خلّفت الاستقالة المبكّرة والمفاجئة للأستاذة لمياء التليلي من الرابطة الوطنية لكرة القدم النّسائية أسئلة حائرة وتعاليق شتّى. فماذا وراء هذه الاستقالة وما هي دوافعها وخلفياتها. لنستمع إلى الأستاذة لمياء التليلي تروي بنفسها كل الحقائق: * لمن لا يعرفك، من هي لمياء التليلي؟ - تكويني قانوني مرحلة ثالثة، محامية، مارست كرة القدم كلاعبة منذ 1982 إلى غاية 2000، بمعهد الفتيات بخزندار (11 لاعبة) في إطار الشبيبة المدرسية إلى بطولة الجامعات (خماس) سوسة إلى غاية 1998 ثم أخيرا وإلى غاية سنة 2000 التحقت بنادي تونس الجوية وكنا نشارك في دورات عالمية في شركات الطيران سنة 1999/2000 فزنا بدورة براغ لشركات الطيران الدولي وبكأس أحسن حارسة مرمى. - ومنذ صيف 2004 التحقت بالهياكل الرياضية صلب الجامعة التونسية لكرة القدم وبدأنا في انتقاء الفرق التي تكوّنت منها فرق البطولة الموجودة إلى الآن وفي موسم (2004-2005) انطلقت أول بطولة وطنية تحت إشراف اللجنة الفيدرالية المنبثقة عن المكتب الجامعي في وقت سي حمودة بن عمار وتحت رئاسة سي رضا عيّاد، ثم عضوة في الرابطة منذ انطلاقها سنة 2006 إلى غاية يوم 26 مارس 2009 تاريخ تقديم استقالتي من المكتب الجديد. * ما هي المهام التي كنت تضطلعين بها صلب الرابطة؟ - بما أن تكويني قانوني فقد تسلمت رئاسة لجنة القوانين والتأديب صلب اللجنة الفيدرالية ثم لجنة التأديب صلب الرابطة وعضوة قارّة في جميع اللجان. * استقالة مفاجئة بعد خبرة 17 سنة كلاعبة و6 سنوات في هياكل كرة القدم النسائية لا يمكن أن تكون سهلة؟ - إطلاقا، ولكن لم يبق لي مكان بينهم خال للاستراحة. * من هم؟ - الجامعة التونسية لكرة القدم والمسؤولون عن كرة القدم النسائية؟ * أسباب الاستقالة لم نعتدها ومستفزّة ومحيّرة جدّا؟ - يا سيدي الكريم سأجيبك بمنطق «الكوّارجية اللّي يفهمها 10 ملايين تونسي، عندك جمعية اتكوّر وفيها 2 وإلاّ 3 ملاعبيّة غير متناغمين مع المجموعة آش تعمل»؟ * طبعا انبدّل الملاعبيّة؟ - لا سيدي الكريم الجامعة التونسية لكرة القدم طلعت ما تعرفش اتكوّر تتصوّر؟ وسأقول لك لماذا؟ وباش انفرّك الرمّانة المجموعة التي كانت تسهر على سير عمل الرّابطة والذين خلافا للمعتقد السّائد فإنها كذلك كانت تضع برامج عمل مع كل بداية موسم رياضي ينقسم إلى النهوض بالكرة والتعريف بها، إقامة الدورات، جلب واستقطاب الاعتمادات المالية ومساعدة الفرق، والتفكير في مستقبل كرة القدم كنا بمثابة خلية عمل حقيقية هذه المجموعة، هي مجموعة متكاملة ومتنوّعة بأتمّ ما في الكلمة من معنى كان يجمعنا هدف واحد هو حبنا لكرة القدم، وكنا نعمل ونفكر ونسعى للنهوض حقيقة بهذا القطاع خاصة في غياب برنامج لكرة القدم النسائية في الجامعة والإدارة الفنية. في الموسم الماضي التحق بنا بعض الأعضاء الجدد توسمنا فيهم الخير