يعتبر الدكتور مراد المكني المختص في الامراض الجلدية بمستشفى الرابطة من ضمن الاختصاصيين المتابعين لحالة قدم التونسي عن قرب.. مع هذا الدكتور كان اللقاء يقول محدثنا أن المخاطر تتفاوت حسب نوعية الحذاء تبدأ بالالتهابات وتنتهي الى حدود مضاعفات ميكانيكية مثلما يشار اليها طبيا. وتنقسم الالتهابات ما بين التهرئة والحساسية في حين تؤدي الأحذية غير المتوازنة والمتوازية الى خلل في توازن القدم قد يؤدي لدى بعض المرضى الى مضاعفات خطيرة جدا فضلا عن الاعوجاج الدائم في الساقين. 3700 مادة مسبّبة للحساسية هذا وقد قامت المراكز العلمية والدوائر المختصة في العالم وفقا للدكتور المكني بحصر قائمة المواد المسبّبة للحساسية في العالم في قائمة تضم 3700 مادة.. وهي مواد تستعمل خاصة في صنع المطاط والجلد والألوان واللصاق والفرشة والجوارب وهي مواد تنحلّ تلقائيا بمساعدة بعض المسبّبات البشرية أو البيئية مثل ارتفاع حرارة القدم أو كثرة تعرّقها عند ممارسة الرياضة أو طبعا بفعل النوعية الرديئة للحذاء التي تيسر الانحلال التلقائي لتلك المواد وتحلّل المادة المسببة للحساسية في العرق وتؤدي الى إصابة السّاق ببعض الامراض التي تتفاوت ما بين التهرئة والإصابة بالحساسية. التهرئة والحساسية الإصابة بالتهرئة هي جماعية ولا يسلم منها أي أحد في صورة ما اذا كان الحذاء من النوعية التي لا تحترم المواصفات الدنيا وفقا للدكتور المكني وتعتبر هذه الإصابة أي التهرئة (Irritation) أقل الإصابات خطورة في سلم المضاعفات الصحية التي يمكن أن يتسبب بها حذاء أو جورب لا يحترم المواصفات ولكن الإصابة الأخطر هي الحساسية التي لا يصاب بها إلا الشخص الذي لديه حساسية مفرطة تجاه مكوّن من مكونات الحذاء أو الجورب وذلك بفعل ملامسة الساق لذلك المكون وبالتالي فهي من صنف الحساسية الناجمة عن اللّمس مباشرة.. ومن الضروري الإشارة في هذا الخصوص إلى أنه ليس من البديهي أن الحذاء أو الجورب الذي يسبّب حساسية لدى شخص ما يمكن أن يسبّب نفس المضاعفات لدى شخص آخر بحكم اختلاف تفاعلات الجسم إزاء تلك المكونات بين سائر البشر. خلل في توازن القدم وقد تسببت نوعية الأحذية والجوارب المتحدث عنها خللا في توازن القدم حسب الدكتور المكني.. ذلك أنه يشترط في الحذاء أن يكون متوازنا ومتوازيا حتى يكون ارتكاز القدم كاملا وشاملا لأن الضيق أو الانخفاض في جانب من جوانبه قد يكون سببا في عدم توازن القدم وبالتالي ظهور مسامير (عين حوتة) بحكم أن الجلدة مثلما يقول محدثنا تحتمي ضد الوزن والحكّة بارتفاع سمك الطبقة القرنية الخارجية وهو ما يؤدي الى ظهور تلك المسامير ..غير أن جانب الخطورة في هذه المسألة يرتفع لدى مرض السكري الذين يتراجع لديهم الادراك الحسي بما يحصل في القدم بسبب تلف الاعصاب الحسية الطرفية الناجمة عن الاصابة بالسكري.. فهم لا يحسّون بتآكل المسامير الأمر الذي يمكن أن يؤدي بمرور الوقت الى مضاعفات خطيرة قد تصل الى بتر الساق. نصائح وإضافة لمرضى السكري يوجد بعض الناس الذين يشتكون من الإصابة بإعوجاج في الساقين ويرى الدكتور المكني أنه من شأن تلك الأحذية التي لا تتوفر فيها الشروط والمواصفات الصحية اللازمة أن تزيد في تعكير الاصابة التي يعانون منها فضلا عن ظهور الالتهابات والقشور والحويصلات والبثور.. ونفس الأمر قد تتسبب فيه الجوارب كذلك إذا لم يتم اختيارها بعناية حيث أن انكماشا بسيطا قد يفرز نفس المضاعفات السلبية لما يحدث مع الحذاء وللتوقي من كل ذلك ينصح الدكتور المكني المستهلك وخاصة من يعاني من بعض الامراض كمرض السكري مثلا باختيار نوعية جيدة من الأحذية وتفقّد الأحذية بإستمرار وبصفة منتظمة وذلك بتمرير اليد داخلها مع الحرص عند شراء الأحذية على أن يكون ذلك آخر اليوم عندما تكون السّاق منتفخة خلافا لما تكون عليه صباحا إضافة لضرورة اختيار أحذية مرنة وواقية لكامل الساق.