التصريحات التي أثارها قداس البابا بنديكس عن منع استخدام الواقي الذكري من السيدا (الايدز) ومن الانجاب غيرالمرغوب فيه اثارت ضجة إعلامية في الغرب.. ورغم المجاملات التقليدية لقداسة البابا في الاعلام الاوروبي والعالمي فان تصريحاته المعارضة لاستخدام الواقي الذكري.. أو المقللة من أهميته قوبلت باستنكار اغلب الاوساط الطبية والعلمية والسياسية الاوروبية والعالمية.. فضلا عن الافريقية.. التي يزروها البابا وفريقه " مبشرا" و"داعيا" للقيم المسيحية السامية.. ++ والغريب في تصريحات البابا حسب القائمين على منظمات مكافحة الايدز الاممية والدولية أنها صدرت في افريقيا حيث أكثرمن 20 مليون مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة.. وحيث سقط خلال العقدين الماضيين ملايين القتلى بسبب الانتشار السريع لافة الايدز.. إلى درجة أن رئيسا افريقيا اتهم في تصريح علني " الامبريالية والاستعمارالجديد " بزرع الفيروس الفتاك في افريقيا.. لمنع تقدمها.. ولجرها الى مستنقع جديد من التخلف والامراض والاوبئة.. حتى تبقى في تبعية للمستعمر؟؟ ++ والسؤال الاغرب من هذا وذاك: لماذالم يدل البابا ب"فتواه" عن الممارسات الجنسية والواقي الذكري في اوروبا وتحديدا في بلده المانيا أو في روما مقر الفاتيكان حيث يستعمل سنويا مئات الملايين من الواقي؟ هل خاف البابا من ردود فعل الشباب الايطالي والالماني والاوروبي على "الفتوى" البابوية المعارضة لليبيرالية الجنسية والاجتماعية؟ أم اعتبر مع بعض رفاقه من مؤسسة الفاتيكان افريقيا "البهيم الصغير" في كل المجالات بما في ذلك في علاقة الكنيسة به؟ ++ مرة اخرى يحق لنا أن نحيي مليارات المسيحيين في العالم.. ومئات الملايين من المسيحيين العرب والافارقة والاسيويين.. مع التمييز بين المسيحية باعتبارها واحدة من الاديان التي تقدم اجوبة عن الاسئلة الروحية والعقائدية للانسان، والمسيحية التي تستخدمها بعض الاجهزة الاستعمارية الغربية أداة "ايديولوجية" استعمارية جديدة.. خاصة بعد تزايد دور المسيحيين المتطرفين في الولاياتالمتحدة.. وتاثيرهم (بدعم من الرئيس الامريكي السابق بوش الابن) في اختيار البابا الحالي المهزوز علميا وثقافيا.. بعد أن كان البابا الراحل البولوني يوحنا بولس الثاني بنى جسورا حقيقية للحوار بين الثقافات والاديان والحضارات.