تونس الصباح يؤدي هذه الأيام أمين اللجنة الشعبية العامة للصحة والبيئة بالجماهيرية العربية الليبية السيد محمّد حجازي زيارة عمل إلى بلادنا تؤثث أجندتها عديد الجلسات الرسمية والزيارات الميدانية لمؤسسات صحية تتخللها اجتماعات لجان مختصة تشتغل على أكثر من برنامج تعاون وشراكة لبلورة مشاريع تعاون قابلة للتجسيم والإنجاز... «الصباح» التقت وزير الصحة الليبي على هامش زيارته أمس إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس لاستطلاع الخطوات القادمة في طريق دعم آفاق التعاون الثنائي والتكريس العملي لبرامج الشراكة إلى جانب آليات التنسيق المشترك في مكافحة وباء أنفلونزا الخنازير وتفعيل توصيات اللجنة المغاربية الصادرة في هذا الصدد. عراقة التعاون التونسي الليبي في المجال الصحي غنية عن التعريف، فهل من فكرة عن آفاق دعمها والمجالات التي تحظى بعناية خاصة في هذا المستوى والتي تركزون عليها مباحثاتكم خلال زيارتكم هذه؟ تحدو الرغبة الجميع لتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين وإننا نسعى في إطار جلسات العمل مع الجانب التونسي إلى وضع برنامج يتفق عليه البلدان يكون قابلاً للتنفيذ لمدة سنة على أن تقع متابعته بالتقييم ما قد تفرزه التقييمات من نقاط سلبية والعمل على تداركها ومعالجتها واعتقادنا راسخ بأن التعاون سيكون وثيقًا في عديد المجالات ومنها تدريب الإطارات الطبية وشبه الطبية وكذلك تفعيل الشراكة في قطاع الصناعات الدوائية وتطوير آلية التوأمة بين المستشفيات. توسيع علاقات التوأمة لكن ما نعرفه أن هذه التوأمة موجودة وفاعلة، فهل تعتزمون توسيع نطاق العمل بها إلى قطاعات صحية أخرى؟ فعلاً هي موجودة لكنها محدودة للغاية وعلى اعتبار أنها تهم أربع مؤسسات صحية فقط والحال أن شبكة المستشفيات في البلدين أوسع من هذا بكثير.. كما أن علاقات التوأمة تقتصر حاليًا على المصحات الخاصة وما نصبو إليه هو تعميمها على المستشفيات العمومية ونعوّل كثيرًا على هذا الجانب لمزيد تفعيل التعاون وتطويره. من جهة أخرى يطرح موضوع الرعاية الصحية الأولية كأولوية ومطلب ملحّ ليس فقط علي الصعيد المحلي أو الإقليمي بل والدولي مما يجعل مراكز الرعاية الصحية الأساسية والحاجة إلى إعادة تنظيمها وتأهيليها وبناء كوادرها هدفًا رئيسيًا لنا لتقريب الخدمات الصحية من المواطن وهو هدف مشترك بين البلدين. يتوقع أيضًا أن يكون موضوع مزيد تجويد ظروف الإحاطة بالمرضى الليبيين الوافدين على بلادنا محل متابعة واهتمام خلال زيارتكم هذه، فهل من توضيح؟ بالفعل هناك توجّه ورغبة في مزيد تطوير ظروف رعاية المرضى وتجويدها وتوجد لجنة مشتركة مكلفة بالنظر في الموضوع ودراسة سبل الإحاطة بهم في مختلف المجالات الإنتاج المشترك للأدوية الإنتاج المشترك للأدوية يشكل أحد المشاريع المطروحة في مجال التعاون بين البلدين، فماذا عن آفاق تجسيمه؟ الصناعة الدوائية توجّه هام يشكل أرضية تعاون مثمر بين البلدين في هذا القطاع الحيوي وتنكب لجنة مختصة على دراسة سبل تفعيل إقامة صناعة دوائية مشتركة لتطوير تبادل الأدوية وإنتاجها وبالتالي الحد من اللجوء إلى الخارج لتأمين حاجياتنا في مجالات معيّنة. أنفلونزا الخنازير نأتي الآن لموضوع الساعة على الصعيد القطري والدولي ويتعلق بمجابهة وباء أنفلونزا الخنازير.. هل من فكرة حول آليات التنسيق الثنائي في هذا المجال؟ منذ بروز فيروس A H1N1 استضافت الجماهيرية الليبية وزراء الصحة المغاربة وتم تحديد الخطوات الاحترازية للتوقي من تسرب المرض وانتشاره بإحكام مراقبة كافة منافذ العبور وتجهيز مراكز الإيواء والحجز الصحي. ووضعت ليبيا استراتيجية تدخّل وقائي وتحسيسي وكذلك للتحرك الميداني عند ظهور الإصابات علمًا أن عدد الحالات المؤكدة لم تتجاوز 19 حالة كلها وافدة وتعافت تمامًا. وبخصوص التنسيق الثنائي مع تونس فإنه يعتمد تبادل المعلومات، وبالإمكان مزيد تفعيله في مستوى اعتماد آلية الشراءات المشتركة للأدوية ومستلزمات التوقي مع التأكيد على أن التعاون في مختلف المجالات يسير في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين.