تقاعد المربين .. الشغور.. وإرباك المؤسسات التربوية تونس الصباح ينتظر أن تبلغ وزارة التربية والتكوين مع بداية السنة الدراسية القادمة، عددا من المربين من معلمين وأساتذة ببلوغهم سن التقاعد، وإحالتهم عليه. وهي عملية تتم في بداية كل سنة دراسية جديدة علي اعتبار أن بلوغ مرحلة التقاعد قانونا تنتهي مع بداية سنة دراسية جديدة. هذه القائمة من المتقاعدين وحسب مصادر نقابية تطول وتقصر من سنة إلى أخرى، على اعتبار عدد الذين بلغوا سن التقاعد في كل سنة لا يمكن حصره بسهولة، وهم لا يتم إعلامهم بذلك إلا في آخر لحظة. لكن على أية حال فإنه يشار إلى أن عددهم يكون متراوحا بين 500 مرب إلى حدود 800 في كل المراحل التعليمية. لكن ودون شك فأن انسحابهم من الحقل التربوي يخلف فراغا، ويخلق حالة إرباك في العديد من المؤسسات التربوية، نتيجة الشغور الذي يحصل من وراء ذلك، خاصة أن حصول هذا الشغور يكون في فترة حساسة جدا قد عاد فيها التلاميذ إلى الدراسة. مصادر وزارة التربية والتكوين أفادت أن الأمر يعالج في كل سنة بدقة، وهو لا يشمل سلك المعلمين والأساتذة فقط، بل يطال أيضا الخطط الإدارية، وعلى وجه الخصوص مديري المدارس الابتدائية والثانوية والإعدادية. وأشارت هذه المصادر إلى أن معالجة أمر الشغور تتم في كل سنة، ويقع أخذ الاحتياطات بتحديد تسميات جديدة مسبقة، أو بسد الشغور بناء على حركة النقل التي تحصل بشكل ظرفي أو دوري، وكذلك بناءا على الترقيات التي تتم حسب الملفات. كما بينت مصادرنا أن الشغور الذي يحصل جراء بلوغ بعض المربين سن التقاعد يتم سده بسهولة، وذلك نتيجة مطالب النقل التي لا يقع تلبيتها في ما بعد حركة النقل الرئيسية أو الثانوية ذات البعد الإنساني. لكن الثابت أن هذا التعامل مع الشغور الذي يخلفه المتقاعدون من الحقل التربوي، يكون في بعض الحالات صعبا، ولا يقع ملؤه أو سده بسهولة وهو أيضا غير سريع، خاصة في المرحلة الثانوية الإعدادية، على اعتبار أن سد الشغور يكون حسب حاجة المؤسسة، فأحيانا يكون المطلوب أستاذ رياضيات أو علوم أو فرنسية أو غيره من الاختصاصات، لكن يعسر الحصول على هذا الاختصاص، ويبقى التلاميذ دون أستاذ إلى أسابيع تكون أحيانا طويلة. هل يتغير القانون.. أو تتطور الإجراءات؟ ما قد يبعث على الحيرة والتعجب في هذا الجانب بالخصوص، هو الأسلوب والوقت الذي يقع فيه إشعار المربي ببلوغه سن التقاعد، فهل يعقل أن يكون ذلك مع بداية السنة الدراسية. فكيف سيكون وقع هذا الإعلام على المربي ذاته؟ وهل أن موعد الإعلان مناسبا بالنسبة للمؤسسة ووزارة الإشراف والتلاميذ؟ نعتقد أنه لا، وأنه من الأجدى، أن يتم إبلاغ المربي بالتوقف على النشاط نتيجة بلوغ سن التقاعد في متسع من الوقت، يجد هو نفسه مستعدا لذلك، وتكون المندوبية الجهوية للتعليم والمؤسسة ومديرها أيضا على علم بذلك لاتخاذ كافة التدابير في مجال التعويض وسد الفراغ الذي يحصل. فكم من مؤسسة تربوية، وكم من فصل، وعدد من التلاميذ بقوا يترقبون وصول الأستاذ أو المعلم الجديد، لكن يطول الانتظار ويبلغ أحيانا الشهر، ويصعب التعيين، ويحتار الأولياء في أمر هذا الفراغ الحاصل .. ولعل تكرر الظاهرة في كل سنة دراسية، والشغور الذي يحصل في العديد من المؤسسات، يدعو إلى مزيد إحكام عمليات الإعلان تقاعد البعض من المربين وتعويضهم بسرعة وفي متسع من الوقت.