افتتحت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة صباح أمس اشغال الندوة الوطنية التي ينظمها الاتحاد الوطني للمرأة التونسية حول موضوع "المرأة التونسية فخر بالانجازات وتفاؤل بالمستقبل" وذلك في اطار احتفالات تونس بعيد المرأة. وألقت حرم رئيس الجمهورية خطابا بهذه المناسبة ابرزت فيه تفرد تونس اليوم بمنظومة تشريعية رائدة في مجال المرأة ضمنت لها من الحقوق ما لم يزل حتى الآن يعتبر طموحات ثمينة لدى العديد من النساء في انحاء كثيرة من العالم المتقدم كالمساواة التامة في الاجر وحق المشاركة في الحياة السياسية والعامة. واكدت السيدة ليلى بن علي ان في الاعتزاز بالانجازات من ناحية والتفاؤل بالمستقبل المشرق للبلاد من ناحية ثانية ادراكا واعيا لطبيعة الدور الذي ينتظر المرأة في المرحلة القادمة وتاكيدا لاستعدادها للقيام بمهامها بكل اقدام وحماس كشريك مكتمل الحقوق والواجبات في عملية البناء الوطني وتثبيت اركان النظام الجمهوري وتعزيز مكاسب تونس على درب الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان. وبينت في هذا الصدد ان استعداد المرأة التونسية لانجاح المواعيد السياسية القادمة وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تهيء البلاد لفترة جديدة ثرية بمزيد الانجازات والمكاسب يمثل تأكيدا لعزمها الثابت على مواصلة مسيرة النضال خدمة للوطن. وقد تميز هذا الموكب الافتتاحي للندوة باسناد السيدة ليلى بن علي درع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث كوثر يحمل شعار "غد افضل بمشاركة المرأة العربية" تولت تسليمه لحرم رئيس الدولة السيدة سكينة بوراوي رئيسة المركز وذلك تقديرا لجهودها السخية لفائدة المرأة التونسية وعلى راس منظمة المرأة العربية. كما كان الموكب مناسبة كرّمت خلالها حرم رئيس الدولة السيدة اكرام القيزاني رئيسة مخبر بمعهد باستور بتونس بتسليمها جائزة رئيس الجمهورية لاحسن بحث علمي نسائي تقديرا لبحثها العلمي المتميز في ميدان مرض الليشمانيات وبلورة استراتيجيات لمقاومته. واكرمت السيدة ليلى بن علي كذلك السباحة التونسية غادة الشريف التلميذة بمعهد الرياضة بالمنزه لقطعها مسافة 32 كلم سباحة من قربص الى قصر قرطاج بمناسبة عيد المرأة وذلك تشجيعا للنشاط الرياضي النسائي ودعما للبرامج المتعلقة بحفز همم الفتيات وتحسيس المجتمع المدني باهمية الرياضة النسائية. وفيما يلي النص الكامل لخطاب السيدة ليلى بن علي: "بسم الله الرحمان الرحيم حضرات السيدات والسادة يطيب لى ان افتتح اليوم اشغال هذه الندوة الوطنية التي ينظمها الاتحاد الوطنى للمرأة التونسية بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة حول موضوع "المرأة التونسية فخر بالانجازات وتفاؤل بالمستقل" منوهة بما يحمله هذا الموضوع من دلالات عميقة وابعاد حضارية ان في اعتزازكم بالانجازات التي تحققت على ارض الواقع من ناحية وتفاؤلكم بالمستقبل المشرق لبلادنا من ناحية ثانية ادراكا واعيا لطبيعة الدور الذي ينتظر المرأة في المرحلة القادمة وتاكيدا لاستعدادها للقيام بمهامها بكل اقدام وحماس بفضل ما تتمتع به في بلادنا من وضع متميز تحتله اليوم عن جدارة واقتدار كشريك مكتمل الحقوق والواجبات في عملية البناء الوطني وتثبيت اركان النظام الجمهوري وتعزيز مكاسب تونس على درب الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان. واذ اتوجه بجزيل الشكر الى السيدة سكينة بوراوي المديرة التنفيذية لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" على اسنادها اليّ الدرع الحامل لشعار "غد افضل بمشاركة المرأة العربية" فانني اثني على ما تضمنته كلمتها اللطيفة من معان قيمة ومشاعر نبيلة واهنئ بهذه المناسبة السيدة اكرام القيزاني بالتكريم الذي شملها بنيلها جائزة رئيس الجمهورية لاحسن بحث علمى نسائي معربة لها عن خالص التشجيع والتقدير للجهود التي تبذلها في هذا الميدان المتميز واحيي من خلالها كافة الباحثات التونسيات في مختلف الاختصاصات. كما اتوجه بالتحية والتقدير الى الانسة غادة الشريف الرياضية البارزة لاقدامها على قطع مسافة 32 كلم سباحة من مدينة قربص الى قصر قرطاج معبرة من خلال هذه المبادرة الرياضية عما تتحلى به الرياضيات التونسيات من خصال وقدرات . حضرات السيدات والسادة يحق للمرأة التونسية ايا كان موقعها بالمدن والارياف ان تفاخر بما بلغته من منزلة رفيعة بفضل نضالها وانخراطها الواعي في المشروع المجتمعي والحضاري لتونس التغيير تشهد على ذلك مؤشرات النجاح والتميز التي اصبحت سمة بارزة للتجربة التونسية الرائدة في مجال النهوض بالمرأة هذه التجربة التي تعد اليوم مثالا يحتذى ان ما تحقق للمرأة في بلادنا يستند الى موروث اصلاحي نير ميز تونس استاثرت فيه بموقع متقدم ايمانا من رواد الاصلاح وزعماء الحركة الوطنية ومن قيادة التغيير بان تحرير المرأة وادماجها في منظومة التنمية الشاملة والمستدامة يمثلان العنصرين الكفيلين بانجاح مسعى البلاد الثابت للعبور الى الحداثة. واذ نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والخمسين لاصدار مجلة الاحوال الشخصية فانه يحق للمرأة التونسية التي عرفت على مر تاريخنا العريق بتوقها الى الحرية والكرامة وتعلقها بخصال التضحية والمسؤولية ومساهمتها باقتدار في الذود عن عزة تونس وصيانة مجدها واعلاء شانها بين الامم ان تتطلع الى غد افضل ومستقبل اكثر اشراقا. وانه لمن دواعي اعتزازنا ان بلادنا تنفرد اليوم بمنظومة تشريعية رائدة في مجال المرأة ضمنت لها من الحقوق ما لم يزل حتى الآن يعتبر طموحات ثمينة لدى العديد من النساء في انحاء كثيرة من العالم المتقدم كالمساواة التامة في الاجر وحق المشاركة في الحياة السياسية والعامة ولئن تم التاسيس للمنظومة الوطنية لحقوق المرأة مع اصدار مجلة الاحوال الشخصية سنة 1956 فقد شهد هذا المسار دعما متواصلا بفضل الاجراءات الثورية لسنة 1992 وما تلاها من تنقيحات تشريعية جوهرية تجاوزت معها المرأة التونسية مرحلة المطالبة بالحقوق الاساسية الى طور جديد من الشراكة المتكافئة والفاعلة مع الرجل في تعزيز الصرح الاجتماعي وتوطيد اركان دولة القانون والحرية والحداثة والتقدم. وقد ارتقت تونس بقوانين الاحوال الشخصية وبما ضمنته للمرأة من حقوق ومكاسب الى مرتبة دستورية واثبتت صواب خياراتها المناصرة لقضايا المرأة في محيطها الحضاري وعلى الصعيد العالمي وكانت دائما في مقدمة القوى الداعية الى المراهنة على قدرات النساء باعتبارهن نصف المجتمع وقوة من اهم القوى الدافعة الى الامام وعلى كفاءتهن ودورهن في رفع التحديات الجسيمة التي تواجه عالمنا اليوم على اكثر من صعيد في الوقت الذي تحتاج فيه المجتمعات الانسانية ولاسيما في الدول الصاعدة الى توظيف كل الكفاءات والقدرات والطاقات