توزيع الامتحانات على مدى 15 يوما كل ثلاثية... نسق مرهق تونس - الصّباح: ينتهي اليوم ماراطون فروض الامتحانات الثلاثية الثانية من السنة الدراسية... فروض ستبوح بنتائجها ومردود أصحابها تباعا على مدار الأسبوع القادم قبيل حلول عطلة الربيع. الحدث إذن تعودت عليه الأسرة التربوية الموسعة كما ألفته الأسر التونسية وبخلاف الامتحانات الوطنية في نهاية السنة التي تفرز حالة استنفار كبرى وانشغال بارز داخل العائلات... أوضاع وضغوطات خاصة لا تبرز إلا في مثل هذه المناسبة. على أن ما يثير اهتمامنا في هذا الموضوع هو مدى تحقيق النظام المعتمد راهنا في اجراء الامتحانات وتنظيمها للاهداف المنشودة ومدى تلبيته لمتطلبات التقييم الموضوعي والعلمي الدقيق لمردود التلاميذ في مختلف مستوياتهم بما يعكس قدراتهم الحقيقية على الاستيعاب والتملك.. وحريّ بالجهات المسؤولة على نظامنا التربوي بعد سنوات طويلة من اعتماد الصيغة الحالية من نظام التقييم المدرسي التوقف عند ايجابياته ان وجدت وسلبياته ان سجلت ولا تخالها الا موجودة على الاقل وليس حصريا فيما يتعلق بالجانب المادي لاجراء الامتحانات الثلاثية والتركيز على صيغة الاسبوع المغلق وتوزيع مواد الامتحان على اسبوعين احدهما مفتوح والآخر «موصد الابواب» دون أن يدرك المرء مبررات ادراج هذه المادة أو تلك في الفترة المفتوحة أو المغلقة والى أي معايير بيداغوجية وتربوية تم الاستناد وعن الفلسفة أو الحكمة من التمييز بين المواد رغم تشابه او تقارب ضواربها. وهذا المعطى الأخير يحيلنا ايضا الى طرح موضوع الضوارب التي تكتسي نهجا موحدا في التعليم الابتدائي دون تفرقة أو تمييز لتستوي في ميزان المنظومة التقييمية المادة العلمية التي تتطلب تركيزا وتحضيرا وطاقة على الاستيعاب والمادة الفنية ومنها على سبيل المثال التربية التشكيلية التي لا تحتاج لجهد فكري بارز باستثناء بعض الحس الفني او المهارة الفنية التي تتدعم بالتدريب والممارسة بتقدم العمر والاحاطة والتي يقترح البعض افراد تدريسها في اطار النوادي باعتبار اختلاف الحس الفني لدى الأطفال... ثم يقع تعميم تدريسها بالمرحلة الاعدادية بعد أن يكون هذا الحس قد نضج ويمكن اخضاع مؤهلات التلاميذ فيه للاختبار. هكذا إذن تبدو العناصر أو المحاور المتعلقة بالدعوة لتقييم نجاعة ومردودية نظام التقييم المدرسي واعادة النظر فيه متصلة ومترابطة، بل انها متشابكة والاقتراحات والتصورات لمزيد تطوير هذه المنظومة متنوعة وعديدة ولعل في فتح باب الحوار بشأنها وتشريك كل من تهمه المسألة التعليمية والمشاغل التربوية بإبداء الرأي السديد والمفيد ما يساهم في التقدم في هذه الملفات نحو الافضل وما دامت وزارة التربية والتكوين قد شرعت في وضع عديد القضايا والمشاغل التعليمية تحت مجهر البحث والتشخيص والتقييم نعتقد أن موضوع الامتحانات والنظام التقييمي عامة سيحظى بأهمية خاصة على مستوى المتابعة والخروج بمقترحات عملية ونأمل ان تتوصل اللجان المكلفة بدراسة هذه الملفات الى حلول جذرية لمعالجة بعض الاشكاليات التي تسود نظام التقييم الحالي والمواد الممتحن فيها التلاميذ ومنها مادة الرياضة التي يرى البعض أن اقرارها لتلاميذ الباكالوريا من خارج شعبة الرياضة أمر يتطلب اعادة نظر. وطالب بعض الاولياء وحتى التلاميذ بالتخلي عن اجراء اجتيازها كمادة تخضع للتقييم في امتحان الباكالوريا مع مواصلة العمل بها أثناء السنة الدراسية.