انتحاري يستهدف مسجدا... هجوم بسيارة مفخخة يستهدف زوار احد المساجد... انتحاري يستهدف سوقا شعبيا... تتشابه العناوين وتتشابه معها تفاصيل الاحداث الماساوية المتكررة التي غالبا ما يكون ضحاياها من النساء والاطفال والمدنيين الذين قادتم الصدفة الى طريق منفذ العملية في ذلك اليوم مع اختلاف بسيط ولكنه مهم وهو الذي يتعلق بالتشابه المثير في تنفيذ العمليات وزرع الموت بين الناس برغم البعد الجغرافي الفاصل بين مواقع تلك العمليات ليدفعوا بحياتهم ثمن اخطاء متراكمة وسياسات وخيارات متناقضة ليذهبوا ضحية احد المخاطرالقديمة الجديدة التي باتت تستهدف الابرياء حيثما كانوا بعد ان تحولت التفجيرات والهجومات الانتحارية الى سلاح مسلط على الرقاب لا يفرق بين مدني وعسكري ولا بين مسيحي او مسلم ولا بين شيعي او سني ولابين كردي او عربي شيعي وسيول الدماء ذلك المشهد المتكرر من العراق الى افغانستان الى باكستان واليمن والصومال. بالامس كانوا يتسوقون استعدادا للعيد عندما وقع الانفجارمستهدفا هذه المرة احد الاسواق الشعبية في مدينة كورهات شمال غرب باكستان ليصادر فرح عشرات العائلات التي استفاقت فجاة على وقع الماساة وعلى وقع المشهد الدموي المتكررمع سيول الدماء واشلاء الضحايا المتناثرة على الطرقات لنساء واطفال خرجوا لاقتناء هدايا العيد فكانت تلك النهاية البشعة في انتظارهم دون ان يكون لهم من ذنب سوى انهم تواجدوا في المكان الخطا في الوقت الخطا ليضافوا بذلك الى القائمة الطويلة لضحايا التفجيرات والعمليات الانتحارية التي باتت تجد لها في استهداف المساجد والمدارس والمستشفيات ودورالعبادة والمقدسات والاسواق الشعبية هدفا سهلا يسهل التسلل اليها بين حشود العامة ومن شانها ان تستاثر لاحقا باهتمام اعلامي واسع وان تكون سببا لنشر الخوف والرعب في النفوس ومنطلقا لممارسة الضغوطات على الحكومات المعنية وتحقيق مكاسب سياسية وامنية قد تختلف باختلاف الطرف او الاطراف التي قد تكون متورطة في تلك العمليات... لقد اعاد مشهد الامس الذي عاشت على وقعه احدى المدن الباكستانية الى الاذهان اكثر من مشهد مماثل امتد من العراق الى افغانستان والصومال وشمل من قبل كل من لبنان والسعودية والجزائر ومصرو غيرها... ولعل المثير ان تتكرر تلك المشاهد في شهر رمضان المبارك الذي ينقضي مرة اخرى على وقع المزيد من المآسي والجروح مع تكرارتلك الهجمات الدامية بما يثيراكثر من نقطة استفهام بشان اصرار مخططي ومنفذي تلك العمليات على تكثيف عملياتهم خلال هذا الشهر حتى باتت مختلف استطلاعات الراي التي تسبقه تحرص على التحذير من عودة دوامة العنف النازفة لتزرع الخوف والرعب في النفوس وتثير الفوضى... قبل ثماني سنوات وعندما افاق العالم على وقع هجمات الحادي عشر من سبتمبرالتي اهتز لها العالم وتغيرت بمقتضاها خارطة العالم خرجت الاستخبارات الامريكية بتقارير رسمية مفادها ان تسعة عشر شابا عربيا من خريجي الجامعات الامريكية واصحاب الشهادات العليا يقفون وراء تلك التفجيرات وقبل ان يبدا الاعلام الامريكي في التساؤل لماذا يكرهوننا كانت بعض من وسائل الاعلام العربية تطرح بدورها اسباب وسبل مكافحة الارهاب واستئصال جذوره وتدعو الى القضاء على الفقر والحد من الفساد واصلاح النظام التربوي وتعزيز اسباب الديموقراطية وغيرها من اسباب الحكم الرشيد وقد تعددت منذ ذلك الحين الدراسات والتقارير في كيفية مكافحة العنف والقضاء على الارهاب وتعددت معها الندوات واللقاءات لتعزيز الحوار بين الحضارات والاديان ولكن المؤسف ان تلك الجهود لم تثمر استراتيجية واضحة قادرة على استئصال الورم... الخطا ليدفعوا بحياتهم ثمن اخطاء متراكمة وسياسات متناقضة وخيارات ليذهبوا ضحية احد المخاطر الجديدة التي باتت تستهدف الابراياء حيثما كانوا بعد ان تحولت التفجيرات والهجومات الانتحارية الى سلاح مسلط على الرقاب لا يفرق بين مدني وعسكري ولا بين مسيحي او مسلم ولا بين شيعي او سني ولابين كردي او عربي شيعي وسيول الدماء ذلك المشهد المتكرر من العراق الى افغانستان الى باكستان واليمن والصومال.