باعتبار وأن أسبابهم المعلنة والمصرّح عنها للانتماء للمجموعة كانت إعانة الفرق خاصة ماديّا ولكنه اتّضح بأن هناك خلفيات غير معلنة وغير رياضية وراء الانتماء إلى المجموعة وأنّ هؤلاء الأشخاص لا يفقهون شيئا في كرة القدم ولا في الرياضة ككلّ. وعندما طالبنا الجامعة بالتدخل لإيقافهم عن ممارساتهم الغريبة والمستهجنة (كان لديها الحل، فهي التي تعيّن وهي التي تعزل) ولكن الجامعة قد تعاملت وتعاطت مع الوضعية ومع الهيكل ومع الأشخاص، معاملة القصر اللّي مازالوا ما يفهموش واتّضح بأنّ العناصر غير المرغوب فيها تتمتع بمساندة مطلقة من بعض أعضاء المكتب الجامعي الذي تقتصر معرفته بكرة القدم النسائية على السمع. وما الانتخابات إلاّ مزايدات وعملية بيع الرابطة لمن يدفع أكثر ليزيد في رصيده المعرفي والرياضي لقب مزيّف «ناس تلعب على التصاور» وتتشدّق بالوطنية الزّائفة، وهو غير مؤهّل على جميع المستويات وأنا رفضت أن أتعامل مع هؤلاء «ما ناش خمّاسة في هنشير الجامعة». إحنا نحبّو نخدمو المجموعة وأحنا من النقاد كل واحد من موقعه موش بالتبندير والكذب. * ليس من حقّك الاستقالة؟ - الجامعة سمحت لنفسها بأن تفعل ما تشاء مستعملة جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة. إلى هذا الحدّ وأقول كفى الجامعة من سوء الحظّ هي الوصية على كرة القدم النسائية ولكنها ليست وصيّة على خبرتي وشهائدي ومحبّتي لكرة القدم. * لماذا طال تنصيب مكتب الرابطة الجديد والأعضاء المعنيين لمدة 20 يوما من 6 مارس إلى 26 مارس؟ - هذا السؤال تجيبك عنه السيدة منيرة بن فضلون المسؤولة الأولى عن النهوض بكرة القدم النسائية. ولأنّ الانتخابات المفروضة وغير المدروسة لم تنجح في حلّ المشكل الأساسي والرئيسي الذي كان مطروحا بالرابطة بل زاد الطيّن بلّة إضافة إلى التجاوزات القانونية بالنسبة لسير عملية الانتخابات في حدّ ذاتها وبالنسبة لافتقار عدد من ملفات الترشّح والتي نجحت في الانتخابات للشروط القانونية وأهمها شرط المستوى الثقافي وشرط الخبرة والذي سمحت الجامعة لنفسها بالنزول بسنوات الخبرة المشروطة في القانون الأساسي بمجرّد محضر جلسة للمكتب الجامعي وما خفي كان أعظم. * هل أجابت الجامعة على الطعن الموجّه؟ - هذا سؤال لا يعنيني ولكن هل احترمت الجامعة القانون عندما زايدت على الرابطة وعرضتها للبيع حتّى تجيب على طعن قانوني والشيء من مأتاه لا يستغرب * ما رأيك في المكتب الجديد؟ - ربّي يعينهم ووفّقهم لما فيه خير كرة القدم النسائية. والمسؤولية يا سيدي الكريم هي تكليفا وليست تشريفا ولذلك أتمنّى أن يكونوا في مستوى موروث القيم الذي تركه لهم المكتب القديم. * كلمة أخيرة - استقلت من الرابطة ولن أستقيل من الكرة وسأواصل من موقعي في خطتي الجديدة صلب جمعية نادي تونس الجوية في خدمة كرة القدم النسائية وربّي إيوفّق الجميع.