صفاقس الصباح عقد النادي الرياضي الصّفاقسي مساء الإثنين الماضي جلسته العامّة التقييميّة لموسم 2008-2009 برئاسة والي صفاقس السيّد محمّد بن سالم وبحضور الكاتب العام للجنة تنسيق التجمّع السيّد الحبيب بن محمود ورئيس بلديّة صفاقس وجمع غفير من إطارات الجهة وأحبّاء الجمعيّة من المنخرطين فيها. هذه الجلسة حملت رقم 81 في مسيرة النادي وجاءت في أعقاب موسم خصب حيث تسنّى للنادي حصد جملة من الألقاب في مختلف الألعاب منها كأس الاتحاد الإفريقي وكأس تونس وكأس الأواسط وكأس الأداني في كرة القدم والثنائي في الكرة الطائرة للذكور والثنائي للإناث وكأس تونس لفتيات كرة السلة فضلاً عن عديد الألقاب في كافة المستويات لكافة الفروع للألعاب الفرديّة وتألق العدّاءة حبيبة الغريبي في الألعاب الأولمبيّة ببيكين في الصائفة الماضية. وقد أبرز التقرير الأدبي الذي تلاه الكاتب العام رشاد الكراي كل هذه النجاحات وتمّ عرض رموزها على طاولة انتصبت أمام المنصّة الرئيسيّة. الأولويّة لتكوين الشبّان ذكر التقرير أنّ الهيئة المديرة حرصت على وضع تصوّر لمستقبل النادي بتوجيه الاهتمام في المقام الأوّل لتكوين الشبان لتجنيب النادي تكاليف انتداب اللاعبين. مواصلة التركيز على كرة القدم في معرض حديثه عن كرة القدم التي استأثرت بالنصيب الأكبر من ميزانيّة النادي حيث فاقت مصاريفها 4 مليارات من المليمات، تعهّد التقرير بمواصلة التركيز على فرع كرة القدم في صنفي الأكابر والشبان مشيرًا في نفس الصّدد إلى انتداب المدرّب الجزائري عزّ الدين آيت جودي والاتفاق معه على القيام بغربلة اللاعبين المتواجدين حاليّا والاحتفاظ باللاعبين الممتازين وإعارة القادرين على تقديم الإضافة لاحقًا وفسخ عقود البقيّة. تقييم شامل وفي معرض حديثه عن نشاط فروع الشبان، أشار التقرير الأدبي إلى الاتجاه نحو تقييم شامل لطريقة العمل بهذا الفرع بصورة تمكّن النادي من التقليص من عدد اللاعبين الذين ينتمون إلى مركز التكوين والإبقاء على المتميّزين منهم فقط. تجاهل وسائل الإعلام أحجم التقرير الأدبي عن الحديث عن وسائل الإعلام سلبًا أو إيجابًا، وقد تفطّن الوالي للخطأ، فصحّح الوضع منوّهًا بالخدمات التي يُسديها رجال الإعلام للجمعيات الرياضة وللرياضة عمومًا. فائض مالي كبير استعرض التقرير المالي الذي تولى تقديمه أمين المال الحبيب الحمامي المداخيل والمصاريف مفصّلة. ويُستخلص من العرض أنّ المداخيل بلغت 957.290.10د وأنّ المصاريف بلغت 540.601.8د بحيث توفر في صندوق الجمعيّة فائض بقيمة 798.147.1د. وجاء في التقرير أنّ الهيئة المديرة الحاليّة قامت بخلاص ديون متخلدة بقيمة 277.152.4د وقد لاحظ مراقب الحسابات أنّ هذه الديون لا علاقة لها بالنتيجة الماليّة حسب قوله وتندرج في إطار الهيكليّة العامّة للمؤسّسة. النقاش تدخل في النقاش 31 متدخلا من المنخرطين، وهو رقم قياسي استوجب دعوة الوالي رئيس الجلسة المناقشين للالتزام بدقيقتين فقط، إلاّ أنّ المتدخلين في النقاش لم يلتزموا بهذا الأمر إذ استغرقوا في الحديث لوقت تجاوز في الغالب عشر دقائق !! فنجم عن ذلك تململ وتوتر