تونس الصباح يفتتح نبيل خمير الليلة الدورة الجديدة لمهرجان طبرقة الدولي صحبة الفنان البرازيلي "راوول ديسوزا " حيث يقدم عرضه في الجزء الاول من السهرة. ولكن حضور نبيل خمير بمهرجان طبرقة الدولي هذا العام لا يقتصر على المشاركة في سهرة الافتتاح فهو المدير الفني لمهرجان الجاز الذي أدمج هذا العام بمهرجان طبرقة الدولي وفق ما كان أعلنه مدير المهرجان السيد رضا الزواري في لقاء صحفي انتظم مؤخرا بالعاصمة. وكان لنا بالمناسبة حديث مع الفنان نبيل خمير الذي تعرفه جماهير موسيقى الجاز من خلال اشتغاله في هذا المجال منذ سنوات طويلة وكذلك من خلال مبادراته لعل أشهرها اختراعه لالة موسيقية تحمل اسم "راي جام" تجمع بين آلتي العود والقيثارة. * هل يمكن الحديث عن أولويات بخصوص الدورة الجديدة لمهرجان الجاز بطبرقة بصفتكم المدير الفني للدورة الجددية للمهرجان؟ بمجرد أن تلقيت الاقتراح من هيئة مهرجان طبرقة الدولي لتولي الاشراف الفني على البرمجة الخاصة بالجاز أحببت أن يكون للتونسيين حضور واضح وقد انتهينا إلى تشريك أكثر عدد ممكن من الفنانين التونسيين وأذكر من بينهم عادل الجويني وعاطف لخوة وفوزي الشكيلي الذي تأكدت مشاركته حسب ما أوضحه لي مدير المهرجان بعد أن تعذر الاتصال به في البداية. وتعود رغبتي في تشريك أكبر عدد ممكن من التونسيين إلى خبرتي بالساحة الموسيقية التونسية وعلاقتي الطيبة بأغلب فناني الجاز الذين أعتبرهم أصدقائي وكذلك استجابة لحرص بلادنا على إعطاء الكلمة الاولى للمبدع التونسي في مهرجاناتنا. * أين يتجسم دورك في اختيار الاسماء الاجنبية؟ أولا تم الاتفاق على أن أعطي رأيي بخصوص الاقتراحات. لكن عموما أعتقد أن الدورة الجديدة لمهرجان الجاز تقترح على الجمهور أسماء كبيرة ومن وزن محترم. (من بين هذه الاسماء نذكر آلفا بلاندي ومايك ستيرن وراوول ديسوزا وكورتناي باين وغيرهم). * عادة ما تقبل الجماهير وتواكب بكثافة مهرجان الجاز بطبرقة هل يمكن أن نتخذ هذا الامر مقياسا على مدى تقبل الجمهور التونسي للجاز واحتضانه لهذا اللون الموسيقي؟ أعتقد بحكم تجربتي الطويلة أن هناك جمهورا للجاز في تونس. تنقلت في عديد المهرجانات بتونس وتعرفت إلى مدى استحسان الجمهور لهذا اللون من الموسيقى التي يتحمس لها ويشجعها. وأتصور أن قدرة الجاز على التعبير بصدق عن أحاسيس البشر وراء تذوق الجمهور لهذه الموسيقى. * هل أن الاسباب ذاتها التي تدفع الفنانين التونسيين إلى ممارسة هذا اللون الموسيقي؟ إن الجاز موسيقى عالمية وتعبر بقوة عن أحاسيس البشر ثم إنها موسيقى تمنح فرصة كبيرة في التحرر من المقامات وتتيح الارتجالات وهو ما يفسر حسب رأيي الاقبال على ممارسة هذه الموسيقى وتعدد الفنانين الذين لا يمارسونها فحسب بل يبلغون مستوى راق من خلالها. * تتواصل رحلة الفنان نبيل خمير بين آلتي العود والقيثارة... وهي رحلة قادته لبعث آلة موحدة تجمع بينهما. كيف كانت ردة فعل الجمهور تجاه هذا الاختراع؟ تعلمون أنني بعثت آلة موسيقية تحمل اسم "راي جام" وهي توّحد بين العود والقيثارة. لم تتأكد الاصداء حولها في تونس ولكنها أثارت الاهتمام بالخارج ونتجت هذه الالة عن علاقة طويلة جمعتني مع الالتين. كنت تعلمت العزف على العود على يد الاستاذ الراحل علي السريتي واتجهت بالتوازي مع ذلك إلى آلة القيثارة التي أمارسها بدون انقطاع منذ حوالي 28 سنة. لا تكاد تكون هناك صلة بين الالتين فهما تختلفان في التقنية واللمسات والاحساس. ومن الصعب أن نجد من يعزف مثلا على العود ويتقن العزف على القيثارة في آن واحد. وبالتالي فإن المسألة ليست بديهية. فيما يخص رحلتي بين الالتين التي حرصت على إعطاء كل واحدة من بينهما حقها بالكامل أستطيع القول أنها تمنحني دائما شعورا مثيرا وتحفزني على مواصلة المغامرة. * على الرغم من وجود تجارب سابقة تجمع بين آلتين لكن ألا يبدو الجمع بين آلة شرقية وأخرى غربية غريبا شيئا ما؟ لا أرى غرابة في الامر. هي محاولة للزواج بين الشرق والغرب وقد لاقت تجاوبا في الخارج وأتوقع أن تجد مكانتها ضمن مجموع الآلات الموسيقية. لقد مكنتني هذه الالة من التمسك من جهة بجذوري الموسيقية من خلال العود وفي الان نفسه الانفتاح على الاخر أو لنقل محاكاة الغرب. * لا ينفك على ما يبدو الفنان الذي يمارس هذا اللون من الموسيقى العالمية عن الترحال وعن محاولة فتح آفاق جديدة فكيف هو الحال مع الفنان نبيل خمير؟ لا أتردد بالطبع في خوض المغامرات خارج حدود الوطن وقد نلت مثلا سنة 2007 جائزة رمزية للتلحين بالولايات المتحدةالامريكية كما أمضيت عقدا مع شركة للانتاج هناك يدوم خمس سنوات وأشير إلى أن ألبومي الاخير حقق انتشارا كبيرا بالولايات المتحدة. * بماذا تعد جمهور طبرقة في عرض الافتتاح وكيف تبدو لك تجربة تقديم سهرة مشتركة مع الفنان ديسوزا؟ من المفروض أن برنامج السهرة محدد من قبل لكن الامر مرتبط بردة فعل الجمهور. تفاعل الجمهور في مثل هذه المناسبات عادة ما يكون محددا لنسق السهرة وعاملا مهما في تحفيز الموسيقيين. مبدئيا هناك فقرات شرقية وأخرى غربية خاصة من ألبومي الاخير وربما تكون هناك مفاجأة خاصة بجمهور طبرقة. أتوقع من ناحيتي أن تكون سهرة عامة متنوعة وحلوة. * عموما هل يمكن الحديث عن جاز تونسي؟ يمكن بالتأكيد الحديث عن جاز تونسي وذلك بالعودة إلى الفنان في حد ذاته. فأصله وموروثه الثقافي يجعل أداءه مختلفا. الروح كذلك مختلفة. صحيح هناك تقنيات وقوانين لكن الروح تبقى مختلفة وإيقاع العمل والاحساس بالخصوص.