رغم أن الموضوع ليس فيه أي إحراج فقد فضل الدكتور «أبو ريّان» الا نكشف عن اسمه وان نكتفي بهذا الإسم الذي أكد لنا أنه مستعار أيضا. سألناه لماذا فقال: «فك علّي م المشاكل»! بعد ذلك فسر لنا الظاهرة قائلا: «هناك عدة أسباب تجعل بعض التونسيين يذهبون الى العراف ولا يذهبون الى الطبيب اولا هناك الخوف من المجتمع الذي مازال، للأسف، يعتبر المريض النفساني مختل المدارك. ثانيا مازلنا لم نتعود على استشارة الطبيب النفساني رغم أن ضغوطات الحياة ما انفكت تزداد وتتضخّم ثالثا المريض نفسه مازال لم يبن جسور الثقة في الطبيب رغم انه يعرف ان أغلب العرافين يكذبون عليه. رابعا في حالات اليأس الكبير من الشفاء من مرض خبيث لا يعتقد المريض أنه في حاجة الى طبيب نفساني بقدر ما هو في حاجة الى من يعطيه جرعة من الأمل أو الوهم ولا فرق عنده بينهما. خامسا مازال التونسي يجهل دور الطبيب النفساني ويعتقد انه شخص درس بعض الكتب والنظريات وأنه لا يساعد فعلا على الشفاء ليس بالمعنويات فقط بل بالأدوية أيضا. وكل هذا لا ينفي ان الكثير من التونسيين بدأوا يتعوّدون على زيارة الطبيب النفساني بكل اقتناع.