المتاحة لديها. ونحن حريصون في اطار رئاستنا الحالية لمنظمة المرأة العربية على مزيد تعزيز الوعي على الصعيدين العربي والدولي باهمية الارتقاء باوضاع المرأة ودعم حقوقها وتعزيز اليات الشراكة والتعاون بين الامم لخدمة قضاياها باعتبارها منطلقا اساسيا لتحقيق التنمية المستدامة العادلة والشاملة والمتوازنة. وان المرأة التونسية في بلادنا اليوم حريصة على اداء دورها كاملا مؤمنة ايمانا راسخا بانها مدعوة الى مزيد العمل والبذل دعما للخيارات الوطنية الثابتة واسهاما في الرقي بالبلاد الى ما تصبو اليه من مراتب التطور والعلا بما يتناسب مع ما تتحلى به من اصالة وانفتاح وحداثة وما توفر لها من حقوق وضمانات وما تيسر لها من حظوظ الانخراط الفاعل في مسارات العلم والعمل والابداع والمبادرة وينسجم مع وعيها العميق بتحديات المرحلة ومشاركتها الواسعة في الشان العام وسعيها الدؤوب الى مزيد الاشعاع والتميز ولاسيما بعدما برهنت عن جدارتها بتحمل المسؤوليات وانني لعلى يقين بان المرأة التونسية التي كانت لها اسهامات بارزة في الكفاح الوطني وفي بناء الدولة الحديثة ستواصل المسيرة بعزم واقتدار كشريك فاعل في بناء تونس الغد وبالتزام متجدد بخيارات التغيير واهدافه. وهو ما تؤكده باستمرار منظمتها العريقة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بما يعكس وفاءها الدائم واعترافها بالجميل للتغيير والمشروع الحضاري الذي جاء به ويمثل استعداد المرأة التونسية لانجاح المواعيد السياسية القادمة وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تهيىء بلادنا لفترة جديدة ثرية بمزيد الانجازات والمكاسب تاكيدا لعزمها الثابت على مواصلة مسيرة النضال خدمة للوطن. واذ اعرب في الختام عن خالص شكري وتقديري لكل المناضلات والمناضلين من اجل مزيد الرقي بالمرأة التونسية فاني على يقين بان اشغال ندوتكم هذه ستتوج بمقترحات وتوصيات تشكل اضافة مهمة لجهود تونس تعزيزا لمنزلة المرأة واعلاء لشان تونس ورقي شعبها وازدهاره. مع تمنياتي لاعمالكم بكامل النجاح والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وكانت السيدة عزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية ألقت كلمة عبرت فيها عن الفخر والاعتزاز بما حققه المد الاصلاحي بقيادة الرئيس زين العابدين بن على لفائدة المرأة وعن الاستعداد لمواصلة المسيرة حتى تتقدم المرأة التونسية بخطى ثابتة وواثقة لخوض غمار المستقبل ورفع التحديات المطروحة والانطلاق نحو افاق ارحب من الانجاز والمشاركة والمسؤولية. واكدت ان مناضلات الاتحاد على العهد دائما مع سيادة الرئيس رجل الوعود المنجزة والمنصت دوما الى تطلعات شعبه وطموحاته مجددة مساندتهن الرئيس زين العابدين بن علي ودعمهن لترشحه الى الانتخابات الرئاسية المقبلة واستعدادهن الكامل لجعل هذه المحطة موعدا تاريخيا ومفصلا هاما في مسيرة البلاد على درب الديمقراطية والتعددية والمشاركة. ولاحظت ان اختيار موضوع "المرأة التونسية فخر بالانجازات وتفاؤل بالمستقبل" عنوانا لهذه الندوة يحمل معاني عديدة لنجاح تجربة الشراكة بين الرجل والمرأة في تونس التي اضحت مثالا يحتذى في ميدان النهوض باوضاع المرأة واثراء مكاسبها. وحضر الموكب بالخصوص عضوات الحكومة وعقيلات اعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي واعضاء الحكومة ورئيسات المنظمات النسائية بتونس.