صفاقس الصباح: انتظم امس موكب تشييع جنازة الطفلتين البريئتين اللتين ذهبتا ضحية جشع ولهف في موضوع «ارث» بين العم المتهم بالقتل وبين شقيقه والد الهالكتين.. جموع غفيرة وغفيرة جدا واكبت جنازة الصغيرتين «بية وقمر» زوال يوم امس اثر صلاة الجمعة بجامع «البستان» بصفاقس ثم مواراة جثمانيهما الطاهرين لمثواهما الاخير باحدى المقابر الواقعة بطريق السلطنية مخلفتين الاسى واللوعة في قلب السيدة سمية ووالدهما السيد الطاهر وكافة افراد عائلتيهما وحتى في قلوب متساكني اهالي صفاقس لبشاعة ودناءة هذه الجريمة البشعة التي استأثرت باحاديث متساكني ولاية صفاقس وكل من علم باحداثها لاسبابها التافهة.. التي ولدت حقدا دفينا في قلب «العم» واعمت بصيرته من اجل بعض «الملاليم» وبحرق قلب شقيقه وزوجته ثم يعمد الى حرق الطفلتين مغلقا امامهما جميع سبل النجاة بعد ان خطط جيدا لاقتراف جريمته. القبض على الجاني القاتل وبعد اقترافه للجريمة لاذ بالفرار الى وجهة غير معروفة ثم قادته قدماه لمنزل احدى قريباته وهناك اختفى لديها بمستودع منزلها (قاراج) قبل علمها بالجريمة وبحيثياتها حسب ما توفر لدينا من مصدر موثوق به ويبدو ان امرا ما خطر على باله ليسارع بالاتصال باحد اصدقائه يقطن بطريق قابسبصفاقس وطلب اللجوء اليه والاختفاء لديه والتكتم عن سر تواجده فتظاهر له الصديق بقبول مطلبه فآواه بمنزله.. ثم سارع بالاتصال باعوان الامن حسب ما اقتضاه الظرف وما املاه عليه ضميره دون ان تخونه شجاعته لتتم مداهمة المنزل في ساعة متأخرة من الليل ويلقى عليه القبض من قبل اعوان الامن بصفاقس.. اعترافات الجاني: الجاني وبالقاء القبض عليه انهار وصدع بتفاصيل الواقعة واعرب عن شديد ندمه لما اقترفه مصرا في اقواله انه لم يكن ينوي ازهاق روح طفلتي شقيقه معترفا بحبه الجارف لهما ولما يكنه اليهما من مودة مضيفا انه كان ينوي فقط الانتقام من شقيقه الذي امتنع عن تسليمه المنزل رغم صدور احكام قانونية لصالحه تثبت حقوقه بالكامل وتعنته رغم التنبيه عليه بالخروج من المحل عن طريق عدل منفذ.. والد الضحيتين ولدى الاستماع لاقواله لم ينكر ان شقيقه توعده سابقا وصرح له حرفيا: «الا ما نحرقك ونحرق صغارك».. وهكذا حصلت المأساة والفاجعة وسط ذهول الجميع ليسدل الستار عن قضية «ارث» لتذهب بروح طفلتين برئتين (9 و7 سنوات) ككبش فداء..