تونس الصباح: اهتمت وزارة التربية والتكوين خلال هذه الصائفة بجملة من الجوانب المتصلة بالحياة المدرسية من حيث أبعادها التربوية والبيداغوجية والتأديبية المتصلة بحياة التلميذ داخل المؤسسة وعلاقته بمحيطها وبكامل من فيها من مربين ومرشدين وأساتذةه وزملاء في الدراسة. وتأتي المتابعة والاهتمام بهذه الجوانب الاساسية المتصلة بحياة التلميذ لمزيد تطوير القطاع التربوي وإحكام سيره وتطوير آدائه. فبماذا خص التلاميذ الراسبين في الباكالوريا نظام قديم؟ وما المقصود بإعادة النظر في نظام التوجيه المدرسي؟ وماذا عن نظام التأديب المدرسي والتطورات الحاصلة داخله؟ حول الراسبين في الباكالوريا ضمن النظام القديم رغم تمكين تلاميذ السنة الرابعة من التعليم الثانوي المنتمين الى النظام القديم من اجراءات استثنائية تضمن لهم حقوقهم في الدراسة، فإن عددا منهم لم ينجح في امتحان الباكالوريا دورة جوان 2008، ومن بين هؤلاء من تقرر اسعافهم بالتثليث. ونظرا الى أنه تقرر إنهاء العمل بالنظام القديم فقد علمنا من مصادر مطلعة بوزارة التربية والتكوين أن هؤلاء التلاميذ سيدعون إلى اختيار صيغة من الصيغ التي تقترحها الوزارة كحل لهم خلال السنة الدراسية التي تنطلق غدا الاثنين. فما هي هذه الصيغ المقترحة؟ المقترحات المقدمة للتلاميذ الراسبين في امتحان الباكالوريا نظام قديم هي ثلاثة، وللتلميذ الحق في اختيار احداها، وذلك حسب ما يتناسب ومؤهلاته: فهناك مقترح أول يتمثل في إمكانية الاندماج في النظام الجديد. أما المقترح الثاني هو الترشح بصفة فردية لامتحان الباكالوريا جوان 2009 مع تمكين التلميذ من احتساب المعدل السنوي المتحصل عليه خلال السنة الدراسية الحالية. وفي بعد ثالث يمكن للتلميذ الالتحاق بمسلك التكوين المهني لاعداد شهادة مؤهل التقني المهني. نظام التوجيه المدرسي والشروع في إعادة النظر فيه وفي جانب أخر من الاعداد للسنة الدراسية الجديدة التي تنطلق غدا، وحرصا على ملاءمة نظام التوجيه المدرسي لحاجيات البلاد وضمانا لاوفر حظوظ التلاميذ في الحصول على تكوين يؤهلهم للاندماج في سوق الشغل باعتبار ما تشهده حاجيات البلاد من الموارد البشرية من تطور، فقد تقرر إعادة النظر في نظام التوجيه المدرسي المعمول به حاليا وذلك في الاتجاهات التالية: اعتماد مبدإ الحصص في التوجيه الاولي للحد من تدفق التلاميذ نحو المسالك والشعب ذات آفاق التشغيل المحدودة. دعوة الادارات الجهوية إلى الالتزام بالاختيارات والاهداف الوطنية في مجال التوجيه المدرسي، وذلك باعتبار المعدلات الوطنية في مجال التوجيه المدرسي إلى مختلف المسالك والشعب حدا أدنى يتعين التقيد به في إطار مشروع المؤسسة ومشروع الجهة التربوي. إضافة مسار توجيه يحيل في نهاية السنة الثانية إلى مسلك التكوين المهني يسمح بمتابعة تكوين يفضي إما إلى شهادة الباكالوريا المهنية أوشهادة المؤهل التقني المهني. وتفيد مصادر الوزارة أن الحملات التحسيسية التي تم القيام بها هذه السنة مكنت من الحد من توجيه تلاميذ السنة الاولى من التعليم الثانوي نحو مسلكي الاداب والاقتصاد والخدمات حيث بلغت النسبة الوطنية 17 في المائة مسلك الاداب و16 في المائة مسلك الاقتصاد والخدمات. وقد سجلت الجهات الداخلية تراجعا ملحوضا في التوجيه نحو المسالك ذات التشغيلية المحدودة. إعادة النظر في نظام التأديب المدرسي يعود النظام التأديبي المعمول به حاليا في المؤسسات التربوية الى بداية التسعينات. وهو نظام يفتقر الى سند قانوني إذ يجري بمقتضى منشور. واعتبارا للتطورات العميقة التي شهدتها ملامح التلميذ وكذلك العلاقات بين مختلف الاطراف التربوية فقد بات من الضروري مراجعة نظام التأديب المدرسي بما يوضح أكثر حقوق وواجبات مختلف هذه الاطراف. وقد علمنا أنه تم تكوين لجنة للغرض عهد لها بتقييم النظام الحالي وتقديم جملة من المقترحات لبلورة نظام تأديبي جديد يتماشى والتطور الذي تشهده المدرسة التونسية. وقد أفادت مصادر من الوزارة أن هذه اللجنة قد أنهت أعمالها، وينتظر أن يكون مشروعها محل استشارة موسعة خلال السنة الدراسية القادمة. فكيف سيكون النظام التأديبي المدرسي الجديد وهل سيلغي بعض القرارات السابقة التي ساهمت في ظهور بعض المظاهر الغريبة عن الوسط المدرسي؟