لعبت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس مجددا ورقة تهويل " خطر النمو الديمغرافي " داخل الشعب الفلسطيني على مستقبل الدولة العبرية ..بما في ذلك في مدينة القدس العربية التي احتلتها قواتها في حرب 1967.. التي يستعد العالم العربي لاحيائها.. تخليدا "للنكسة " الشهيرة التي دمرت فيها قوات الاحتلال الاسرائيلية جل مكونات السلاح الجوي المصري في ظرف ساعات.. ثم احتلت سيناء المصرية والجولان السوري وكامل الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي أردنية ولبنانية.. وفي سياق " تخويف " الرأي العام الإسرائيلي والغربي من السلام أبرزت دراسة اجتماعية إسرائيلية نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس أن " عدد السكان العرب ارتفع بنسبة 3 في المائة في 2008 بينما ارتفع عدد اليهود بنسبة 1 في المائة فقط في نفس الفترة".. لكن لم تبرز المصادر الإسرائيلية أن عدد سكان القدسالمحتلة الذي قدر حاليا ب 760 ألفا غالبيتهم الساحقة من المستوطنين وأبنائهم الذين جلبوا في رحلات جماعية نظمتها المؤسسات المتطرفة عالميا لغزو القدس العربية على حساب سكانها العرب المسيحيين والمسلمين والاقلية اليهودية القديمة.. سياسة محاصرة القدس وضواحيها بالمستوطنات تفسر لماذا أصبح عدد الاسرائيليين 492 الفا يمثلون 65 في المائة من السكان بينما لا يتجاوز عدد سكانها العرب 268 الف عربي اي 35 في المائة معظمهم من القدسالشرقية. ويقول المعهد ان عدد السكان العرب في القدس ارتفع بنسبة291 في المائة بين جوان 1967 ونهاية 2008 فيما زادت نسبة السكان اليهود 149%. ولا شك أن السلاح الديمغرافي من بين الاسلحة القليلة التي بقيت بين أيدي المواطن الفلسطيني المنكوب باغتصاب ارضه ووطنه ..لكن لا ينبغي أن يغيب عن الجميع أن نسبة النمو الديمغرافي داخل العائلات اليهودية في القدسالمحتلة تحوم بدورها حول 2 بالالف ..مقابل 2 فاصل 7 داخل العائلات العربية.. ولا ينبغي أن يغيب عن الجميع أن الاحزاب المتطرفة اليهودية ومن بينها حزب شاس وحزب زعيم المافيا الروسية الاصل وزير الخارجية الحالي ليبرمان تقدم مساعدات مالية واجتماعية استثنائية لفائدة العائلات اليهودية حتى تشجعها على الانجاب والمساهمة في النمو الديمغرافي للاسرائيليين خاصة في منطقة القدس الكبرى.. لتبرير" تهويد القدس " وشعار ات حكومة ناتنياهو الداعية الى الاعتراف باسرائيل " دولة يهودية " (عنصرية) رغم وجود أكثرمن مليون فلسطيني عربي مسيحي ومسلم في فلسطين التاريخية يحملون جوازا اسرائيليا أو بطاقة هوية اسرائيلية..