توسيع مجال بث القنوات الإذاعية التونسية على موجة "ف م" FM كان إضافة رائعة للمشهد الإعلامي الوطني.. في زمن أصبح فيه في تونس أكثر من مليون سيارة.. أي أكثر من مليون مذياع متنقل.. وهو ما زاد من جمهور" الراديو السيار".. إلى جانب الأشكال الجديدة من الإذاعات الالكترونية.. التي تبث على مواقع الواب.. + وإذ أدت المنافسة بين القنوات الخاصة والرسمية إلى تحسين مستواها ومادتها الصحفية جميعا.. فإن قناة الزيتونة الإذاعية التي تعتبرها بعض التقديرات الأكثر شعبية مع إذاعتي موزاييك وجوهرة بادرت بدورها بتطوير الأشكال الصحفية المعتمدة فيها.. رغم الصبغة الجدية للقناة.. ولئن نجحت برامج العلامة في الحضارة الإسلامية الأستاذ كمال عمران ومحمد مشفر بلهجته العامية الجذابة وأسلوبه القصصي الخفيف في جلب ملايين المستمعين للقناة، فقد أدخلت القناة نفسا جديدا مؤخرا.. + وقد لفت انتباهي في الأيام القليلة الماضية تشريك أدباء ومثقفين لهم تجربة ثرية في العمل الإذاعي مثل الشاعرة جميلة الماجري والمحامي الشاذلي بن يونس.. اللذين نجحا في تقديم برامج عن التراث الإسلامي القيرواني وعن أعلام تونس ورموزها العلمية ومصلحيها القدامى والجدد بأسلوب شيق يخاطب العقول والقلوب في نفس الوقت.. بعيدا عن خطب الوعظ الجافة التي تبثها بعض القنوات الدينية الخليجية.. والتي كثيرا ما تروج قراءات متشددة عن الإسلام.. بخلاف خطاب التسامح التي تروجه قناة الزيتونة.. وعسى أن تنفتح " الزيتونة" أكثر على الأشكال الإذاعية العصرية.. وأن تنفتح على مقرئين آخرين من حجم عبد الباسط عبد الصمد والحصري.. إلى جانب مبادرتها بالتعريف بالمقرئين التونسيين..