هي مواليد الرباط بالمغرب الاقصى بعد دراسة جامعية ناجحة تعمل حاليا الى جانب اعدادها دكتواه في الادب العربي الحديث استاذة بكلية الاداب والعلوم الانسانية بالمحمدية المغربية. بدأت في نشر نصوصها الشعرية 1980 وقد اصدرت الى حد الان مجموعة من الدواوين الشعرية نذكر منها: الانخاب (1991) انين الاعالي (1992) فتنة الاقاصي (1996 مع شريط صوتي) هيأت لك (2002) وفاء العمراني جاءت توزر للاحتفاء بشاعر تونس الخالد ابو القاسم الشابي.. ولتقدم تجربتها الشعرية التي تميزت بطابها الصوفي الحميمي دون ان ننسى رومانسيتها التي صاغتها في شموخ جبال الاطلس.. في اشعار وفاء العمراني مسحة جمالية لا تخلو من حيرة واسئلة وجودية حارقة. وفاء العمراني التقيناها في توزر فكان معها هذا الحوار: ** وفاء العمراني.. متى بدأت العلاقة مع الشابي؟ ككل اطفال المغرب وتونس وباقي العالم العربي تعلمنا من الشابي ارادة الحياة.. لان هذه القصيدة كانت بوابتنا على الاجمل والابعد والابقى: الحرية. وان كان مفهومنا للحرية في تلك الفترة بسيطا لكنه غير محدود. بعد ذلك تطورت ونمت تلك العلاقة من الانبهار والاستظهار الى التمحيص والدراسة في الجامعة والتدريس في مدرّجاتها. ** كيف تبني وفاء العمراني قصيدها؟ انطلاقا من حيرة دائمة ووجل شديد حيال بياض الصفحة.. ليس لي منوال او نمط او وعاء اصب فيه انفعالاتي دائما كنت ضد النمطية في الشعر. الشعر بحث دائب لا يستقر وبالتالي افق التجديد فيه يظل مشرعا على جناحي الحرية والمعرفة. بدأت الكتابة وعمري 12 سنة: دم الحرف كان اسبق لاجتراحي من دم الانوثة. ** الكتابة الشعرية.. هل يمكن تصنيفها؟ ارفض تصنيف الابداع واؤكد في هذا المجال انني لا انتمي الى ما يطلق عليها الكتابة النسائية.. الكتابة عند وفاء العمراني حق لجميع المبدعين مثل الهواء والابداع شعاره الاصلي والاساسي الحرية.. .. واعتقد ان الرهان في الابداع يبقى في البحث الدائم عن اشكال تعبيرية جديدة تنمي احساسنا بجمال الوجود وتؤدي الى رؤى معرفية تسمو بنا نحو الافضل. ** ما سر الحضور النادر للصوت الشعري المغربي في تونس؟ هذه معضلة لا تشمل المغرب وحدة.. انها مرتبطة بمسألة توزيع الكتاب العربي الذي لا يتنقل ولا يتحول في ارجاء العالم العربي الا عبر جناح الصداقة او المعارض.. وهنا تبرز اهمية الاسابيع الثقافية الجادة والمعارض وضرورة انفتاحها بجدية كاملة على الجديد والمختلف وضرورة الحوار الجاد والهادف والهادئ بين المثقفين وقبولنا بعضنا البعض في اختلافنا. وتجدر الاشارة هنا الى اهمية العمل «الثقافي» وكونه ينجح باستمرار في ما يفشل فيه السياسي والاشارة هنا ايضا الى اهمية الدبلوماسية الثقافية التي تتجاوز الحدود وجوازات السفر والاديان والطائفية وغيرها. ** المشهد الشعري المغربي ماذا تقولين عنه؟ يبدو المشهد الشعري المغربي شديد الثراء من خلال تعدد صدور الدواوين وتنظيم الملتقيات وان خفت صوت المجلات الثقافية والادبية المتخصصة المحدودة. ويظل للزمن مهمة تصفية وتنقية هذا التراكم الذي اراه ايجابيا وبضدها تتميز الاشياء.