تونس - الصباح: يولي الاولياء اهتماما بتحضير لوازم العودة المدرسية من كتب وكراسات وملابس جديدة ويحرصون على برمجة مبلغ ثابت لتامين قائمة مستلزمات عودة ابنائهم الى مقاعد الدراسة. في خضم هذه الأجواء قد يتغافل بعض الاولياء عن تخصيص حيز زمني من اجل تهيئة ابنائهم لاسترجاع نسق الحياة الدراسية خصوصا بعد فترة الراحة وما يرافقها من نظام غذائي غير منتظم يعتمد اساسا على الحرية المطلقة في تناول الوجبات ونوعيتها. وبما ان مجمل التلاميذ يلاقون صعوبات في التأقلم مع المدرسة منذ الايام الاولى للعودة المدرسية فان رجال التعليم ينبهون الاولياء لمراعاة هذا المعطى وايلائه الاهتمام اللازم من اجل تجنب المضاعفات الجانبية لاستمرار هذا الشعور لدى التلميذ. يوضح الطبيب النفساني عماد الرقيق بان العودة المدرسية تمثل تغييرا هاما في حياة التلميذ باعتباره سينتقل من مرحلة المرح والسهر الى مرحلة الانضباط والتقيد بالوقت والعمل ويمضي قائلا «ان كل تغيير يؤثر في الشاب ويجعله مضطرابا نوعا ما في بداية السنة الدراسية قد يظهر في شكل توتر وعدم تركيز وبالامكان تجاوز هذه الوضعية بايسر السبل اذا ما استعد الشاب نفسيا لهذا الحدث باعتباره على علم مسبقا بموعد العودة الى مدارج الدراسة. اسبوع كامل لتاقلم التلميذ والطالب الاكيد ان العطلة المدرسية تمثل مساحة للراحة ينتظرها التلاميذ والطلبة بفارغ الصبر من اجل تجديد النشاط الا ان بعضا منهم يتمادون في الركون للراحة فيمددون فترة الاجازة ويتقاعصون في العودة الى الدراسة سواء بالتغيب نهائيا عن الصف او بالقدوم متأخرا. احمد الرحمان مدير (مدرسة) يؤكد بانه يجب تهيئة التلاميذ للعودة الى المدرسة باعتبار ان الاسبوع الاول من الدراسة يمثل كابوسا لدى البعض لانهم اعتادوا على نمط معين من الراحة فمجرد التفكير في العودة الى التزامات الدراسة يجعلهم متوترين اكثر. وبما ان العائلة التونسية تعتمد على مبدا الصرامة في تربية الابناء فان هذه الوضعية لا يمكن ان تستمر طويلا فالتلميذ مطالب بايجاد آليات للانصياع للنظام الجديد والتاقلم معه في أقرب الآجال. ولتجاوز هذه الفترة الحرجة يوصي رجال التعليم الاولياء بتحضير اجواء الرجوع للدراسة قبل اسبوعين من العودة كاقصى تقدير من اجل استرجاع نسق الحياة الدراسية تدريجيا ولكي لا يلاقي التلميذ صعوبة في الاندماج. العائلة.. والمدرسة في هذا الصدد ينبه السيد محمد الكناني قسومة مستشار رئيس منظمة التربية والاسرة من اجهاد التلاميذ بالمراجعة وتخصيص آخر ايام العطلة للدروس الخصوصية حتى لا يصاب بارهاق قد يؤثر على استعداداته ونتائجه الدراسية.. وتوكل مهمة تهيئة الطالب لاسترجاع نشاطه المعتاد الى عاملين فاعلين في حياة التلميذ: المدرسة والعائلة ويتفاوت تدخل هاذين العاملين في عملية تكيف التلميذ مع المدرسة حسب عمر التلميذ. المربي تشير السيدة جميلة السقى (مديرة معهد) الى الدور المهم للمربي في التهيئة النفسية للتلميذ من خلال تحسيسيه بقيمة المواظبة على الدروس في رسم مستقبل حياته وبان العطلة تهمّ فترة معينة.. وتضطلع بهذه المهمة كل الأسرة التربوية من القيمين الى المربين الى المدير باعتبارهم حلقة واحدة تؤثر في عملية التعلم لدى التلميذ، وفي نفس الصدد يضيف مستشار رئيس منظمة التربية والأسرة بان اول اتصال للطفل مع المربي يرتسم في ذاكرته لذلك فان رجال التعليم يولون اهمية لتهيئة اجواء استقبال التلاميذ خصوصا حديثي العهد بالدراسة. الترغيب والترهيب ويبقى دور العائلة هاما جدا في عملية تهيئة الابناء للعلوم الدراسية من خلال تكريس مبدا الحوار والاقناع لان وعي الابناء في هذه المسألة يصنع الفارق. ويؤكد السيد احمد الرحمان (مدير مدرسة) على اهمية خلق جو من التفاعل والتفهم بين الابناء والاولياء بعد ما اثبتته الدراسات النفسية والتربوية بعدم جدوى العنف في تربية الابناء، ويرصد هذا التحول بفضل تطور المستوى الثقافي للاولياء والتأثير الايجابي لوسائل الاعلام على طرق تربية الابناء. ويرفض مستشار رئيس منظمة التربية والاسرة ترغيب وترهيب الابناء من اجل تحفيزهم على العودة للدراسة لانها تعد طريقة غير بيداغوجية وتنمي في الطفل الانانية، ليبقى افضل اسلوب لكسب ود الطفل اقناعه بلغة سلسة تراعي مستواه الفكري من خلال تقديم امثلة واقعية تبرز اهمية وضرورة الدراسة. مراحل التهيئة النفسية للتلميذ يحدد الطب النفسي 6 مراحل لتجاوز صعوبات التأقلم مع العودة المدرسية تتلخص اساسا في: اولا: على الولي اعداد ابنه للعودة المدرسية واعلامه بان هناك تغييرا في نمط الحياة وبانه مدعو الى مزيد من الجد والانضباط. ثانيا: يجب ان يتبع الاباء القول بالفعل فيعقدوا العزم على جعل ابنائهم اكثر انضباطا واستعدادا والتزاما خاصة في اوقات النوم مع تخصيص وقت للترفيه ثالثا: افهام الشاب باهمية العلم والنظام وتحذيره من عواقب الجهل واضاعة الوقت رابعا: مصاحبة الشاب او الشابة الى المدرسة والاطلاع على سير الدروس والالتقاء بالاساتذة والمعلمين ومعرفة زملائه في القسم خامسا: يجب ان تكون متابعة الاولياء متواصلة وبنفس النسق سادسا:المحافظة على ساعات نوم عادية بمعدل 8 ساعات في اليوم وعدم الاطناب في مشاهدة التلفاز.