أحد المنشطين ورّطني مع بلقاسم بوقنة لم يكن يوم الخميس 14 ماي الجاري عاديا بالنسبة إلى الفنانة الشابة إيمان الشريف وذلك في مستويين: الأول أنها تلتقي لأول مرة في حياتها ببلقاسم بوقنة بعد أن تغنت «بعلى الله» أما الثاني فلأنها لم تكن تتصور أنها ستلاقي تلك البرودة في المعاملة إن لم نقل التجاهل من ابن الجنوب ولعل لكل واحد منهما عذره فلئن تصرّفت إيمان على حد قولها بتلقائية فإن بوقنة كذلك وحسب ما أخبرنا به المقرّبون منه على درجة كبيرة من الخجل والأخلاق وهو شديد الاحتراز في العلاقات التي يقيمها... بوقنة ليلتها تفاجأ بقدوم إيمان ولكنه لم يتعمّد الإساءة إليها وهذا متأكد من رجل مرهف الإحساس ومن طينة هذا المبدع الجنوبي ولقد سعينا إلى استطلاع الأمر من إيمان الشريف التي تخرج من صمتها وتتحدث عن ليلة الخميس تلك وقد بادرناها بالسؤال التالي: * إيمان هل وجهت إليك دعوة لحضور هذه السهرة؟ - لا كنت بصدد القيام ببروفة وعلمت أن بلقاسم بوقنة يحيي حفلا إلى جانب مجموعة من الشعراء في إطار الاحتفال بشهر التراث فأردت أن أبادر إلى تحيّته لأوقف سيل المشاكل التي انطلقت منذ أن ردّدت «على الله» وقد كثر القيل والقال فوجدتها فرصة لأفتح معه صفحة جديدة، ولقد قادتني أخلاقي إلى المسرح البلدي فاقنيت باقة ورد ولم أكن أنوي البتّة الغناء أو الصعود على الركح. * أنت لم تخطّطي لذلك؟ - صدقني كنت أنوي الالتقاء به في الكواليس ويتوقّف الأمر عند هذا الحدّ. * وماذا حدث بعد ذلك؟ - لقد كانت نيّتي «صافية» ولكن هناك من ورّطني إذ بمجرد دخولي طلبوا مني الصعود للغناء مع بوقنة. * ولماذا لم ترفضي ذلك؟ - خفت أن يقول البعض لقد تكبّرت وتعالت ومن كان مكاني كان يتصرّف تصرفي. * ولكن حين أعلم بلقاسم بوجودك وصعودك أيدى حركة رفض لذلك؟ - لم ألاحظ هذا الموقف ولا أعقتد أنه كان يعارض أن أكون معه. * ألم تلاحظي تصفير الجمهور كذلك الذي لم يرغب في غنائك؟ - هذا غير صحيح الجمهور صفّق حين رآني، وأعرف أن الناس يحبّون إيمان الشريف وهناك تسجيل تلفزي ويمكن أن تشاهدوا ذلك. * قلت منذ حين أنك تورّطت فمن ورّطك؟ - لقد طلب مني أحد المنشطين أن أسارع بالصعود على الركح وأن تكون لي مساهمة في الحفل. * هل يمكن أن نعرف اسم هذا الشخص؟ - لا فائدة في الإحراج والله يسامح من كان السبب في ذلك. * لقد انتظرت في الكواليس طويلا خروج بوقنة؟ - لم أكن أنتظره بل استجبت لبعض الصحفيين لأقوم معهم ببعض الحوارات ولقد التقيت ببوقنة وكان عاديا معي وكان خجولا وكل ما أقوله أنه اضطرب ولم يعرف كيف يواجه. * قال بوقنة إنه يعرف أمينة ولا يعرف إيمان؟ - لا أريد أن أجيبه ولا أحب التجنّي على الناس ولا يمكن أن أجيبه لأنني أحترمه. * في كلامك الكثير من الغموض؟ - لا بالعكس أنا واضحة الأمر خلفه أياد خبيثة بعض الناس يسعون إلى تحطيم إيمان الشريف ولكنني سأقاومهم لأن لي قاعدة جماهيرية. * كاشي إيمان الشريف ارتفع في مدة قصيرة إلى 18 و20 ألف دينار، وهو رقم خيالي حسب اعتقادنا؟ - هذا المبلغ غير صحيح، هذه إشاعات تروّج لاقصائي من المهرجانات. * بكم تغني إذن إيمان؟ - في المهرجانات الكبرى بتسعة آلاف دينار أما الصغرى فبين خمسة وستة آلاف دينار، الكاشي ليس قارا. * وفي بعض حفلات الزواج إيمان تشترط ثلاثة آلاف دينار؟ - أرقامك غير واقعية. * ولكنها الحقيقة؟ - إذا تنقلت خارج العاصمة فعندي مصاريف كبيرة، الطائرة، النزل، إذن أنا مجبرة على تقديم مبلغ كبير ولكن في العاصمة أحضر الأعراس بألف وخمسمائة دينار. * أنت مطلوبة إذن؟ - الحمد لله صوتي يقدمني للناس ويصنع علاقاتي. * اقترحت على بعض المهرجانات حضور بوقنة معك وهو لا يعرفك سابقا كيف يتم هذا الأمر؟ - لم أقترح، هم طلبوا مني ذلك ولم أمانع. * إيمان بصراحة شهرتك صنعت في وقت قصير هل نستطيع أن نقول إنها مفبركة؟ - لا لست دخيلة على الفن وجائزة مهرجان الموسيقى خير دليل على ذلك ولقد أعطاني أكبر الفنانين في تونس لقب فنانة ودعّمني الجمهور في مرحلة ثانية المهم أنني لم أدخل بأغان شرقية مثل البعض بل عرفت أساسا بأغان تونسية. * ولكن نشعر بتوتّر في علاقاتك؟ - أنا أحترم كل الناس ولكن بعضهم يسعى إلى -تهجيج- الفنان التونسي علينا أن نحمي الفنان التونسي ولا نجبره على الهجرة الفنان إذ «فد يهجّ» وأرى أن هذا سبب هجرة الفنانين. * وقعت مشادات بينك وبين بعض الصحفيين ألا ترين أن هذا لا يخدمك؟ - لم أدخل في جدل مع أيّ كان لماذا نحاول أن نخلق من هذه الأمور مشكلة كل ما قلت لهم لا أريد أن «نسبّ الفنان». * بماذا تختمين؟ - بحبّي وتقديري إلى كل مبدع. جالسها: نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: