يقوم الرئيس الروسي ديمتري ميد فيديف هذه الايام بزيارة، هي الاولى لرئيس روسي منذ نهاية الحرب الباردة، لافريقيا تقوده الى مصر ونيجيريا وناميبيا وانغولا. ويشار الى ان البلدان الافريقية التي سيزورها الرئيس الروسي هي بلدان غنية بالثروات الطبيعية كالنفط واليورانيوم وغيرها. ويذكر في الصدد ان هذه الزيارة تندرج في اطار الاستراتيجية الروسية لاستعادة صورتها كقوة عظمى وتبرهن انها متواجدة في كل بقاع الارض ومستعدة بالتالي لتطوير علاقاتها مع كل بلدان العالم من امريكا اللاتينية منطقة النفوذ الامريكي تقليديا الى جنوب شرقي آسيا فافريقيا مؤكدة ما جاء على لسان الرئيس الروسي السابق بوتين زمن رئاسته امام السفراء العرب من ان «روسيا تسعى اليوم لايجاد حقول عمل جديدة لها في كل مكان..» هذا وللتذكير فقد كانت لروسيا ايام الاتحاد السوفياتي علاقات متميزة وقوية مع دول القارة خاصة خلال سنوات نضال شعوبها للتحرر من قبضة الاستعمار الغربي وخلال سنوات الحرب الباردة. وقد ساهم الانشغال باعادة ترتيب البيت الداخلي والقضايا الاقليمية والتنافس الشرس مع المنافس التقليدي (الولاياتالمتحدةالامريكية) في تراجع الاهتمام الروسي بافريقيا بعد انهيار الاتحاد السوفاتي لكن وفي ظل تفاقم الازمة المالية الاقتصادية واحتداد مختلف تداعياتها في عديد المجالات وتأثير الموقف الغربي بخصوص امتدادات الطاقة من الشرق بعد اشتداد الازمة مع جورجيا وصولا الى النزاع المسلح اعادت روسيا صياغة استراتيجيتها الخارجية وفق مصالحها خاصة في القارة الافريقية، فاستفاق الدب الروسي من سباته الشتوي الطويل للانخراط من جديد في تنافس يأتي هذه المرة مع لاعبين جدد بدأوا يتخذون مواقع قدم في افريقيا ويتمركزون فيها وابرزهم التنين الصيني الى جانب لاعبين قدامى مثل الدول الغربية التي لم تبارح مكانها بها رغم المد والجزر التي ما فتئت تطبع علاقتها بها والولايات المحدة التي تسعى لوقف الزحف الصيني على القارة السمراء وقد تجد المساعي الروسية لدعم علاقاتها مع عدد من الدول الافريقية القبول والترحاب من قبل هذه الاخيرة لخلق مواثيق التعاون مع روسيا من شروط سياسية على غرار المعاملات مع امريكا والغرب التي كثيرا ما كانت مزعجة للطرف الافريقي، ويشير تقرير لوكالة رويترز ان تجدد روسيا اهتمامها بافريقيا واقبالها المتزايد على عقد صفقات للنفط والغاز في افريقيا زاد من عدم الارتياح في غرب اوروبا المتعطش للطاقة.. وافريقية مصدر بديل مهم للطاقة بالنسبة للدول الاوروبية التي تعتمد على روسيا..» دون ان ننسى ان روسيا اليوم هي اكبر دولة مصدرة للسلاح بكل انواعه في العالم.