صفاقس الصباح فاجعة اخرى من الفواجع البحرية التي تشهدها سواحلنا التونسية كل مرة فتبتلع البحار والأمواج العاتية أرواحا بشرية وتسقط ضحية رداءة الطقس والمناخ او لنقل بسبب البحث عن لقمة عيش «البحارة» حتى يسدوا افواه افراد عائلاتهم وابنائهم الذين يظلون ينتظرونهم على أحر من الجمر في كل «سرحة» كما يقول المثل العامي والمألوف «داخله مفقود وخارجه مولود».. ففي صبيحة يوم الاحد الفارط اهتزت سواحل مدينة المنستير وأهالي صفاقس على خبر غرق البلانصي «يوسف» لصاحبه التوفيق بن سعيدة أصيل جزيرة فرقنة والذي كان يقل على متنه عشرة بحارة حسب ما افادنا به صاحب المركب الذي تحدثنا اليه فبدت عليه علامات التأثر العميق من هول الصدمة والذي اكد لنا ان مركبه غادر ميناء صفاقس فجر يوم 27 مارس في اتجاه سوسة (رفقة ستة بحارة من صفاقس) بعد ان اعلمه «الرايس» عبد الحفيظ الشايب انه قد يستعين ببحارة اخرين من جهة الساحل عند الحاجة.. ومن ذلك التاريخ ظل «الرايس» وصاحب «البلانصي» على اتصال ببعضهما لحد صبيحة يوم الواقعة حيث دار اتصال بينهما في حدود الساعة الثامنة صباحا وتم اعلام السيد التوفيق بأنه رمى ب«المخطاف» بجهة يطلق عليها اسم «قوريات» وقبل انهاء المكالمة أوصاه خيرا بنفسه وبالطاقم المرافق له لحين تلقيه الخبر الصاعق في حدود الساعة العاشرة صباحا مفاده غرق مركبه بسبب رداءة الطقس على بعد نحو عشرة أميال من ميناء الصيد البحري بالمنستير. من جهتنا علمت «الصباح» انه وفور علم الجهات المعنية بالحادث الأليم تجندت الفرق التابعة للحرس البحري وانطلقت عملية البحث عن المفقودين بعد ان تم بمعية بعض البحارة الذين كانوا ساعة حصول الفاجعة البحرية على مقربة من البلانصي الذي شوهد يغرق في لمح البصر، من انقاذ حياة ثلاثة ناجين وهم على التوالي: هيثم النقار رشيد شماخية رياض الخياط.. المفقودين هم: منير فقير عبد الحفيظ الشتاني محمد أنور العجمي مجدي الضاوي فؤاد العكرمي. اما عن بقية المفقودين فقد أكد لنا صاحب المركب السيد التوفيق بن سعيدة عدم علمه بهما وكذلك بهويتهما. وقد علمنا من مصدر موثوق ان الابحاث والتحقيقات انطلقت للكشف عن اسباب الحادث المأساوي وعن حقائق اخرى مازالت غامضة.. كما علمنا ان المساعي حثيثة للعثور على المفقودين السبعة من قبل وحدات الحرس الوطني واعوان الانقاذ.