تعتبر فترة التربص بالنسبة إلى الطلبة أثناء المرحلة النهائية من الدراسة الجامعية فرصة يتمكنون خلالها من تطبيق كل ما هو نظري في مجال الدراسة الأكاديمي على أرض الواقع لإكتساب الخبرة والاستفادة من الميدان العملي. إلا أن عديد الصعوبات والمشاكل تواجه هؤلاء الطلبة في القيام بهذه التربصات. "التونسية" بحثت في هذا الأمر لتستجلي أهم المشاكل التي تواجههم * صعوبات من قبل إدارة الكلية الطالبة فتحية(23 سنة اختصاص اسبانية) تقول "لقد تعبت كثيرا في البحث عن مؤسسة للقيام بتربص في مجال اختصاصي حيث واجهتُ عديد الصعوبات من قبل إدارة الكلّية التي لم تساعدنا في التوجّه إلى مؤسسات خاصة لإجراء تربّص آخر السنة, فقد اكتفت الإدارة بتكليفنا بتربّص نقوم به في وقت مضبوط لا يمكن تجاوزه لتقديم التقرير الميداني الذي سيحتسب كعدد في الامتحان النهائي مما زاد في توتري خصوصا مع مرور الوقت وأنا مازلت أبحث عن موافقة أية مؤسسة كانت في أي مجال لإجراء تربصّي.." تربص في غير مجال التخصص منى(21 سنة طالبة تجارة إعلامية) أبدت رأيها في الموضوع بكل انزعاج وغضب فقالت:" لا أعرف كيف يمكن للمؤسسة التعليمية أن تتركنا نتحمل مسؤولية البحث عن مؤسسة للقيام بالتربص دون أن تكلف نفسها عناء التنسيق مع مؤسسات تهمّ مجال اختصاصنا..فالتربص يعد فرصة مهمة أمام الطالب لتطبيق كل ما هو نظري في المجال الدراسي وفق اختصاصه ولما تعذّر عليّ القيام بتربّص في مؤسسة تهم مجال تخصصي وجدت نفسي مضطرة إلى القيام به في مجال آخر بعيد كل البعد عما درسته في الجامعة كما أنني لم أجد الترحيب الذي كنت أتصوره من قبل بعض المؤسسات.." * تربّص دون استفادة... سمير(24 سنة اختصاص محاسبة وجباية), يقول:" إن إجراء التربّص يتطلب من الطالب أن يكون محبّا لمجال اختصاصه حتى يتمكن منه جيدا دون ضغوطات ولكن بعض المؤسسات المؤهلة لقبول المتربّص لا نستفيد منها أي شيء فهي تهتم بالمتربص من حيث التأطير, فأنا أذهب يوميا إلى مؤسسة التربص وأعود منها دون إفادة تذكر فعندما تلجأ إلى أحدهم في المؤسسة الحاضنة للتربص ليوضّح لك بعض متعلقات العمل لا يفيدك بشيء فقط يقدم لك بعض المطبوعات ذات طابع إداري ويقول لك اقرأ محتواها و...بطريقة غريبة تشعرك بأنه غير مرغوب فيك نوعا ما..أنا أريد أن أمارس تربّصي على أرض الواقع وأعرف كل صغيرة وكبيرة لا أن أتحصل على شهادة تثبت قيامي بالتربص وأجد نفسي غير مستفيد وغير متكّون في مجال اختصاصي..هذه الطريقة غير مجّدية حتى يدخل الطالب معترك سوق الشغل.." *تربصات تضرّ بنفسية الطالب... حاتم(25 سنة طالب. اختصاص كيمياء دقيقة) يعتبر أن السنوات النهائية في الدراسة الجامعية حساسة للغاية وحرجة في نفس الوقت خصوصا حينما تواجه الطالب معضلات عند إجراء التربص..ويقول:"غياب التنسيق بين إدارة المعهد العالي الذي يدرس به الطالب وبين مؤسسات التربص, يفقد التربّص معناه, فعندما يقع توجيه الطالب إلى مؤسسة معينة يجد نفسه في بعض الأحيان غير مسجّل بقائمة المتربصين لديهم مما يضطره إلى توفير بعض الوثائق الأخرى والتي يتسلمها من الإدارة لإتمام الملفّ الخاصّ بالتربّص فيلجأ من جديد إلى إدارة المعهد أو الجامعة لكنّه يفاجأ بغياب الموظفين المكلفين بتلك الوثائق..لتتواصل عمليات المماطلة التي تستنفذ وقت الطالب مما يزيد الضغط النفسي عليه..كما أن كلفة كراء منزل لقضاء مدة 15 يوما في التربص بالنسبة إلى الطلبة غير المقيمين بالعاصمة ترهق هؤلاء الطلبة في ظلّ الظروف المادية الصعبة التي يمرّون بها وهو ما ينعكس سلبا على نتائجهم الدراسية خصوصا مع اقتراب الامتحانات النهائية. * إغلاق المبيت في فترة التربص تقوى الفالحي (23 سنة اختصاص صحافة وعلوم الإخبار) اضطرت إلى تأجيل موعد القيام بتربصها مبررة ذلك بقولها:"حقيقة كنت أنوي إجراء تربصي في عطلة الشتاء الماضية إلا أنني فضلت القيام به في عطلة الربيع لرغبتي في إجرائه بمؤسسة التلفزة ولكن لم تقبلن إدارة هذه المؤسسة, فوجهتّني إدارة المعهد إلى الإدارة العامة للإعلام بأريانة ونظرا لبعد المسافة وصعوبات التنقل اخترت إجراء تربصي في مجال اختصاصي الدراسي بإحدى الصحف الالكترونية ولكن لم يتم ذلك إلا بعد عناء طويل مع إدارة المعهد لاستبدال إجراءات النقلة ولكن الصعوبات لم تقف عند هذا الحد إذ واجهتُ صعوبات على مستوى السكن لأن المبيت تم إغلاقه خلال العطلة..وكان من الممكن تفهم ظروف الطلبة من قبل إدارة المبيتات الجامعية..لذا بقيت أتنقل في كل مرة لأقطن مع إحدى صديقاتي حتى نهاية فترة تربصي.." * مبرّرات غلق المبيتات أثناء العطلة حاولنا البحث عن الأسباب الكامنة وراء غلق بعض المبيتات الجامعية العمومية أبوابها خلال عطلة الربيع أو غلق المبيتات خلال الأسبوع الأول من نفس العطلة مما يضطر بعض الطلبة إلى تأجيل تربصهم أو اختيار حل اضطراري..اتصلنا بأحد المسؤولين عن المبيت الجامعي "الطالبات" بمنوبة فأكد لنا بأنّ إغلاق المبيت خلال الأسبوع الأول من العطلة يعود بالأساس إلى القيام بعملية الصيانة لبعض الغرف إضافة إلى تطهير هذه الغرف لتجنب الأمراض المعدية بهدف حماية الطلبة..و بغض النظر عن هذه المبررات فإن المبيت الجامعي يبقى الفضاء الأنسب لإحتضان الطلبة في أ,قات العطل لإجراء تربّصاتهم في أفضل الظروف....