قبل عقدين من الزمن كان الغالبية الساحقة من المربين في التعليم بكل مراحله ذكورا.. وكانت مدارس ترشيح المعلمين ودور المعلمين العليا تعطي الاولوية للاناث.. اقتناعا من صناع القرار وقتها بان المراة يمكن أن تنجح أكثرمن الرجل في بعض المهن من بينها التعليم والصحة.. وقد تحقق رهان تأنيث التعليم.. بل أصبح غالبية طاقم التدريس والتاطير البيداغوجي في الابتدائي والاساسي والثانوي إناثا.. الى درجة أنك قد لا تجد في بعض المعاهد الا ذكرا أو اثنين من بين طاقم من أكثر من 30 مربيا واداريا.. وسواء كان الخيار صحيحا أم لا.. فنحن أمام واقع.. ومن حق المجموعة الوطنية أن تطالب السيدات نساء التعليم في كل المستويات بالبرهنة على أنهن مثل زملائهن المربين السابقين (الذكور) يحرصن على تجنب الغيابات المرضية وغير المرضية.. وأنهن لا يعتبرن التعليم مجرد وظيفة بل علاقة حميمية تربط المربية بمئات التلاميذ والتلميذات.. علاقة تشمل التدريس والحوار معهم خارج اوقات الدرس حول مشاغلهم ومشاكلهم.. حول تساؤلاتهم وتطلعاتهم.. حول اقتراحاتهم وطلباتهم.. حول واقعهم ومستقبلهم.. قد يكون للمربين والمربيات بدروهم مشاغل شخصية.. لكن ترغيب التلاميذ في الدراسة وفي الحياة الثقافية والرياضية داخل المدارس وخارجها مسؤولية لا مجال للسيدات نساء التعليم والسادة رجال التربية التنصل منها..