وقائع هذه القضية جدّت منذ حوالي عامين بسوسة وفيها الكثير من المأساة ذلك أن المتضررتين امرأتان مسنتان جاءتا في زيارة سياحية إلى بلادنا واختارتا الإقامة في نزل معروف بالمنطقة ولكن حدثت المأساة. إقتحام واغتصاب حسبما ورد بملف القضية فإن السائحتين استقرتا بالنزل واتخذتا غرفة بالطابق الثالث ولكن في ليلة الحادثة فوجئتا بشابين في العقد الثالث من عمرهما يدخلان عليهما الغرفة وكانا متسلحين بأسلحة بيضاء مما أدخل الهلع في قلبي المسنتين وذلك ما دفع بهما إلى عرض ما يملكان على الشابين ولكنهما أعلماهما أنهما لم يأتيا لأخذ المال فحسب وإنما لأمر آخر. ومن ثمة واقع كل واحد منهما المرأتين، بالقوة ولم يكتفيا بذلك بل سلباهما جميع ما بحوزتهما من مصوغ ومال وأشياء أخرى ثمينة. ولم ينته السيناريو عند ذلك الحد بل أن الشابين أخرجا المرأتين من غرفتهما وأجبراهما على مرافقتهما ولكن بوصولهم جميعا إلى بهو النزل حيث فضاء الاستقبال تفطن إليهم أعوان أمن الفندق وأنقذوا المرأتين كما قاموا بإبلاغ السلطات الأمنية عن ملابسات الحادثة. وبإذن من النيابة العمومية تم فتح بحث تحقيقي وأوقف بموجبه المظنون فيهما فاعترفا بأنهما دخلا النزل وأقاما فيه وبعد ذلك راقبا المرأتين وعلما بطريقتهما الخاصة أنهما يتحوزان بمبالغ مالية من العملة الصعبة والمحلية بالإضافة إلى أشياء ثمينة أخرى، وبعد ذلك استغلا تواجدهما بالغرفة وهاجماهما وهدداهما بأسلحة بيضاء ثم اعتديا عليهما بالاغتصاب والفاحشة ثم سلباهما أمتعتهما وأخرجاهما عنوة من الغرفة، وذلك بعدما أعلمتهما المتضررتان أنهما تملكان مبالغ مالية أخرى في مكان آخر خارج الفندق ولذلك حاولا ارغامهما على مرافقتهما لاطلاعهما عليه ولكن أعوان أمن الفندق أحبطوا العملية. وبعد انتهاء المرحلة الأولية من الأبحاث تمت إحالة ملف القضية والمتهمين على أنظار هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة فقضت في حق كل واحد منهما بالسجن مدة 17 عاما، وتم تعقيب الحكم من طرفهما في انتظار إعادة القضية إلى محكمة الدرجة الثانية.