تونس- الصباح: مهاجر آخر يلقى حتفه بإيطاليا وينضاف إلى قائمة طويلة من المهاجرين الذين ماتوا أو قتلوا في ظروف غامضة ودفن سرّهم معهم وبقيت عائلاتهم تعاني الأمرين بعد رحيلهم. فرمضان الزيادي شاب لم يتجاوز عمره 36 عاما هاجر إلى إيطاليا في كامل صحته ليعود إلى أهله جثة هامدة وبقيت حادثة وفاته غامضة إلى حد هذا التاريخ بالنسبة لأهله. حياة هادئة رمضان شاب أصيل أحد أرياف مدينة منزل بوزلفة ينتمي إلى عائلة متواضعة الحال ضاقت به السبل ولم يتمكن من الحصول على عمل بمسقط رأسه فخامرته فكرة الهجرة إلى إيطاليا لبناء مستقبله والتأسيس لحياة مختلفة على الأقل على المستوى المادي. ولما وصلها أسس لحياة هادئة بعد حصوله على عمل قار مكّنه من تحسين ظروفه المادية وكذلك مساعدة عائلته وفكّر في الارتباط والزواج فوقع اختياره على فتاة أصيلة مسقط رأسه تزوج بها وهاجرت معه إلى إيطاليا حيث استقرا بضواحي مدينة ميلانو. طلاق فزواج إلا أن الحياة الزوجية لم تسر على أحسن ما يرام حيث حصلت عديد المشاكل والخلافات بين الطرفين عجّلت بوضع حد لهذا الزواج فغادر رمضان مجددا إلى حياة العزوبية بالطلاق وواصل عمله كعادته إلى أن وضعت الصدفة في طريقه شابة عمرها 31 عاما أصيلة العاصمة طرقت قلب رمضان الذي أحبها واختارها كشريكة لحياته وحصل الزواج الثاني خلال شهر أوت 2005 إلا أن الحظ العاثر أراد مرة أخرى أن يخفق الشاب في مسألة الزواج إذ تفاقمت المشاكل بينه وبين شريكة حياته الثانية فافترقا وعاد رمضان إلى حياة العزوبية هربا من جحيم الزواج حيث أصبح يقيم بمفرده بمنزله في حين انتقلت زوجته الثانية للسكن بمفردها في انتظار اتمام اجراءات الطلاق. الزيارة الأخيرة في الأثناء عاد رمضان إلى مسقط رأسه في زيارة لأفراد عائلته وأعلمهم أنه يستعد للانفصال عن زوجته للمرة الثانية وقد كلف محاميا لاتمام اجراءات الطلاق كما وعدهم بأنه سيعود إلى تونس قريبا لحضور حفل زفاف شقيقه في صائفة 2006 كما وعدهم بأنه سيرسل لهم أموالا للمساهمة وكان آخر اتصال هاتفي له بعائلته من إيطاليا قبل يومين فقط من انطلاق التحضيرات لزفاف شقيقه المذكور حيث أعلمهم أنه اقتنى عديد الأدباش والمستلزمات للحفل وهو على وشك العودة. الفاجعة ولكن بعد هذه المكالمة بيوم واحد تلقت العائلة الخبر الفاجعة والذي جاءهم بصوت زوجته التي كان يستعد للانفصال عنها حيث أعلمتهم أن رمضان أصيب بنوبة قلبية فارق إثرها الحياة فصعقوا للخبر وحاول الحصول على مزيد من المعلومات ولكن دون جدوى. وبعد أيام جدّدت الزوجة اتصالها بهم لتعلمهم أن ابنهم توفى إثر تلقيه ضربة قاتلة في الشارع بواسطة قضيب حديدي فاحتارت العائلة في الأمر ثم اتصلت بصديق لابنها المقيم بإيطاليا حيث أعلمها أن رمضان تعرض بالفعل إلى عملية قتل ولكن القاتل بقي مجهولا واستقبلت جثة ابنها ودفنته واتصلت بجميع الأطراف المسؤولة لمعرفة الحقيقة ولكنها إلى اليوم لم تتحصل على ما يروي ظمأها.