برغم إصرار القيادة النقابية للاتحاد العام التونسي للشغل، على تأكيد استقلالية المنظمة بكل هياكلها عن كل الأحزاب والحساسيات السياسية، وبالتالي تخليص الممارسة النقابية من كل توظيف سياسي، فإنه مع كل موعد انتخابي يشتد التنافس بين النقابيين ولا تغيب «السياسة» في تصنيف هذا النقابي أو ذاك أو في التحكم في التحالفات. وبعيدا عن الانتماءات السياسية، فإن تجديد الهياكل النقابية تتسم دائما بالتنافس والحيوية، ولم يخرج المؤتمر الجهوي للشغل بتونس الذي انعقد يوم السبت المنقضي عن هذه القاعدة بل أكدها وزاد في تدعيمها. كل المهتمين بالشأن النقابي لاحظوا خلال الأيام الفارطة حيوية كبيرة في أروقة الاتحاد وساحة محمد علي، وذلك يفسر أساسا بموقع ومكانة الاتحاد الجهوي بتونس في جسم المنظمة النقابية، سواء من حيث الجانب الهيكلي والتنظيمي أو كذلك من رسم التوجهات والخيارات، فجهة تونس، تعد الأكبر وزنا وأحد الأطراف المؤثرة والتي تعطيها المركزية النقابية أهمية بالغة، تجعل من مؤتمرها يرتقي من حيث الأهمية الى لعب دور بارز ومؤثر في المؤتمر العام، فمن حيث الأرقام فإن جهة تونس تضمّ حوالي 80 ألف منخرط ويصل عدد نوابه في المؤتمر العام الى قرابة 130 نائبا. كما تتقاطع هياكل وأطر الاتحاد الجهوي بتونس، العديد من التصورات والحساسيات السياسية، بالإضافة الى ارتباطها بقطاعات ذات وزن مثل التعليم والصحة والنقل.. مؤتمر السبت 15 أوت 2009 لم يشذ عن ما سبقه من مؤتمرات، من حيث التنافس وأهمية الحضور والصراع النقابي الذي لا يخلو من خلفيات سياسية، حتى وإن بقيت «محتشمة» فكل المتابعين والمهتمين بالشأن النقابي، اعتبروا وأن فوز قائمة «الوحدة النقابية المناضلة» بزعامة نور الدين الطبوبي (قطاع الفلاحة)، بمثابة «تصحيح» للعمل النقابي داخل جهة تونس، فالعديد من المتابعين يعتبرون وأنها قائمة «قريبة» من تصورات وطرق عمل المركزية النقابية. م ب القائمة الفائزة 1 نور الدين الطبوبي كاتب عام 2 محمود عاشور: نظام داخلي 3 حبيب جرجير: المالية 4 نور الدين التوجاني: الإعلام 5 عبد العزيز بن عمر الدواوين 6 منصف بورزقي الدراسات 7 زياد بالأخضر: العلاقات الخارجية 8 عمر بودربالة: الصحة والسلامة المهنية 9 فاروق العياري: القطاع الخاص.