في القاعة لا سيّما أنّ الطقس كان حارًّا جدًّا في القاعة حيث لم تنفع المكيّفات الأربعة في تكييف الجوّ. وقد تسنى للوالي رئيس الجلسة السّيطرة على الموقف بفضل حنكته وتبصّره ورحابة صدره وصرامته أحيانًا. ثناء وانتقاد وتوصيات وقد تراوحت المداخلات بين الثناء والمدح والتنويه بالمكاسب المسجَّلة أو الانتقادات اللاذعة وتقديم المقترحات والتوصيات. ولئن نال السيّد منصف السلامي نصيبًا من الثناء والتنويه بالعمل الكبير الذي بذله من أجل النهوض بالجمعيّة وإعادة الاعتبار إليها بعد التراجع المسجّل في الموسم الماضي وتهاطل الديون عليها، فإنّه تعرّض إلى انتقادات لاذعة جرّاء عدم انسجامه مع نائبه منصف خماخم وتسامحه في التفريط في اللاعبين البارزين والموافقة على انتدابات فاشلة وتسامحه مع العديد من اللاعبين المتقاعسين وغير المنضبطين، وعدم اهتمامه بقضيّة فقيد النادي حمدي رويد... تسوية الخلاف وقد اغتنم الوالي رئيس الجلسة الفرصة إثر تدخل أحد المناقشين حول قضيّة الخلاف بين السيد المنصف السلامي ونائبه الأوّل المنصف خماخم، ليدعو الطرفين للردّ الفوري على المتدخل، فأكّد المنصف السلامي أنّه لا يختلف مع نائبه المنصف خماخم في شيء عدا اختلافه معه في السن والحماس الجياش فيما لاحظ المنصف خماخم أنّ الأمر لا يعدو أن يكون اختلافًا بسيطًا في الرّؤى أحيانًا وأنّه يكنّ كل الودّ والاحترام للسيّد المنصف السلامي. انتقاد الكاتب العام ورئيس لجنة الأحبّاء كما شملت الانتقادات اللاّذعة كلاًّ من الكاتب العام لللجمعيّة رشاد الكراي اعتبارًا لمسؤوليّته في حصول العديد من الأخطاء الإداريّة التي أضرّت بمصلحة الصفاقسي، ورئيس لجنة الأحبّاء ولجنة التنظيم لطفي العيادي الذي لم يقم بالدور الموكول إليه في تأطير الأحبّاء. وعود بالمحافظة على مصالح الجمعيّة في ردّه على المتدخلين في النقاش، توجّه السيّد المنصف السلامي بالشكر إلى أعضاء الهيئة المديرة والإطارات الفنيّة والإداريّة والصحيّة، والمشرفين على الفروع وإلى المتبرّعين وهيئة الدعم وهيئة الحكماء وإلى الجمهور العريض مؤكّدًا استعداده لمواصلة العمل إلى انتهاء عهدته موضحًا موقفه من اللاعبين الذين وقع التفريط فيهم أو الذين يطمحون إلى الاحتراف بالخارج، مشدّدًا على الحرص على مكانة الفريق المرموقة وتوقه إلى نيل لقب البطولة في الموسم القادم. لفتة خاصّة من جهته أثنى لطفي عبد الناظر رئيس هيئة الحكماء على عمل الهيئة المديرة برئاسة المنصف السلامي مبرزًا نشاطها الكثير في جميع المجالاتوتوقها إلى حصد الألقاب وتطهير الجمعيّة من عدّة ديون متخلدة، وأبرز سخاء الداعمين والمتبرّعين منوّهًا بسخاء محمّد إدريس الذي ما انفكّ يدعم الجمعيّة بالمال والرعاية المباشرة مشيرًا إلى تعهّده بتهيئة ميادين المركب وتجهيزه بالأضواء. المصادقة على التقريرين بالإجماع وقد صادق المؤتمرون في أعقاب الجلسة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي وباركوا البرقيّة الموجّهة إلى الرئيس زين العابدين بن علي الذي قدّم دعمًا خاصًّا للجمعيّة وما انفكّ يساندها ماديًّا وأدبيًّا.