تونس-الصباح قدم السيد أحمد الإينوبلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي يوم أمس ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية - المقرر تنظيمها يوم 25 أكتوبر القادم - أمام المجلس الدستوري الكائن مقره بجهة باردو بالعاصمة. وقد رافق الاينوبلي ثلة من إطارات الحزب ومناضليه، واعضاء المكتب السياسي.. وقال الاينوبلي في كلمة ألقاها بمقر المجلس الدستوري بأن ترشحه يتنزل " في سياق الرهان السياسي والحضاري لحزبنا". وأضاف بأن الرهان السياسي للحزب هو "التطلع إلى المساهمة في فتح الأفق نحو جيل جديد من الإصلاحات، بما يفسح المجال أمام المراكمة الدستورية والسياسية من أجل جمهورية برلمانية تتدعم فيها أركان النظام الديمقراطي وتسود فيها المساواة بين الجهات والعدل بين الفئات، والتواصل بين الأجيال". قبل أن يواصل قوله بأن الرهان الحضاري للحزب يتمثل "في دعوة شعبنا العربي في تونس والعمل معه للحفاظ على أصالة هويتنا الحضارية والعربية الإسلامية، وصيانتها من كل تغريب او تخريب." وبين أحمد الاينوبلي، بأنه ترشح لدعوة "شعبنا لأن يكون منحازا دوما لقضايا الأمة العربية عاملا مع كافة شعوبها لأجل تحقيق مشروع نهضتها ووحدتها الاقتصادية والثقافية والسياسية ومناصرا لخط مقاومتها في مواجهة الاغتصاب الصهيوني لفلسطين والاحتلال والهيمنة في العراق وفي كل أرض عربية من المحيط إلى الخليج". مواجهة قوى الشد إلى الخلف وأضاف بأنه ترشح لدعوة الشعب التونسي "كي يكون على خط الممانعة سياسيا وحضاريا في مواجهة قوى الشد إلى الخلف وطوابير الإلحاق والتغريب والانبتات متصديا لكل القوى الساعية إلى انتهاك السيادة الوطنية، متشبثين في الآن نفسه بخيارنا التقدمي المرتكز على قيم العدل الاجتماعي والعقلانية والحداثة". وختم قوله بأن تحقيق تلك الرهانات "يدعمه خيار واع وعميق بقاعدة الحوار الوطني والتوافق البناء من أجل خلق مراكمة سياسية وحضارية تحصن المكاسب والمنجزات وتتجاوز مواطن القصور والهنات، هدفنا الأول مزيدا من النماء والازدهار لوطننا العزيز." يذكر أن الحزب الديمقراطي الوحدوي -الحزب التونسي المعارض ذا التوجهات القومية العربية- قد رشح في شهر أكتوبر من السنة الماضية أمينه العام أحمد الاينوبلي للمنافسة في سباق الانتخابات الرئاسية. علما وأن الوحدوي شارك في كل الانتخابات التشريعية التي نظمت في تونس منذ 1989. وشارك عام 1999 بمرشح في الانتخابات الرئاسية، وحصل على نسبة لم تتعد 1% من اصوات الناخبين في ذلك الوقت. ثاني مرشح من المعارضة للرئاسية ويتولى الإينوبلي الأمانة العامة للحزب منذ 2003، وهو من مواليد أكتوبر 1958 بجندوبة، وينحدر من عائلة شاركت في مقاومة الاحتلال الفرنسي. والإينوبلي خريج كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، وحاصل على شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة، ومحام لدى المحاكم التونسية منذ ماي 1995. وقد بدأ حياته السياسية مناضلا في الحركة الطلابية، ثم التحق بالوحدوي سنة 1992 وتحمل تباعا عدة مسؤوليات من كاتب عام جامعة جندوبة من 1994 إلى 1999، وعضو المكتب السياسي المكلف بالنظام الداخلي خلال نفس الفترة تقريبا، قبل أن يتم انتخابه امينا عاما للحزب لفترة انتقالية من سبتمبر 2004 إلى مارس 2006، ثم ينتخب في نفس الخطة في المؤتمر الرابع للحزب منذ مارس 2006. ويعتبر الاينوبلي المرشح الثاني من بين مرشحي الأحزاب المعارصة في تونس الذي يقدم ملف ترشحه إلى المجلس الدستوري، وذلك بعد السيد محمد بوشيحة أمين حزب الوحدة الشعبية.