تونس الصباح في لقاء أجرته معه «الصباح» ساعات قبل تحوّله إلى مصر للمشاركة في الدورة 25 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسّط بدا المخرج ابراهيم لطيّف متفائلا حيال مشاركة شريطه «سيني شيتا» (7 شارع الحبيب بورقيبة) في فعاليات هذا الملتقى السينمائي وتفاؤله مستمد كما سبق وصرّح لنا من أمرين الأول أن الفيلم حظي بتنويه لجنة مهرجان وهران السينمائي الأخير أما الأمر الثاني فيتعلق بانتظارات المصريين لشريط «سيني شيتا» على خلفية تكريمه للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين وما كتبته الصحف المصرية والعربية عن الشريط بصفة عامة . ويبدو أن تفاؤل ابراهيم لطيّف كان في محلّه حيث اقتلع شريطه جائزة أحسن سيناريو مناصفة مع الشريط الألباني «حزن السيدة شنايدر» ويبدو أن إعلان لجنة التحكيم التي ترأستها الممثلة التركية «هوليا كوسيجيت» عن هذا التتويج أغرق مخرجنا في بحر من السعادة والنشوة . «الصباح» اتصلت بالمخرج ابراهيم لطيّف وسألته عن إحساسه بعد حصوله على هذه الجائزة فقال: «لا يمكنني إلا أن أكون سعيدا بهذه الجائزة ...فجائزة السيناريو مهمّة جدا بل هي الأهمّ في نظري لأن مهرجان الإسكندرية يعدّ ملتقى للنقاد السينمائيين وأن يشدّ سيناريو ما انتباه النقاد - طبعا عدا عن لجنة التحكيم فهذا أكثر من رائع». وجوابا عمّا إذا كان الشريط حظي بهذا التتويج لكونه كرّم يوسف شاهين عبر إطلاق اسمه على أحد أبطاله إذ أسماه «شاهين» أجاب لطيّف: «لا أنكر أن المصريين رأوا في ذكر شاهين في شريطي نقطة إيجابية لكن أعود لأذكر أنني لم أركز في عملي على شخصية شاهين بل أنني أشرت أيضا إلى المنتج الراحل أحمد بهاء الدين عطية من خلال شخصية «حميد» لكن فوز الشريط بجائزة السيناريو يعود في نظري إلى أبعد من ذلك ففي هذا العمل اكتشف النقاد والسينمائيون الكوميديا التونسية على اعتبار أن الشريط يحمل الكثير من المواقف الكوميدية الساخرة وهو ما لم يتعوّدوا عليه زد على ذلك أن السينما التونسية عموما علا كعبها في مضمار الفن السابع وأصبحت معظم الأفلام التونسية تدير إليها الرقاب أينما حطت.. وهذا المهم وهنا لا بدّ أن أشير أني سعادتي مضاعفة لأن الدورة ال 25من مهرجان الإسكندرية كرّمت وجها سينمائيا لامعا في تونس وهو زميلي الناصر خمير». يبدو أن مهرجان الأسكندرية لن يكون المحطة الأخيرة لشريط «سيني شيتا» وهذا الكلام يدعمه ابراهيم لطيّف بالقول: «سأشارك بشريطي في الدورة القادمة من مهرجان دمشق السينمائي وآمل أن يجد التكريم هناك كما تنتظرني مشاركة في مهرجان سينمائي بفرنسا». وختم لطيّف حديثه بالقول : «صحيح أن الجوائز مهمة خصوصا إذا كانت متأتية من ملتقيات دولية بارزة لكن يبقى أكبر تتويج لصاحب العمل أن يرى مجهوده - كما أنا الآن- يحظى بإقبال جماهيري مكثّف أينما عرض إذ ليس هناك نشوة أكبر من أن ينتظر الآخر قدومك بلهفة وترقّب». في الختام لا ضير من التذكير بأن شريط «سيني شيتا» الذي يعني مدينة السينما يقدّم نقدا لاذعا لكن مغلّفا بالكوميديا لمعضلتي الرقابة والدعم .