تونس - الصباح: أعلن عدد من النقابيين الجامعيين انسلاخهم بصورة نهائية من الاتحاد العام التونسي للشغل.. وقال بيان للنقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه، أن "المنظمة النقابية فقدت مصداقيتها النضالية كما فقدت تمثيليتها لعموم الشغالين، باتت "مجرد هيكل بيروقراطي غير قادر على الدفاع عن المصالح الحيوية" لمنظوريه،.. وكانت نقابة التعليم العالي والبحث العلمي، التي يدير كتابتها العامة، السيد البشير الحمروني منذ سنوات عديدة، رفعت دعوى قضائية ضد اتحاد الشغل على خلفية محاولته إبطال أعمال النقابة ومحاصرتها والتضييق عليها، حسب ما جاء في البيان.. وعلى الرغم من أن القضاء حكم لفائدة النقابة في المرحلتين الاستعجالية والابتدائية، فقد رفض الاتحاد العام التونسي للشغل، أحكام القضاء في هاتين المرحلتين وقرر استئناف الحكم وفقا لما تقتضيه الأعراف القضائية.. وقررت نقابة التعليم العالي بموجب هذا التطور في مسار القضية، سحب الدعوى التي تقدمت بها منذ العام 2001، والإعلان عن انسلاخها من المنظمة النقابية، وهو التطور الذي فاجأ النقابيين والجامعيين قبل غيرهم.. لكن قرار النقابة لم يتوقف عند هذا الحدّ، وإنما تجاوزه إلى مستوى الإعلان عن استعداد أعضاء النقابة "المساهمة في الجهود الرامية لبعث هيكل نقابي مستقل"، على أنقاض النقابة التابعة لاتحاد الشغل.. وقال البشير الحمروني في هذا السياق، أن النقابيين الأعضاء في نقابة التعليم العالي والبحث العلمي، "مستعدون للإسهام في بعث نقابة تضاهي عمادتي الأطباء والمهندسين في استقلاليتهما عن المنظمة النقابية"، موضحا أن بإمكان النقابة المستقلة، "أن تكون الهيكل المدافع عن المصالح المهنية للجامعيين، وتساهم في الدفاع عن مكاسب القطاع وتطويرها بما يضمن مكانة الجامعة التونسية كقطب أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلاد".. ودعا بيان النقابة المنسلخة من اتحاد الشغل، الجامعيين إلى "الإسراع بكل حماس لبعث نقابتهم المهنية المستقلة".. تساؤلات هامة.. وتطرح هذه الدعوة المفاجئة في أوساط النقابيين قبل غيرهم، تساؤلات كثيرة حول المنحى الذي اتخذته النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، عبر قرارها إنشاء نقابة مستقلة، والكيفية التي سيتعامل بها الجامعيون مع هذا المقترح، في ضوء وجود جامعة للتعليم العالي والبحث العلمي، ما سوف يعيد النقاش مجددا بشأن العلاقة بالجامعة النقابية التي كانت طرحت لنقاش مستفيض خلال السنوات الماضية، قبل أن يستقر حالها وتصبح قبلة معظم النقابيين؟ ويرى مراقبون، أن إعلان انسلاخ نقابة التعليم العالي عن الاتحاد العام التونسي للشغل، قد يعيد الجدل حول مستقبل المنظمة الشغيلة، في ضوء وجود هواجس لدى قسم غير قليل من النقابيين بضرورة إنشاء نقابات مستقلة في قطاعات مختلفة، على خلفية ما يعتقد (بضمّ الياء) أنه فشل لاتحاد الشغل في الدفاع عن مصالح الشغالين، مقابل وجود قسم كبير من النقابيين ممن يعتبرون أن المنظمة تضطلع بواجبها النقابي على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها..