تونس الصباح تحتفل هاجر بن الشيخ أحمد المنتجة والمنشطة في إذاعة تونس الدولية بمرور 20 سنة على عملها في هذه الاذاعة، اذ دخلت هذا العالم وهي تلميذة صغيرة وقضت فيه أحلى سنوات عمرها.. ولكن حبها للمصدح لم يمنعها من مواصلة دراستها والحصول على أعلى المراتب الأكاديمية حيث أنها حاليا أستاذة جامعية تدرس القانون... عشقها لإذاعة تونس الدولية كان كبيرا وحتى عندما اضطرتها الظروف الصحية للانقطاع عن التواصل مع مستعميها، فإنها ما لبثت أن رجعت محملة بالمزيد من العمق الفكري والثقافي والود لمحبيها من مستمعي إذاعة تونس الدولية والرغبة في العطاء والمساهمة من موقعها في التعريف بالتراث اللامادي التونسي وتثقيف مستمعيها قانونيا.. هاجر بن الشيخ أحمد (ونصر هنا على الاسم الثلاثي لوجود زميلة لها تعمل في الاذاعة وتحمل نفس الاسم واللقب).. اعترفت لنا أنها تكن حبا خاصا «للروك» بكل أنواعه وللموسيقى اللاتينية و«الريغي» وبأنها لا تختار لمستعميها إلا كل ما هو راق مما يغذي الروح وينمي الحس ويمتن الثقافة ويوسع دائرة المعارف وخاصة منها القانونية.. ثلاثة برامج أما عن سؤالنا عما أعدته لشهر رمضان وهي في قناة ناطقة باللغة الفرنسية فقالت: حضرت الموسم الثالث من برنامج «فلانري» (تجوال) ويتمحور حول الثراث المعماري الاسلامي في دول البحر المتوسط، فبعد أن عرفت بمدن فاس والأندلس والقاهرة وبعض مدن تركيا، زرت قصبة الجزائر وكذلك مكناس، وهي احدى عواصم المملكة المغربية وتحدثت عن أهم ما فيها من معالم.. عرفت أيضا ومنذ بداية أيام رمضان بمعالم بعض المدن التونسية كمدينة صفاقسوتونس العاصمة.. برنامجي هذا يبث يوميا على الساعة السادسة والربع مساء.. وزيادة عن هذا لي حصة أسبوعية تبث كل يوم اثنين على الساعة العاشرة صباحا بعنوان «لا يعذر أحد لجهله للقانون» وهي حصة قانونية اختار موضوعها من الظواهر الاجتماعية ومشاغل الناس كموضوع الاشتراك في الملكية بين الرجل والمرأة.. أو موضوع الخدمة الوطنية وقد عملت على أن تكون المواضيع التي أتطرق اليها في رمضان من صميم ما يشهده من أحداث وظواهر كموضوع حقوق المستهلك والاشهار والترفيع في الأسعار من الناحية القانونية.. أعددت كذلك برنامجا ثالثا، لكنه لم يدخل في شبكة رمضان نظرا لما شهدته هذه السنة من ثراء وكثرة مواضيع وسأهتم فيه بالتراث الشفاهي والتقليدي التونسي وستهتم الحصة الاولى ب«سيرك عمار» والثانية عن عاداتنا المطبخية في الحفلات والعولة كطريقة لحفظ الأكل.. * هل يؤثر رمضان على عملك؟ رمضان لا يؤثر فيّ، بالعكس ازداد خلالها نشاطا وحيوية ولكن تقلقني تصرفات يصر البعض من الناس على اتيانها في رمضان، ولا ضرورة لها البتة فيتسببون في تعطيل مصالح الناس والنرفزة.. وتعطيل حركة المرور.. تكويني ينعكس بالضرورة على اختياراتي * هل تؤثر ميولاتك وتكوينك الآكاديمي في نوعية برامجك وطريقة اعدادك وتقديمك لها؟.. لقد درست الحقوق والعلوم السياسية وأنا حاليا عضوة في «الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري» وعدد من الجمعيات القانونية داخل تونس وخارجها، كما أني باحثة وقد انجزت العديد من الدراسات ونشرت البحوث في مجال تكويني، وهذا ينعكس بالضرورة على اختياراتي وطريقة عملي.. وكما أن حبي للاذاعة جعلني أحرص على التوفيق بين عملي وهوايتي، فإن تكويني الأكاديمي هذا جعلني أفهم ما يمكن أن يفيد المستمع وما يمكن أن أساعد به.. أما بالنسبة الى اشتغالي على التراث، فأنا مغرمة بهذا المجال وأرغب في حفظه من الاندثار والتعريف به خارج حدود الوطن سواء كان ذلك على موجات الأثير أو عن طريق الأقراص المضغوطة.. وغرامي بالتراث ساعدني على تحقيق 85 ريبورتاجا لبرنامج «نسمة صباح» محورها التراث اللامادي للمدينة العتيقة وذلك خلال موسمي 2000 2002.. أكره التمطيط والرتابة * أية علاقة تربطك بمستمعيك؟ المستمعون أصدقائي وطلبتي وزملائي والبقية هم المعجبون الذين كانت تربطني بهم مراسلات تأتي عابقة بشتى روائح الورود والقرنفل ومعطرة بأجود أنواع العطور.. يبوحون لي فيها بأخص خصوصياتهم، فأعرفهم حال تدخلهم في برامجي المباشرة.. أما الآن فأصبحت أتواصل معهم عبر «الفيسبوك» وال«فان بيدج» (صفحة المعجبين).. * ما رأيك فيما يقدم على قنواتنا من برامج؟ في العادة أنا لا أجد الوقت لمتابعة برامج الفضائيات، أما في رمضان فإني أتابع برامج «قناة7» تضامنا وتشجيعا للانتاج المحلي والوطني، وأضفت لها مؤخرا قناة «نسمة» مع الاستماع الى بقية برامج الاذاعة الدولية وبرامج زملائي المنشطين في بقية الاذاعات وخاصة منها الجهوية.. ولكنني مستاءة من تمطيط بعض احداث المسلسلات ورتابتها، وإضافة أجزاء ثانية وثالثة.. والى أعمال كان المفروض أن تتم منذ حلقاتها الاولى.. * يقال أن إذاعة تونس الدولية تسترجع الاهتمام، فما رأيك؟ أعتقد أن الاهتمام لم ينقص ولكن عدد المستمعين هو الذي نقص بعد أن وجدت الاذاعات الجهوية والخاصة والاذاعات على الواب، ومع هذا حافظت إذاعة تونس الدولية على مستمعيها وهم النخبة النيرة في البلاد.. أما اذا كانت هناك رجعة للمستمعين، فلأن اذاعتنا حافظت على نوعية معينة من الموسيقى وعلى مستوى عال من جودة الحصص وطريقة الاعداد والتقديم واحترام الآخر.