تونس الصباح لم يعد ال"دي جي" كما كان في السابق مجرد هواية تترجم موهبة صاحبها في تنسيق الأغاني بل بات فنّا قائم الذات وميدانا يتنافس على أرضيته محترفون يغنمون أموالا كثيرة وال"دي جي" هو شخص أو مجموعة أشخاص اختاروا الغوص في يم الريميكسات وانتقاء الموسيقى الجاهزة المؤثثة انطلاقا من أغان غربية وعربية وتشغيلها وفق إيقاعات مناسبة تتلوّن بحسب المناسبة وتشكل "هرمونيا" تتناسق مع رغبات الحاضرين. اليوم أصبحنا نرى ال"دي جي" تقريبا في جميع المناسبات ونسمع تسميات تلفها الغرابة عن أشخاص اختاروا لأنفسهم ألقابا كتعبير عن خصوصية ما أو كبرهان للمنافسة والتحدّي. في تونس تتردّد أسماء ك"دي جي دنجر" و"دي جي مارو" و"دي جي ريحان" و"ديفيد فانديتا" على ألسنة الشباب كما يكفي أن تكتب كلمة "تياستو" على محرّكات البحث على الانترنت لتطلع عليك عشرات المواقع بتفاصيل مدققة عن الهولندي الأصل " تيجي فيرواست" المصنّف ال"دي جي" رقم 1 عالميا والذي ينشط في هذا المجال منذ عشرات السنين. سهرات خاصة.. حفلات ومهرجانات أيضا خرجت أنشطة ال"دي جي" من طور إحياء الحفلات الخاصة كأعياد الميلاد والزفاف وحفلات النجاح التي تحيل الليلة إلى ليلة صاخبة دون اعتبار العلب الليلية إلى فضاءات أرحب وأصبحت أجواء الديسكو تسيطر على الحفلات العامة وتنقل نغماتها عبر المحطات الإذاعية ويستضاف ممتهنوها في مختلف وسائل الإعلام أي أصبح هناك اعتراف ضمني بالتحاقها بسائر الفنون المعروفة والمعترف بها كما أن جمهورها ما فتئ يتسع من يوم إلى آخر ومن الطبيعي وأمام استقطابها لشريحة عريضة من المعجبين أن تتم برمجة عروض خاصة ب"الدي جي" في التظاهرات الثقافية الشبابية وكذلك في المهرجانات الصيفية وعليه ارتأت إدارة مهرجان قرطاج أن تفرد سهرة خاصة لهذه النوعية من الفن وذلك بتخصيص سهرة الأربعاء 12 أوت ل"دي جي"فيري كورستن" روبي ريفارا وبابلو سيبالوس. نغمات على وقع آلاف الدولارات إذا كان ال"دي جي" اللبناني سعيد مراد الذي يعدّ الأشهر على الصعيد العربي يرافق أشهر نجوم الغناء في لبنان على غرار هيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا في حفلاتهن سواء في لبنان أو خارجه ويتقاسم معهن العرض وأحيانا الأجر فإن نظراءه من الغربيين الذين يفوقونه صيتا وتجربة يحيطون أنفسهم بهالة لا تقل قيمة عما يلاقيه كبار الفنانين من تبجيلات.. بل قد يتعدى أجرهم في بعض الحالات أجور أشهر النجوم والنجمات المدعوين للوقوف على مسارح أعرق المهرجانات.. والدليل أن أحد الفضاءات الخاصة بالحمامات استقدم "دي جي" ذو شهرة عالمية نظير 40 ألف دولار. ومن المؤكد أن هذا المبلغ قد لا يساوي شيئا أمام ما يغدق على "تياستو" بوصفه المصنّف الأوّل عالميا... مبالغ خيالية يحظى بها "فنانون" يتمعشون من أغاني وموسيقى غيرهم... في الوقت الذ ي لا يتعدّى أجر فنان تونسي يغني ويلحن ويناضل للصعود على مسارح مهرجاناتنا الموسمية حفنة من الملايين.