من العاصمة فهو القلب النابض باعتبار وجود مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية بهذا الشارع. أما الان فان اغلبية الناس اصبحوا يفضلون اقتناء حاجياتهم من اماكن قريبة منهم ليتجنبوا عناء التنقل. وهذا التحول في السلوك ادى الى نقص الحرفاء وبالتالي نقص في المداخيل المادية. وتختم السيدة شيراز قولها بخصوص الصعوبات فتقول ان من يملك محلا لبيع النظارات الطبية والعدسات اللاصقة يمكن ان يجني اموالا كافية في وقتنا الحالي لكن لا يمكن ان يطور هذا المشروع ويفتح محلا آخر نظرا للعديد من الاشياء التي ذكرناها آنفا وخاصة منها المنافسة والتجارة الموازية. هكذا كان لنا لقاء مع احدى الناجحات الشابات التي اثبتت جدارتها في ادارة الاعمال وتمكنت بفضل حزمها وعزيمتها من المحافظة على المشروع التي ورثتها عن والدتها وطورته الى الاحسن ونلتقي في العدد القادم مع ناجحة تونسية ضمن نادي الناجحات.