تونس - الصّباح: يطرح إلى الآن موضوع نقص الوحدات الدموية التي تحتاجها بعض العمليات الاستعجالية في المستشفيات والوحدات الصحية وأحيانا تجد عائلة المريض أوالمصاب يلهثون وراء الحصول على كمية الدم المطلوبة وقد يزداد الوضع تعقيدا إذا كانت فصيلة الدم المطلوبة من الزمر النادرة (لاسيما الزمر السلبية مثل 0 سلبي).. وزيادة على النقص المسجل إلى حد الآن بشكل عام في كميات الدم مقارنة بحاجياتنا الوطنية التي تناهز 200 ألف وحدة دموية سنويا، يطرح فصل الصيف تحديات اضافية من حيث الاستجابة للطلبات من الوحدات الدموية التي تتضاعف خلال هذه الفترة بالنظر إلى ارتفاع عدد الحوادث صيفا.. يطرح كذلك شهر رمضان تحد آخر على منظومة التبرع بالدم من حيث نقص عدد المتبرعين في شهر الصيام وكما هو معلوم هنا فلا يمكن توفير الوحدات الدموية إلا عن طريق التبرع لأن الدم مادة حياتية لا يمكن تصنيعها. تضاعف حجم التحديات وهذه السنة وكذلك بالنسبة للسنوات المقبلة يتزامن فصل الصيف مع حلول شهر رمضان الأمر الذي سيضاعف من حجم التحديات المطروحة على الهياكل المعنية بجمع الدم والتبرع بالدم وللتعرف أكثر على حجم التحديات في توفير الدم تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن حادث طريق يتطلب من 15 إلى 20 وحدة دموية وأن عملية زرع كبد تتطلب حوالي 25 وحدة دموية... كما أن حالات النزيف - والتي تعد السبب الأول لوفيات النساء عند الولادة - تتطلب الحالة الواحدة من 50 إلى 60وحدة دموية. المطلوب تتطلب مواجهة هذه التحديات ودون شك مزيدا من الجهد على مستوى حملات التبرع بالدم التي يقوم بها المركز الوطني لنقل الدم بالتعاون مع المجتمع المدني ويشير بهذا الصدد السيد فتحي بوعلاق رئيس الجمعية التونسية للنهوض بالتبرع بالدم أنه بالتنسيق مع المركز الوطني لنقل الدم ولمواجهة تحدي تزامن فصل الصيف مع شهر رمضان تمت برمجة جملة من التظاهرات لجمع الوحدات الدموية عبر تنظيم أيام تبرع ترفيهي تمد على كامل فصل الصيف. تبقى الإشارة إلى أن بعض النقاط السلبية المتصلة بحملات التبرع بالدم تحتاج إلى الوقوف عندها لمزيد الرفع من مردودية هذه الحملات ومن مردودية منظومة التبرع بالدم بشكل عام من ذلك التأكيد على ضرورة تعزيز هياكل نقل الدم بالامكانيات البشرية والتجهيزات خلال حملات التبرع... للإستفادة أكثر ما يمكن من إقبال المتبرعين. نشير أيضا إلى أن الفرق المتنقلة لنقل الدم (شاحنات جمع التبرعات) تحتاج هي الأخرى إلى مزيد العناية فأحيانا لا توفر هذه الفرق المتنقلة الظروف الملائمة والمريحة للمتبرع وللقيام بعمليات أخذ الدم وهي ظروف من شأنها التأثير على اقبال المواطن على التبرع في وقت نحتاج فيه إلى ترسيخ ثقافة التبرع وتوفير المزيد من المتبرعين المنتظمين ويدعو البعض الى توفير فضاءات قارة لجمع الوحدات الدموية لاسيما في المدن الكبرى التي تتوفر فيها الظروف الملائمة للاقبال على التبرع..