التخلي عن إجراء احتساب ال25 بالمائة في مناظرة الباكالوريا تونس - بناء نيوز - منى الكوكي - نظمت وزارة التربية اليوم الخميس 1 ديسمبر يوما إعلاميا قدمت فيه توصيات لجان تطوير المنظومة التربوية، وقد قدمت كل لجنة جملة التوصيات التي تمخضت عن عملها طيلة شهري أكتوبر ونوفمبر وستتوجه بها إلى الحكومة المقبلة لتفعيلها على أرض الواقع.
وقد أكد الطيب البكوش وزير التربية في كلمته أثناء اللقاء الإعلامي أنّه اراده ان يكون لقاء استشاريا بين كافة المتدخلين في العملية التربوية كي يبدو آرائهم في التوصيات التي توصلت إليها اللحان التسع التي تكونت عقب ما لاحظته الوزارة من اخلالات في المنظومة التربوية التونسية.
ودعا الوزير إلى أن تتكون لجان على مستوى وطني تنظر في مقترحات هذه اللجان وتتخذ في شأنها القرارات السياسية المناسبة كي يبدا تفعيلها كقرارات بداية السنة الدراسية القادمة وتنفيذها على أرض الواقع بداية من سنة 2013.
وقال الطيب البكوش أنّ الأمر يبدو صعبا خاصّة بالنسبة إلى الكتب المدرسية التي بلغ عددها 350 كتابا لذا فلن تكون العملية واقعية إلا سنة 2013 لكن علينا أن نبدأ الآن.
وفي هذا السياق صرّح كاتب الدولة المعتمد لدى وزارة التربية حسن العنابي أنّ "هذه الاستشارة قائمة على آراء مختلفة حول المواضيع المطروحة حتى لا نخرج بقرارات ذات اتجاه واحد وليتحمل الجميع مسؤوليته خاصة في هذا الظرف حتى يكون أي إصلاح فيه مساهمة من كل الأطراف.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ لجان تطوير المنظومة التربوية بلغت عددها تسع لجان أولها لجنة الامتحانات والمراقبة المستمرة وإنّ أهم ما اقترحته هو مراجعة المراقبة المستمرة للتلميذ والمربي والتخلص من الارتقاء الآلي لتلاميذ المرحلة الابتدائية، كما دعت اللجنة إلى حذف الأسبوع المغلق والتخلي عن إجراء احتساب ال25 بالمائة في مناظرة الباكالوريا وإرساء محطة تقييم إشهادي وطني إجباري في نهاية المرحلة الابتدائية (السادسة) والمرحلة الإعدادية (التاسعة).
تقليص ساعة الدرس إلى 45 دقيقة
أما لجنة الزمن المدرسي فقد أقرت جملة من التوصيات التي اهتمت أساسا بالنسق السنوي للزمن المدرسي عبر إعادة توزيع فترات التعلم والراحة والتقييم بصفة متوازنة بين الثلاثيات والترفيع في عدد أيام التعلم الفعلي للوصول إلى المعايير الدولية من 180 يوم في السنة إلى ما بين 190 و240 يوما دراسيا في السنة وقد أكد منسق اللجنة خالد الشابي في هذا الإطار أنّ توصيات اللجنة شارك في التوصل إليها اخصائيون اجتماعيون ونفسانيون فضلا عن دراسات حديثة في الزمن المدرسي وخاصّة آخرها التي اعتمدتها وزارة التربية الفرنسية.
وطالبت هذه اللجنة بالتقليص في مساحة الدرس من ساعة إلى 45 دقيقة ذلك بعد أن أثبتت الدراسات النفسية الدولية أنّ التلميذ الأكثر ذكاء في القسم لا يمكن أن يشد انتباهه المربي أكثر من نصف ساعة متواصلة.
ولجنة الحياة المدرسية رأت أنه من الضروري مراجعة النظام التأديبي والانظمة الداخلية للمؤسسات التربوية بما يكفل المصالحة بين المتعلم والمدرسة وبعث مجلس للتلاميذ يتكون من نواب منتخبين بطريقة ديمقراطية تكون من بين مشمولاته إعداد ميثاق المدرسة.
وعن دور الأولياء رأت لجنة الحياة المدرسية على لسان منسقها عمارة بن زايد انه من الضروري تفعيل دور الأولياء والجمعيات ومكونات المجتمع المدني في إطار مجلس المؤسسة أو في أطر أخرى بصيغ تتيح دورية الاتصال واستمراريته والمساهمة في نجاح الحياة المدرسية لكل المتعلمين.
ونظرا للأهمية التي يكتسيها التوجيه المدرسي فقد رأت لجنة التوجيه المدرسي حسب ما صرّح حاتم عمارة منسق اللجنة أنه وجب إدماج التربية على التوجيه في البرامج الرسمية مع تشريك اساتذة المواد والأولياء في تربية التلاميذ على التوجيه وإعادة النظر في تركيبة مجلس التوجيه وفي آلية اشتغاله.
الارتقاء بمستوى تكوين المدرسين
أما لجنة الدروس الخصوصية ودروس الدعم والتدارك فرات أن تعمل المدرسة على تامين الحد الأدنى من النجاح بما يحد من اللجوء غلى الدروس الخصوصية ويقلص التهافت عليها وتزويد المدرسين بأدوات العمل الناجعة في مجالات التقييم والتشخيص والدعم والعلاج.
لجنة البرامج والكتب المدرسية فمن أهم النقاط التي تطرقت إليها هي ضرورة وضع مرجعية عامة للكتاب المدرسي يقع الرجوع غليها عند تأليف الكتاب المدرسي والوسائل التعليمية بمختلف أشكالها وتطوير كراس شروط التأليف المدرسي ليكون مطابقا للمواصفات ويتضمن مقاربة بيداغوجية واضحة.
وأكدت لجنة تكوين المدرسين على ضرورة العمل على الارتقاء بمستوى تكوين المدرسين وذلك عبر اعتماد مرجعيات واضحة في انتداب المدرسين بكافة مراحل التعليم واقترحت اللجنة كذلك إنشاء كلية تربية وإحداث أقسام خاصة بالمؤسسات الجامعية لإعداد المدرسين.
أما لجنة إدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التدريس فقد أوصت بتكليف لجنة وطنية تتكون من بيداغوجيين وفنيين مختصين في مجال توظيف التكنولوجات في تدريس اللغات لبناء استراتيجية عمل واضحة المعالم تحدد دور تكنولوجيات المعلومات والاتصال في تطوير تدريس اللغات واثرها في تحسين مكتسبات المتعلمين