قبلي الصباح شهدت منطقة أولاد محمد التابعة لولاية قبلي يوم الخميس الفارط فاجعة خلفت الحيرة والذهول في نفوس الأهالي. حيث سجلت يوم الخميس 3سبتمبر الجاري جريمة قتل فظيعة في شهر التسامح تمثلت في اقدام شاب في عقده الثالث على إزهاق روح جدته بشاقور. ولما أدرك الجاني خطورة ما أقدم عليه ندم على صنيعه فلاذ بالفرار إلى إحدى الواحات المجاورة حيث حاول الانتحار الا انه تم إنقاذه وزج به في السجن. يقول السيد محمد بن حسن وهو ابن الفقيدة ووالد القاتل :لقد حلت بنا كارثة كبرى فيو م الخميس الأسود بالنسبة لي والعائلة كلها وحوالي الساعة الثانية بعد الزوال كنت نائما لما استيقظت على صيحات ابنتي فهرعت أجري صوب الصوت فوجدت والدتي لامعة تسبح في بركة من الدماء فلم أفكر في أي شيء سوى أن احملها إلى المستشفى وإنقاذها لانها كانت في حالة خطيرة جدا والدم ينزف من رأسها بغزارة وعندما وصلت إلى المستشفى حاول الاطار الطبي إسعافها إلا أن الإصابات كانت عميقة جدا فقد تهشم رأسها بالكامل ولم يكن ممكنا رتق الجروح او جبر الكسور فتم حملها إلى مستشفى الحبيب بورقيبة بصفا قس لكنها لفظت انفاسها الاخيرة قبل الوصول إليه. أسباب الجريمة ويتوقف المسكين يستجمع شتات أفكاره ثم يواصل سرد تفاصيل الفاجعة قائلا :القتيلة والدتي والقاتل ابني وكلاهما جزء لا يتجزأ مني فابني كان عاديا في شخصيته وفي تصرفاته لكنه عندما فشل في دراسته الجامعية أصبح عدوانيا ازاء ا لجميع فقد سبق له أن ضربني وتقدمت بشكاية ضده وأوقف على ذمة التحقيق وحكم عليه بالسجن مدة ثلاث سنوات إلا أن والدتي رحمها الله كانت السبب في ان أعفو عنه فقدمت وثيقة إسقاط دعوى لكن تصرفاته تطورت إلى الاسوا فأصبح لا يتوانى عن ضرب أخته وأمه وحتى جدته وكان يكن كراهية للجميع وتراه دائما منطويا على نفسه و لا يخالط أحدا ويفضل الانعزال ويوم الواقعة دخل المنزل خفية فوجد جدته نائمة وبما انه يتربص بالجميع وكرهه لجدته فاق الحد فقد التقط شاقورا من ساحة المنزل ثم رجع إليها وانهال عليها به على رأسها ثم لاذ بالفرار إلى وجهة غير معلومة يواصل محدثنا كلامه: في الوقت الذي حصلت فيه الجريمة تم اعلام اعوان الامن من قبل مستشفى قبلي فتجند الجميع لالقاء القبض علىه فقام اعوان الامن بحملات تمشيط واسعة النطاق الى ان عثروا عليه مختبئا في احدى غابات المنطقة وقد احتسى كمية من الفتاك فعجلوا بحمله الى المستشفى بالجهة وتم انقاذه من موت محقق واوقف على ذمة التحقيق.ومن جهتنا علمنا ان الفرقة العدلية للحرس الوطني تولت البحث في ملابسات هذه الجريمة بمقتضى انابة عدلية صادرة عن حاكم التحقيق بابتدائية قبلي في انتظار مثوله امام دائرة المحكمة وقد اعترف الجاني بجريمته.