تونس - الصّباح: أغلق الباب وخرج ضيوف حفل الزفاف وخرجت معهم العزوبية وبدأت الاكتشافات الأولى لمميزات الطرف الآخر في الحياة الزوجية، هي أيام أولى في «القفص الذهبي» تزيينها الاكتشافات المفرحة والمضحكة وتطمس سعادتها مفاجآت مخجلة ومبكية، كلها لحظات يرويها أزواج جدد وآخرون عاشوا هذه الأحداث واللحظات منذ زمن تحدثوا عنها كأنها مازالت تحيط بهم حتى اللحظة. تعجب به المرأة قبل الزواج فيبني لها بأفكاره قصورا تكملها ربطة العنق الجميلة فيتأسس مظهر لائق بأفكار راقية تجعل المرأة في شدة الشغف للعيش معه مثل الذي وقع مع السيدة ن.ع التي تقول «طالما حدثني عن تقديسه للمساواة وضرورة اقتسام الأدوار داخل البيت وخارجه كانت أفكاره مثالية لكن الأيام الأولى داخل بيتنا كانت كفيلة لكشف البون الشاسع بين سلوكه وأقواله إذ لم يحرك ساكنا لإعانتي في شؤون المنزل بل يكتفي بتوجيه الأوامر». كثيرة هي الحالات المشابهة فتقتنع المرأة بزيف الوعود وهشاشة النظريات في امتحان التطبيق. ومن الامتحانات التي فشل فيها سامي هي مواصلة اخفاء عمره الحقيقي بعد الزواج حيث اطلعت زوجته على أوراقه الشخصية التي توثق سنه الحقيقي يقول عن هذه الحكاية «لقد ضحكت زوجتي كثيرا في تلك الحادثة لكن ردة فعلها عندما انزعجت من شدة الشخير كانت حادة حتى أنها طردتني من غرفة النوم لعدة أيام إلى أن تعودت على ذلك الوضع في الأيام الموالية». واعترافات سامي بمفاجآت الأيام الأولى ليست الوحيدة فحتى ع.د يقر بأنه كشر عن أنيابه بعد الزواج فلقد كان حملا وديعا قبله إذ يتسامح مع زوجته عند رفع صوتها ضحكا أو غضبا فيقول «كنت أخفي غضبي وأضحك» «رغم أنفي» لكن منذ الأسبوع الأول أعلمتها برفضي لذلك بل أضفت إلى ذلك قراري بمنعها مغادرة المنزل إلا بإذن مسبق رغم أنني رسمت لها قبل ذلك جنة من التسامح». ولن ينسى لطفي أبدا النرفزة الشديدة لزوجته عندما كان يطرح ملاحظاته حول طريقة طبخها إذ كانت تغضب بشدة. ورغم أن هؤلاء كانوا قد أزعجوا زوجاتهم بتصرفاتهم «الإنقلابية» التي انتهت بعد ذلك الى مشاكل كبيرة إلا أنهم رسموا الفرحة على شفاه زوجاتهم بمفاجأت أضاءت لعقاتهم وعبّدت طريقهم نحو السعادة ومن ذلك ما حصل عندما ساعد لطفي زوجته في شؤون المنزل إذ أنه عاش حياة العزوبية وأصبح يمتلك الكثير من الخبرة في أعمال المنزل. وأشد الذكريات سعادة في حياة السيدة ن.ع هي سعي زوجها منذ الأيام الأولى الى ابراز محاسنها أمام أهله لقد كانت في ظاهرها مؤلمة لأن ذلك في اعتقادها انتقاص من قيمتها لكنها اقتنعت فيما بعد بأنه تصرف ناجم عن حب لامرأة أراد أن يراها الجميع بعينه نموذجا يحتذى به، وتضيف السيدة م.ع «لقد أعجب بأكلي كثيرا وقد كنت متخوفة كثيرا من هذه النقطة. دون مساحيق تجميل مساحيق رائعة تضعها الزوجة ليلة الزفاف وطيلة فترة الخطوبة ربما قد تخفي عيوبا جسدية لكن ما قد يخفيه الكلام من عيوب أكثر من ذلك أو ما قد يكتشفه الزوج فيما بعد مثل س.ع الذي تفاجأ بما يعتبره «مصيبة إذ اكتشفت أن زوجتي لا تجيد الطبخ بتاتا حتى أنني شكوتها إلى أمها فلقد عشت فترة طويلة بين الأكلات الخفيفة داخل المنزل وخارجه، تعبت كثيرا حتى تعودت على الطبخ فيما كانت تدعي قبل الزواج اتقانها اللامتناهي لفن الطهي». لكن قد تكبر المشاكل كثيرا عندما تصبح المسألة متعلقة بالغيرة التي أقلقت لطفي كثيرا في أيامه الأولى خاصة عند زيارة قريباته واتهامه بالنظرات والابتسامات في وجوههن. ورغم أن الكثيرين لا يحبذون الحديث عن مسائل شخصية تخص زوجاتهم إلا أنهم يؤكدون حصول مفاجآت كثيرة فيها الحزن والفرح ولعل أشد الأشياء روعة والتي لا يمكن أن تمحى من ذاكرة سامي هو اكتشافه أداء زوجته للصلوات حيث تعلمها في ما بعد على يديها. ولا تتوقف المفاجأة في أيام الزواج الأولى عند العلاقة البينية بين الزوجة وزوجها بل يتدخل الأهل والأقارب على الخط منذ اليوم الاول ومن ذلك ما تذكره أمال عن نومها ليلة زفافها في الرابعة صباحا وتفاجأت بقدوم الضيوف في السابعة فكانت ردة فعلها «الطبيعية» - حسب رأيها» - الصراخ في وجوههم، وهذا التدخل من الأقارب يؤرق الجميع ولا يتوقف الأمر عند الزيارات بل يتدخلون منذ الأيام الأولى في شؤون الزوجين ومن ذلك ما تؤكده السيدة ن.ع التي تقول «تفاجأت كثيرا من اصغائه لأوامر أقربائه حتى خلته ضعيف الشخصية وقد استمرت المشاكل بسبب هذه التدخلات طويلا. كثيرة هي مفاجآت الأيام الأولى للازواج وطريفة بجوانبها المختلفة لكن في اعتقاد لطفي أن الجوانب السلبية لهذه الفترة وغيرها من أيام الزواج يجب أن تتميز بما يسميه «نظرية التنازل المتبادل» بين الزوجين لتستمر الحياة.