تونس الصباح : بعد مشاركة ناجحة في مهرجان وهران السينمائي نال على إثرها تنويها خاصا من لجنة التحكيم لأحسن فيلم طويل عن شريطه «سيني تشيتا» (7 شارع الحبيب بورقيبة). يطير المخرج إبراهيم اللطيف اليوم إلى مصر وتحديدا إلى مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي متسلّحا بذات العمل الذي سبقه صيته حيث ينتظره المصريون بشغف بعد أن تحدثت عنه الصحافة المكتوبة بإطناب وأفردت له مساحات عرض في كبريات الصحف والمجلات الفنية المتخصصة في مقدمتها مجلة «روز اليوسف». نشاط المخرج النشيط ابراهيم اللطيف لا يتوقف عند حدود المشاركة في التظاهرات السينمائية الكبرى فحسب بل يتعداه إلى الإعداد لعمل يتماهى فيه الإبداع الفني بالبعد الإنساني ويتناول مسألة التحسيس بأهمية التبرّع بالأعضاء . قبل العودة بتفاصيل أدق عن هذا المشروع الفني الإنساني سنتوقف عند مشاركة المخرج اللطيّف في الإسكندرية ووقع تنويه وهران عليه والمفاجأة التي أسعدته . في البداية يعترف المخرج ابراهيم الطيف بسعادته لحصول شريطه على هذا التكريم في مهرجان وهران فيقول «لم أكن أتوقع وهذه حقيقة أن يحظى شريط «سيني تشيتا» بكل الحفاوة التي لقيها في وهران حيث ترافق عرضه مع حضور جماهيري لافت وتفاعل من قبل وسائل الإعلام .. وختمت المسألة بتنويه من لجنة التحكيم وهذا أمر مهم جدا في ضوء تواجد أسماء لمخرجين من أمثال المصري خالد يوسف والسوري حاتم علي في المسابقة الرسمية. هذه الالتفاتة ستعود حتما بالنفع العميم الذي بدأ غيثه ينهمر فعلا حيث سيعرض شريطي في القاعات المغربية بعد شهر رمضان ثم في صالات فرنسا في أواخر سبتمبر بيد أن المفاجأة التي أسعدتني حقا هي أن «سيني تشيتا» سيكون أول شريط تونسي يعرض في القاعات الكويتية التي تنفتح عادة على الأفلام المصرية والأمريكية». وحول هذا السبق يقول ابراهيم اللطيّف أنه نزل عند رغبة الجانب الكويتي في إرفاق الفيلم بترجمة إلى العربية الفصحى حتى يتمكن المتفرجون من فهمه جيّدا ونظرا لعدم توفر المخابر المختصة في الترجمة في تونس ستنفذ العملية بالمخابر المغربية . أما عن حظوظ «سيني تشيتا» في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي فيقول اللطيّف: «آمل أن تكون الضجة التي أثيرت حول شريطي مناسبة لحصد تكريمات جديدة فالمصريون متعطشون لرؤية هذا العمل على خلفية تكريمه ليوسف شاهين.. كثيرون رأوا في هذا التكريم أمرا جيدا مع أن الشريط لم يأت على ذكر شاهين فحسب وإنما كرّم أيضا الراحل أحمد بهاء الدين عطية». مسابقة سينمائية غايتها إنسانية يستعد المخرج ابراهيم اللطيف كما أسلفنا- إلى تطويع تجربته السينمائية لخدمة القضايا الإنسانية واختيار هذا المخرج بالذات لتقديم عمل تحسيسي عن أهمية التبرع بالأعضاء يأتي من منطلق تجربته المتفرّدة التي انطلقت قبل سنوات وتمثلت في إنتاج سلسلة أفلام تخرجها مجموعة من الشبان تحت عنوان «10 قصار 10 نظرات» تتناول مواضيع مختلفة وأفكارا حرّة وقد سبق لهذه التجربة أن عرضت في مهرجان كان (عام 2006) وفي أيام قرطاج السينمائية في 2008 ونالت التانيت الفضي عن فيلم «الأزهر». هذه السنة تعود «10 قصار» لكن بفكرة واحدة وباقتراح من الدكتور محمد قديش الرئيس الشرفي للجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالأعضاء لإنتاج مجموعة من الأشرطة القصيرة في صيغ كوميدية غايتها ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء واستنهاض الهمم للمشاركة في هذا العمل الإنساني حول هذه التجربة يقول المخرج ابراهيم اللطيف: « سنقدّم هذه الصيغة من الأفلام القصيرة تحت عنوان 10 قصار لغاية إنسانية ..وقد تلقينا نحو 50 سيناريو يعالج مسألة التبرع بالأعضاء قامت لجنة القراءة المتكوّنة من السيناريست طارق بن شعبان والمخرجة المسرحية والأستاذة الجامعية نضال قيقة والمخرج نوفل صاحب الطابع بانتقاء 10 منها ...هذه السيناريوهات دخلت ورشة إعادة الكتابة التي تستمر 3 أسابيع وسيتم إنتاجها بتمويل خاص من الجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالأعضاء». أما عن موعد عرض ال «10 قصار» يضيف المخرج: «هذه الأعمال ستعرض في المسرح البلدي بالعاصمة في الرابع عشر من نوفمبر 2009 بمناسبة اليوم الوطني للتبرع بالأعضاء وسيتم إسناد جوائز لأفضل 3 أفلام وستتولى لجنة تحكيم خاصة من بين أعضائها المخرجين النوري بوزيد وسلمى بكار انتقاء الأعمال المتوّجة». ويختم ابراهيم الطيف بالقول: «ميزة هذه التجربة أنها ستقطع مع الومضات التحسيسية التقليدية وستحوّلها إلى عمل إبداعي سينمائي ...كل ما نتمناه أن يكون الممثلون الذين سيقع الاختيار عليهم قادرين على توصيل هذه الفكرة وهذه الرسالة الفنية الإنسانية».