لا يمكن لأية مؤسسة اقتصادية ان تنجح اذا لم تتعامل مع وسائل الاعلام وفق استراتيجية محددة وخطوط واضحة ومتفق عليها بصفة دقيقة. هذا ما أعلن عنه السيد رافع دخيل وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين خلال افتتاحه يوم أمس لأشغال ملتقى المعلومة الاقتصادية في خدمة المؤسسة وتحديات التصدير الذي نظمته كل من غرفة التجارة والصناعة لتونس والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتونس. وافاد الوزير انه من اجل تحسين المشهد الاعلامي التونسي وبلورة استراتيجية التواجد في المشهد الاعلامي العالمي وتعزيز اركان الديموقراطية والتعددية ومعاضدة جهود التنمية تم الاعتماد على خطة موجهة واستراتيجية هادفة ترتكز على ثلاثة محاور اولها اعتماد اصلاح هيكلي مس القطاعين العمومي والخاص على غرار التلفزة التي شهدت نقلة نوعية وهيكلة عصرية بقيمة مالية تناهز 100 مليون دينار. اما المحور الثاني فارتكز على دعم الثقافة الرقمية في جميع الواجهات الاعلامية هذه التقنية العالية التي مكنت وستمكن من مزيد اضفاء الشفافية والمصداقية على المشهد الاعلامي واشعاعه واخيرا مشروع ترقيم المخزون السمعي البصري وفي نهاية كلمته شدد الوزير على ضرورة اهتمام رجال الاعمال بالاعلام ومد جسور التواصل بينهم منوها باجراء بعث ماجستير متخصص في الاعلام الاقتصادي اعتمادا على نظام أمد وهو ما من شأنه ان يوفر دفعة جديدة من الاعلاميين المختصين في هذا المجال ودعا الوزير الى تنظيم ندوة كبيرة تجمع بين المجمعات الاقتصادية ورجال الاعمال والمؤسسات وكل اجهزة الاعلام الخاصة والعمومية من اجل طرح القضايا التي تهم الاعلام الاقتصادي وما من شأنه ان يدفع المعلومة نحو الافضل ومناقشة المسائل والمشاغل التي تهم الطرفين وقد تم التطرق خلال هذا الملتقى الى عدة محاور هامة تخص المعلومة الاقتصادية وضرورة توظيفها في خدمة المؤسسة ودور الديبلوماسية الاقتصادية في النهوض بالمؤسسة وجلب الاستثمار بالاضافة الى استعراض العديد من التجارب في ميدان الاعلام الاقتصادي على غرار السيد الطيب الزهار مدير مجلة حقائق والسيد عبد اللطيف بن هدية مدير مجلة الخبير. دور وسائل الاعلام في توفير المعلومة تميزت العلاقات الاقتصادية الدولية بتسارع حركة تحرير المبادلات وتدفق الاستثمارات وظهور انماط جديدة للانتاج والتسويق تقوم بها المؤسسة، في المقابل يشهد ميدان الاتصالات والمعلوماتية تطورا هاما كان له بالغ الاثر في تطوير اساليب العمل وبروز صيغ جديدة للمعاملات الاقتصادية والتجارية وهو ما دعا السلط المعنية الى ضرورة اعطاء قيمة أشمل ونظرة اقوى للمشهد الاعلامي في تونس حتى يتمكن من مواكبة هذه التغيرات العالمية هذا ما افاد به السيد منير المؤخر رئيس غرفة التجارة والصناعة لتونس مشيرا الى ما قامت به الغرفة من مجهودات من أجل تطوير خدماتها الاعلامية وذلك بتأهيل موقع الواب الخاص بها وتوفير معلومات تتماشى ومتطلبات رجل الاعمال والمصدر من خلال التعريف بمختلف التظاهرات الاقتصادية الهامة. وفي نفس السياق اشار السيد جميل بن ملوكة رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتونس الى ان تحقيق النجاح في تسيير شؤون المؤسسة يستدعي اساسا التحكم في المعلومة الاستراتيجية وحسن التصرف فيها الى جانب اقامة نظرة جديدة داخل المؤسسة واعتماد الذكاء الاقتصادي كأداة لا غنى عنها للتمكن من اتخاذ القرارات الاستراتيجية ذات الطابع التطوري مما يستدعي مزيد التعرف على كيفية تسيير المعلومة وانتفاء الاهم منها للخروج بما هو ضروري لفائدة المؤسسة سيما في مجال اتخاذ قراراتها الحاسمة باعتبار ان المعلومة الاقتصادية اصبحت اليوم تشكل اساس جميع مهن المؤسسة وهي الرابط الافتراضي الذي يصلها ببعضها ومع تعقد الوضع الراهن على الصعيد الدولي والمنافسة التي يفرضها تجد المؤسسة نفسها في وضع غير مسبوق يتطلب تغييرا جذريا للعقليات والتصرفات ومزيدا من التحكم في المعلومة والمعرفة والحفاظ عليها للاستغلال الامثل لفرص الاستثمار والتصدير ورفع تحديات المنافسة العالمية.