تونس الصباح: من بين المسائل التربوية التي تنكب احدى اللجان المختصة صلب وزارة التربية والتكوين على دراستها لإعادة النظر في توجهاتها وآليات عملها تلك المتعلقة بنظام التوجيه المدرسي.. نظام أثبتت التجربة والنتائج قصوره واستكانته الى أسهل الحلول في توجيه كم هائل من التلاميذ نحو وجهات كلاسيكية ومسالك تعليمية طالما استقطبت وما تزال أكبر عدد من التلاميذ ممن يفتقدون للمؤهلات التي تسمح بانضمامهم الى الشعب العلمية ليتواصل الزج بهم في الشعب ذات آفاق التشغيل المحدودة مثل الآداب والاقتصاد والخدمات... وهي شعب بلغت منذ سنوات طاقة استيعابها القصوى ولم تعد مواكبة للتحولات التي يشهدها سوق الشغل واحتياجاته لمهارات وكفاءات تلبي تحولاته واستقطاباته الجديدة للاطارات واليد العاملة المختصة.. وهو ما جعل من الشعب الكلاسيكية وجهة لكل من لا تستجيب مؤهلاته وأعداده الالتحاق بالمسالك العلمية.. آفاق جديدة لتجاوز هذا الوضع وتعديل منظومة التوجيه تم منذ الصائفة الماضية اقرار توجه جديد في تنظيم عملية التوجيه المدرسي ضبطت بعض ملامحه وتوجهاته القادمة في انتظار اثرائها بما ستفرزه اللجنة المكلفة بمتابعة هذا الملف من اقتراحات وتصورات بديلة للنظام المعتمد حاليا بعد أن بلغت أشواطا متقدمة في اعمالها. يذكر أن التوجهات الاولية التي يستند اليها مشروع المراجعة لنظام التوجيه تعتمد أساسا على مبدإ الحصص في التوجيه الأولي للتقليص من ظاهرة التدفق المهول للتلاميذ على الشعب ذات التشغيلية المحدودة مع مراعاة الادارات الجهوية للتعليم للخيارات الوطنية وذلك بإعادة "توجيه" التوجيه بالتوازي مع تثمين المسار الجديد الذي سيفضي اليه مسلك التكوين المهني وادراجه ضمن النظام التوجيهي الجديد باعتبار أن الاصلاحات التي أدرجت على منظومة التكوين المهني وارتباطها الوثيق والمتكامل مع منظومة التعليم العام تحتم مراجعة جذرية لمسالك التوجيه عبر اضافة مسار للتوجيه يحيل في نهاية السنة الثانية من المرحلة الثانوية الى متابعة المسلك المؤدي الى الباكالوريا المهنية والى شهادة التقني المهني.. وهو ما ليس متاحا حاليا من خلال النصوص والتراتيب المنظمة لعملية التوجيه المدرسي.. إن في تطعيم المسالك المتوفرة راهنا واعتماد التوزيع المتوازن للتلاميذ عليها بمسلك التكوين المهني ما من شأنه أن يحد من الاقبال على الشعب المستهلكة ويدعم آفاق التوجيه امام المتمدرسين ويطور خارطة التوجيه المدرسي.