بيان السيد أحمد الإينوبلي الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بمناسبة تقديم ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية يوم 09 -09 -2009 بسم الله الرّحمان الرّحيم في هذه المرحلة من تاريخ تونس السياسي يتقدم حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي أتولى صلبه مسؤولية الأمانة العامة بترشيحي للانتخابات الرئاسية أكتوبر 2009 وإذ أعبر عن شديد امتناني لإطارات الحزب ومناضليه على هذه الثقة وعلى روح المسؤولية الوطنية العالية التي عبروا عنها فإني أؤكد بهذه المناسبة على أنه عهد نقطعه مع شعبنا في تونس المتطلع دوما إلى حياة سياسية متطورة على أن حزبنا ومن منطلق وطني أصيل ونهج وحدوي عربي طموح وأفق إنساني رحب ينتصر للنظام الجمهوري وقيمه الديمقراطية العتيدة وسيعمل جنبا إلى جنب مع كل القوى الوطنية من أجل مستقبل أرقى لتونس ولنظامها الجمهوري.
إنّ ترشّحنا وكما أكدنا على ذلك في مناسبات عديدة يتنزّل في سياق الرّهان السياسي والحضاري لحزبنا . أمّا رهاننا السياسي فإنه يتطلّع إلى المساهمة في فتح الأفق نحو جيل جديد من الإصلاحات بما يفسح المجال أمام المراكمة الدستورية والسياسية من أجل جمهورية برلمانية تتدعّم فيها أركان النظام الديمقراطي وتسود فيها المساواة بين الجهات والعدل بين الفئات والتواصل بين الأجيال مرجعيتنا في ذلك الرصيد النضالي للحركة الوطنيّة والتحريريّة وفكر روّاد حركة الإصلاح الوطني ورجالاتها المخلصون. أمّا رهاننا الحضاري فإنّه يتمثل في دعوة شعبنا العربي في تونس والعمل معه للحفاظ على أصالة هويّتنا الحضاريّة العربيّة الإسلاميّة وصيانتها من كل تغريب أو تخريب. حضارتنا التي احتضنتها تونسالقيروان ونمّتها وأشعّت بها على كامل منطقة شمال إفريقيا والحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط وما تزال خير حافظ لكيانها وأخصب مصدر لأدوارها القادمة مغاربيا وعربيا ومتوسّطيا. كما ترشّحنا لندعو شعبنا لأن يكون منحازا دوما لقضايا الأمّة العربية عاملا مع كافّة شعوبها لأجل تحقيق مشروع نهضتها ووحدتها الاقتصادية والثقافية والسياسية ومناصرا لخطّ مقاومتها في مواجهة الاغتصاب الصهيوني لفلسطين والاحتلال و الهيمنة في العراق وفي كل أرض عربية من المحيط إلى الخليج. ترشّحنا لندعو شعبنا في تونس لكي يكون على خطّ الممانعة سياسيا وحضاريا في مواجهة قوى الشدّ إلى الخلف وطوابير الإلحاق والتّغريب والانبتات متصدّيا لكلّ القوى السّاعية إلى انتهاك السيادة الوطنية متشبّثين في الآن نفسه بخيارنا التقدّمي المرتكز على قيم العدل الاجتماعي والعقلانية والحداثة . ترشّحنا لنؤكّد انتصارنا لقوى التحرّر في العالم وللمناضلين في سبيل علاقات دولية تقوم على العدل والمساواة واحترام هويّات الشعوب وسيادة دولها على أوطانها إنّ عملنا من أجل تحقيق هذه الرهانات في أبعادها المتعدّدة يقوده ويدعمه خيار واع وعميق بقاعدة الحوار الوطني والتوافق البنّاء من أجل خلق مراكمة سياسّية وحضارية تحصّن المكاسب والمنجزات وتتجاوز مواطن القصور والهنات هدفنا الأول والأخير مزيدا من النماء والازدهار لوطننا العزيز. تلكم رهاناتنا وذلك خيارنا ونحن حريصون على الوفاء لها في مجمل برنامجنا الانتخابي وفي مسيرة نضالنا الحزبي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته