قبل سنوات حاصرتني مع مجموعة من المسافرين الثلوج والأمطار في مطار مدينة ليون الفرنسية طوال يوم وليلة.. بعد أن وقع تحويل وجهة طائرتنا المتجهة أصلا إلى باريس بسبب رداءة الأحوال الجوية.. وفي المطار الفرنسي عشت مع بقية المسافرين مشاهد غريبة من اضطراب طاقم المطار الاداري والامني والفوضى داخل ممثلي شركات الطيران.. بل نسي الجميع أننا في بلد أوروبي.. بسبب ما لاحظناه من فوضى وارتباك.. وهلع.. بعد الاضطرابات الفجئية للطقس.. وعشت مشاهد مماثلة لاحقا في مطارات شارديغول بباريس وهيثرو في لندن ومينيخ بألمانيا في أعقاب عواصف ثلوج وأمطار طوفانية فجئية.. حولت المطارات الفرنسية العملاقة إلى ما يشبه القرية الافريقية المنكوبة.. وبالامس رأيت مشاهد «هلع» في بعض شوارع العاصمة والمدن الداخلية بمجرد وصول الانباء المؤلمة عن سقوط ضحايا بسبب الكارثة الطبيعية التي أصابت الرديف فجأة.. وهي مشاهد تذكر بفرار الاف الموظفين والطلبة والتلاميذ بعد سماعهم صوت الرعد.. منذ فيضانات 2002 في العاصمة التي تسببت بدورها للاسف في سقوط ضحايا.. ولا شك أن من واجب كل الاطراف التزام اليقظة والعمل على الحد من فرص حصول خسائر بشرية ومادية.. فلا داعي للهلع إذن.. ولا بد من التعامل مع الازمات الفجئية بواقعية.. وبراغماتية.. .. نعم لا مبرر لتلك المشاهد خاصة أمام الدور الذي قامت به وسائل الاعلام الوطنية مركزيا وجهويا وخصوصا المحطات الاذاعية والتلفزية التي تجندت تحسبا للتقلبات المنخاية المتوقعة حيث بثت نشرات خاصة لمصالح الرصد الجوي وبرامج تنشيطية مباشرة بهدف التنبيه الى الزوابع الرعدية والامطار ومد المواطنين بالبيانات والمعطيات والنصائح لمواجهة اي طارئ اضافة الى تقديم نشرات متكاملة حول حركة المرور وحالة الطرقات وذلك بالتنسيق مع مصالح الحرس الوطني وشرطة المرور والسلط المعنية. فلتتضافر الجهود من أجل البناء والاصلاح.. عوض التهويل.. لنبن جميعا حبة حبة.. مستقبل كل جهات تونس بالكد والمحبة.. عوض اضاعة الوقت في السلوكيات العدمية.. والتورط في السلبية..