بعد غيبة طويلة عاد برنامج الإتجاه المعاكس على قناة حنبعل للموسم الثاني وهو برنامج كوميدي نقدي جاء في وقته ليسد فراغا كبيرا في البرامج الفكاهية سواء على قناة حنبعل الفضائية أو حتى على قناة تونس 7 أو قناة 21 بعد التخمة «الفكاهية» الرمضانية التي كرسّت ومازالت تكرّس الضحك والإبتسامة كفاكهة رمضانية فقط لا يحق لنا تذوقها طيلة العام وإذا أكلناها فهي كالكسكسي «البايت والمجمّر» ولكن حنبعل شذّت عن القاعدة بإنتاجها السلسلة الثانية من الإتجاه المشاكس بقيادة لطفي البندقة وفريقه المعتاد خصوصا بعد الضعف الواضح الذي بدت عليه سلسلة حنبعل في حومتنا التي فقدت الكثير من بريقها في سنتها الرابعة.. لعوامل عدّة لايسمح المجال بذكرها في هذا المقال.. المهم أن الإتجاه المشاكس قد عاد وفي جرابه الكثير من المفاجآت خصوصا على مستوى المضمون حيث أنه حافظ على نفس الشكل تقريبا.. ولكنه إقترب أكثر من هموم المواطن التونسي خصوصا والمواطن العربي عموما وتعرّض الى مواضيع هي في صميم مشاغل الناس سواء من الناحية السياسية (حلقة صبّاط الزيدي) والإقتصادية (الطاقة وارتفاع أسعارها) وغيرها من المواضيع الحساسة التي تناولها لطفي بندقة بكثير من الجرأة بدون السقوط في فخ السهولة أو التصريح رغم أنه في بعض الأحيان يبتعد عن الموضوع الأصلي للحلقة ثم يعود إليه مجددا وقد يعود ذلك إلى أن السيناريو لم يكن محبوكا بالطريقة المثلى وهذا وهن في هذا العمل يمكن تلافيه في الحلقات القادمة والكل يعلم ان برنامج «الإتجاه المعاكس» في نسخته الأولى كان من ضمن البرامج الترفيهية الأكثر مشاهدة على فضائياته ونحن نعتقد أن لطفي ومجموعته سيقدمون الكثير من الإضافة في النسخة الثانية بما يكتسبه لطفي بندقة من تجربة وحرفية والمجموعة من حبّ للعمل. فهل يمثل إنتاج الجزء الثاني من هذه السلسلة مقدمة لدخول سباق البرامج الفكاهية لشهر رمضان القادم؟ فيصل الصمعي