تونس الصباح وضعيات خانقة يعيشها آلاف الطلبة الجدد هذه الأيام جراء الصعوبات التي تعترضهم للقيام بعمليات الترسيم الجامعي سواء بالمؤسسات الجامعية أو المبيتات. في الوقت الذي نشرت فيه عمليات الترسيم عن بعد مازال الترسيم «عن قرب» في المؤسسات الجامعية نفسها عملية مملة وشاقة، وهو ما أكده عدد من طلبة كلية العلوم بالمركب الجامعي بالمنار. وقال الطلبة أنه من المقرر أن يكونوا قد استأنفوا الدروس منذ مطلع هذا الأسبوع، لكن ذلك لم يحدث لأنهم لم يتمكنوا بعد من اتمام عمليات الترسيم الجامعي، وهم يلقون باللائمة على الادارة التي لم توفر لهم العدد الكافي من الأعوان ومن شبابيك الترسيم. في هذا الصدد قالت الطالبة عبير التي طالما حلمت بمدرجات الجامعة، انها مستاءة للغاية، ولم تتصور أن تبدأ حياتها الجامعية بمواجهة ضغوطات نفسية ما كان لها أن تحدث لو عملت الكلية على تكليف بعض الاداريين بمهمة استقبال الطلبة وتوجيههم. وأضافت الطالبة «حينما دخلت الجامعة صباحا أحسست بالضجر نظرا لشدة الاكتظاظ وطول صفوف الترسيم، وقد قضيت أكثر من ساعة أجوب القاعات وأتحول بين الشبابيك بحثا عن الطابور الذي يجب عليّ أن أقف فيه لاتمام اجراءات الترسيم، وحتى حينما طلبت النصح من أحد أعوان الادارة ليوجهني الى المكان الذي يتعين عليّ الوقوف فيه فقد أخطأ في ارشادي وتبدد الوقت فيما لا يعني. وعابت عبير على بقية الطلبة عدم قدرتهم على الاصطفاف وقالت «إن ما حز في نفسي هو أن اكتشف أن طلبة لهم مستوى جامعي لا يحترمون بعضهم ولا يلتزمون بالاصطفاف في الطابور، وهو نفس ما لاحظته الطالبة إيمان التي تحدثت بدورها عن صعوبات الترسيم وعن كثرة الوثائق المطلوبة. وفي نفس السياق اضطرت الطالبة هناء الى تأجيل الترسيم رغم معاناة الوقت طويلا في طابور ذلك لأنها اكتشفت في آخر لحظة أن وثائقها منقوصة. وعبر عدد من الطلبة عن مخاوفهم من فقدان حقهم في السكن الجامعي جراء التأخير في الترسيم بالكلية. ومن الاشكاليات الاخرى التي حدثنا عنها بعض الطلبة في الترسيم بالمبيتات الجامعية، وقالوا انه تم توجيههم الى مبيتات لا يرغبون في الاقامة فيها ويريدون الانتقال الى أخرى حيث يقيم أصدقاؤهم.. وقال زياد «اعتقدت في البداية أن الحصول على نقلة أمر ممكن لكن تبين أنه شبه مستحيل». وعبّر الطالب عن رغبته في الاقامة في نفس المبيت الذي يقيم فيه شقيقه الطالب بكلية الآداب. اشكاليات أخرى تحدث الطلبة الجدد عن صعوبات اخرى قالوا انها نغّصت عليهم فرحة دخول الجامعة، ولعل أهمها معضلة النقل الجامعي، وبينوا أنهم لم يتعودوا على امتطاء وسائل نقل مكتظة جدا ويصعب فيها جمع الأنفاس. وطالب كل من فراس وعلاء ورضوان بتوفير سفرات اضافية لنقل الطلبة ودعا زياد الى اضافة خطوط جديدة تربط بين الأحواز ومركب المنار.. وقال «لا يعقل أن يقضي الطالب يوميا ثلاث ساعات في وسائل النقل العمومي.. فكيف له أن يركز في القسم، وكيف باستطاعته أن يقضي يومه وقد أصبح على خصومة بين راكبين في القطار واخرى بين القابض والحريف في الحافلة. واقترحت إيمان فتح مجال النقل الجامعي لشركات النقل الخاصة ورأت أن هذا الأمر سيكون مناسبا لعدد كبير من الطلبة الذين لا تعوزهم امكانيات التنقل على حسابهم الخاص. وبالاضافة الى مشكل النقل الجامعي أثار الطلبة الجدد مسألة جداول الأوقات وقالوا أن توزيع الدروس لم يرق لهم لأنهم يضطرون الى اضاعة الوقت في الساحة والمشرب. وهو يرون أنه من الأفضل تجميع حصص التدريس ليكون لهم متسع من الوقت في منازلهم أو في المبيتات الجامعية. واقترح عدد من الطلبة تكثيف عدد قاعات المراجعة بالكلية وتجهيزها بحواسيب وربطها بشبكة الأنترنات. واقترح فراس مراجعة توقيت انطلاق الدروس من الثامنة صباحا الى التاسعة صباحا.