صفاقس الأسبوعي القسم القضائي: غرق في حدود الساعة التاسعة من صباح أمس الأحد مركب صيد من نوع «بلانصي» قبالة جزيرة «قوريا» على بعد نحو عشرة اميال من ميناء الصيد البحري بالمنستير وقد تمكن اعوان الحرس البحري بفضل التدخل السريع ورغم سوء الأحوال الجوية من انقاذ ثلاثة بحارة فيما انتشلت جثة الرايس وظل البقية في عداد المفقودين الى حد كتابة هذه الأسطر. وكشفت المعطيات المتوفرة أن طاقم المركب أصدر نداء استغاثة ونجدة بعد مواجهته لصعوبات بسبب سوء الأحوال الجوية وهبوب رياح عاتية أكد مصدر من المعهد الوطني للرصد الجوي أن سرعتها تراوحت بين ال50 و70 كلم/ساعة وتجاوزت مؤقتا ال90 كلم/ساعة. وبناء على نداء النجدة تحوّل «جرّار» تابع للحرس البحري على عين المكان وتمكن طاقمه من انقاذ ثلاثة بحارة ونقلهم الى ميناء الصيد البحري بسوسة حيث نقلوا لاحقا بواسطة سيارات الحماية المدنية الى المستشفى الجامعي بسوسة حيث احتفظ بهم. وبالتوازي واصل طاقم «الجرّار» البحري عمليات البحث والتفتيش عن بقية البحارة المفقودين الذين يرجّح أن يكون عددهم ثمانية، ولئن تحدّثت بعض المعطيات عن انتشال جثة الرايس (عبد الحفيظ) وهو أصيل ولاية المهدية فان مصادر رسمية لم تؤكد الخبر واكتفت بالقول أن عمليات البحث مازالت متواصلة. وفي اتصال هاتفي بعيْد الفاجعة بالمجهّز (صاحب المركب) أفادنا بما يلي: «لقد غادر مركبي ميناء صفاقس فجر يوم 27 مارس الفارط متوجها الى سوسة يقل على متنه 5 بحارة والرايس بعد أن أعلمني الأخير بأنه سيضيف عددا آخر من البحارة اذا اقتضى الأمر أثناء العمل بكل من سوسة والمهدية والمنستير.. ومنذ ذلك التاريخ ظللنا على اتصال ببعضنا وكان يخبرني بكل كبيرة وصغيرة.. وكنت دائما أطمئن على حال الطاقم وعلى سير العمل.. ويوم الواقعة أي في حدود الساعة الثامنة صباحا اتصلت ب«الرايس» كالعادة فطمأنني وأعلمني بأنهم ألقوا ب«المخطاف» قُرْب جزيرة قُوريا بالمنستير وقبل انهاء المكالمة اوصيته خيرا بنفسه وبالطاقم المرافق له وبضرورة توخي الحذر.. ولكن أحد معارفي اتصل بي على الساعة العاشرة صباحا وأعلمني بالفاجعة فلم أصدق الخبر خاصة وأنه لم تمض سوى ساعتين من الزمن عن اتصالي ب«الرايس» الى ان تأكدت من الخبر من جهات رسمية ومن بعض البحارة الآخرين الذين كانوا على متن قوارب والذين أكدوا لي أنهم شاهدوا «البلانصي» يغرق بسبب الرياح العاتية ورداءة الطقس» وقبل أن ينهي كلامه أكد لنا أن «البلانصي» لا يشكو من نقائص وأنه تولى صيانته بمبلغ مالي ناهز 300 ألف دينار. يذكر أن المعهد الوطني للرصد الجوي كان أصدر نشرة بحرية خاصة منتصف نهار يوم السبت الفارط حذّر فيها البحارة من تدهور الأحوال الجوية وهبوب رياح قوية. صابر المكشر دنياز المصمودي للتعليق على هذا الموضوع: