جنوب إفريقيا تمثّل بوابة الدول الإفريقية التي تحتاج إلى تعاون في عديد المجالات تونس - الصباح تشهد العلاقات التونسية - الجنوب إفريقية تطوّرات هامّة تجسّمت بالخصوص في تبادل الزيارات بين الوفود الرسميّة بين البلدين. وقد أفضت هذه الزيارات إلى مزيد دعم العلاقات والتعاون المثمر بين البلدين. آخر هذا التعاون تمثّل في قرار انتداب 200 طبيب تونسي للعمل بجنوب إفريقيا. ولمزيد الاطلاع على تطوّر العلاقات بين البلدين كان لنا لقاء مع سفير تونسبجنوب إفريقيا السيد علي القوتالي الذي خصّنا بالحديث التالي:
* كيف تقيمون العلاقات القائمة حاليا بين تونس-وجنوب إفريقيا وماذا عن آفاقها المستقبلية؟ - منذ الزيارة التي أداها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي إلى جمهورية جنوب إفريقيا سنة 1995، تطورت العلاقات بين البلدين على جملة من المستويات، وقد تعززت أيضا إثر الزيارة التي أداها رئيس جنوب إفريقيا السيد تامبو مبيكي إلى تونس.
فقد تمّ في البداية إرساء تعاون هام على مستوى المنظمتين النسائيتين في كلا البلدين وقد تمّت الاستعانة بالتجربة التونسية في هذا المجال والتي مثلت نموجا بالنسبة لهذا البلد الإفريقي الصديق، خاصة في مجالي التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتوازنة.
ولعل الهام في هذا التعاون هو الاهتمام الكبير من طرف دولة جنوب إفريقيا بنماذج التنمية التونسية، وخاصة العناية بالمرأة وبكافة الفئات الاجتماعية وكذلك الانبهار بالكفاءات التونسية في كلّ الميادين، وهو ما مثّل اعترافا كليّا بقيمة تونس في محيطها الإفريقي، خاصة في المجال الطبّي والمصداقية التي تتحلّى بها الكفاءات التونسية لدى الأفارقة عامة. آفاق التعاون * ماذا عن أوجه التعاون القائمة حاليا بين البلدين، وهل هي قابلة لمزيد التطور والدّعم؟ - إنّ أوجه التعاون القائمة بين البلدين يتجلّى في الاستثمارات الجارية من قبل التونسيين في هذا البلد الإفريقي الذي يحوز على إمكانيات هائلة وكذلك على مستوى التبادل التجاري الذي ما انفك ميزانه يتطور من سنة إلى أخرى، خاصة في مجال تصدير الخضر والمواد الغذائية (عجين) والتمور والخزف وكافة المواد الصحيّة. كما ينتظر أن يشهد المجال الاتصالي بين البلدين وأوجه التعاون فيه نقلة هامة خاصة أنه لنا مهارات تونسية ذات مستوى عالمي. ولعل قطاع البحث العلمي يمثل هو الآخر بابا للتعاون حيث من المنتظر أن تتم جملة من الاتفاقيات في هذا المجال.
* هذا المسار التعاوني بين البلدين هل تشوبه بعض العراقيل من نوع الأبعاد التشريعية الخاصة بكل بلد، وبعد المسافة؟
- هناك فعلا بعض العراقيل، لكن ليست من هذا القبيل فمجلة الاستثمارات في كلا البلدين هامة ومتطورة، لكن الذي يعوز تقدم هذه العلاقات هو مجال الاتصال والنقل. فالحاجة تدعو أوّلا وقبل كلّ شيء الى بعث خطّ جوّي مباشر لأنه سيسهل مهمّة رجال الأعمال والمستثمرين على جملة من المستويات، أيضا أود أن أشير أيضا إلى ضرورة دعم العلاقات القمرقية بين البلدين، فهي مازالت تتطلب جملة من التبسيطات لتسهيل سيولة نقل السلع والبضائع وتبادلها.
بوابة إفريقية * جنوب إفريقيا تمثل بوابة إلى عديد البلدان الإفريقية، فهل هناك مبادرات تونسية لرسم وتطوير العلاقة عبر جنوب إفريقيا مع بلدان أخرى إفريقية؟
- فعلا تحتل جمهورية جنوب إفريقيا موقعا متميّزا داخل محيطها الإفريقي وتمثل البوابة الرئيسية في دعم أوجه التعاون مع البلدان المحيطة بها. نحن نسعى جاهدين إلى تطوير العلاقة وتوسعتها لتشمل بلدانا أخرى، غير أنّي أنتهز هذه الفرصة لأدعو رجال الأعمال التونسيين إلى المبادرة والحضور المكثّف في التظاهرات والمعارض التي تقام في هذه البلدان حتى يتسنّى لهم اقتحام السوق الإفريقية من مواقع متقدّمة. * وماذا عن تقييمكم لأوجه الاستثمار الجنوب إفريقي في تونس؟ - إنّ التعليمات الصادرة عن قيادة البلدين ارتفعت بمستوى العلاقات إلى أن تكون في مستوى الشراكة... وهذا دليل آخر على مستوى العلاقات وعن إمكانيات تطوّرها في المستقبل القريب.
تعاون صحّي
* علمنا أنه يجري خلال هذه الأيّام إبرام اتفاق في المجال الصحّي بين البلدين، فهل من توضيحات في هذا المجال؟
- لقد تمّ إبرام اتفاق بين تونسوجنوب إفريقيا يقضي بانتداب 200 طبيب تونسي للعمل بجنوب إفريقيا، ويمثل هذا التعاون في مجال الصحّة خطوة أولى سوف تتعزز في المستقبل القريب بانتدابات أخرى، نظرا لما تتمتع به الكفاءات التونسية في جميع الميادين من سمعة طيبة جعلت عديد البلدان تتوجه صوب بلادنا لانتداب الكفاءات التونسية في عديد الاختصاصات وآخرها الاتفاق الأخير الذي إبرم مع جنوب إفريقيا لانتداب عدد هام من الأطبّاء (طب عام وأطبّاء مختصين في عديد المجالات) للعمل في مستشفيات جنوب إفريقيا، وقد استجاب البلد المنتدب للشروط التي طلبها الجانب التونسي، وقد أبرم الاتفاق بعد مفاوضات جرت بمشاركة وزارة الصحة ووكالة التعاون الفنّي وأشرف عليها سفير تونسبجنوب إفريقيا.
وبالمناسبة نشكر السيد محمد رضا كشريد وزير الصحة العمومية على العناية الفائقة والتشجيع المتواصل في هذا الشأن.
وقد زار وفد تونسي قاده السيد الحبيب بن منصور عن وكالة التعاون الفني مختلف مناطق عمل وإقامة المتعاونين التونسيين. من ناحيته، سيفتح هذا التعاون في المجال الطبّي الآفاق أمام الأطبّاء المتعاقدين لإثراء تجاربهم وتعميق معارفهم ومواصلة الدراسة للراغبين منهم في الجامعات الجنوب إفريقية.
ونظرا لأهمية التعاون مع جنوب إفريقيا سيتم تنظيم يوم إعلامي يوم 15 أوت 2007 في العاشرة صباحا بوكالة التعاون الفنّي يحضره سفيرا البلدين وممثلو وزارة الصحّة وكل المهتمين بهذا التعاون من أطبّاء وإعلاميين وسيتم خلاله عرض شريط وثائقي والاستماع إلى استفسارات المتعاونين، علما أنّ وفدا من وزارة الصحة بجنوب إفريقيا سيحل بتونس يوم 26 أوت الحالي لاختيار الأطبّاء المزمع التعاقد معهم.
في الختام أقول ان هذا التعاون هو نتاج ما تحظى به بلادنا من سمعة طيبة في جميع الميادين، نتيجة السياسة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي الذي وضع بلادنا في محيطها العربي والإفريقي، ودفعها نحو التقدّم والإشعاع والمساهمة في كل ما ينفع الإنسانية.