تنطلق الدورة الثانية «لمهرجان السينما الأمريكية المستقلة» بتونس يوم 19 نوفمبر القادم و تتواصل إلى 21 منه. وتحافظ هذه الدورة على نفس التصور العام للمهرجان. وفق ما تم الإعلان عنه من طرف هيئة تنظيم هذه التظاهرة السينمائية. وكانت الدورة الأولى قد تضمنت بالخصوص على عرض ستة أفلام مستقلة على امتداد ثلاثة أيام كما انتظمت ورشة عمل بمشاركة مخرجين ومجموعة من الكفاءات الشابة. وتضمنت الدورة الأولى كذلك على مسابقة خاصة بالسمعي البصري، انتهت بتتويج ثلاثة مخرجين شبان وقعت دعوتهم لحضور مهرجان «الفيلم بنيويورك» الذي ينتظم سنويا خلال شهر أكتوبر. كانت المسابقة قد تناولت موضوع ما يتعرض له الشباب من تحديات وكانت مفتوحة لمختلف وسائل التصوير واختتمت التظاهرة بسهرة سينمائية كبرى خاصة بالسينما الأمريكية المستقلة. وينتظر ان يقع احترام نفس هذه الفقرات وفق ما تم التعهد به بالنسبة للدورة الجديدة . مع العلم أن لقاءات السينما الأمريكية المستقلة بتونس «فيو أوف أمريكا» انتظمت في دورتها الأولى ببادرة من سفارة الولاياتالمتحدةبتونس ومعهد الفيلم بلوس أنجلس ومهرجان نيويورك للفيلم وكانت الدورة الأولى للتظاهرة انتظمت خلال شهر جوان من العام الفارط (2008). وتنتظم الدورة الثانية بمشاركة نفس الأطراف وتنظم إليهم مؤسسة تونيزيانا. وأعلنت لجنة التنظيم بمناسبة تنظيم الدورة الثانية للمهرجان عن موضوع مسابقة هذه الدورة. الأمر وتتعلق «بتونس سنة 2029 » أي كيف يتصور المبدعون السينمائيون الشبان بلادنا بعد حوالي عشرين سنة. وتم الإعلان كذلك على أن المسابقة التي تبقى مفتوحة للراغبين في المشاركة فيها إلى غاية 11 نوفمبر القادم لا تقصي أي وسيلة ممكنة لتصوير الأفلام بما فيها الهواتف النقالة . ومن المنتظر أن يقع انتقاء عشرة أفلام قصيرة تتراوح مدتها بين ثلاثة وستة دقائق. وإذ تتوفر الفرصة لسعداء الحظ، أي الثلاثة الأوائل، في هذه المسابقة للفوز برحلة إلى مدينة نيويورك خلال شهر ديسمبر القادم، فإن بقية المشاركين لن يخرجوا من المسابقة خاليي الوفاض حيث رصدت لهم جوائز أخرى. أما الإعلان عن الفائزين فلن يكون قبل انعقاد الدورة الثانية من لقاءات السينما الأمريكية المستقلة . الفن قبل التجارة أحيانا والسؤال الذي يطرح لماذا يقام بتونس مهرجان للسينما الأمريكية المستقلة؟ إن المسألة لا تتطلب كثيرا من التفكير، ذلك أنه يجب التمييز بين صنفين أساسيين من السينما بالولاياتالمتحدة. أولا الأفلام التي تنتجها الأستوديوهات الكبرى بهوليود والتي تتطلب ميزانيات ضخمة والأفلام المستقلة التي تنتج خارج أسوار عاصمة السينما العالمية والتي تعول عادة على ميزانيات صغيرة أو متوسطة . وإن كانت الأفلام ذات الميزانيات الضخمة لا تجد صعوبات في الوصول إلى المشاهد بمختلف مناطق العالم ومن بينهم تونس، فإن فرص مشاهدة أفلام أمريكية مستقلة تعتبر قليلة ونادرة أحيانا . وتحظى اليوم السينما الأمريكية المستقلة بسمعة طيبة عند النقاد عموما وهي غالبا ما تقدم صورة أخرى للمجتمع الأمريكي وللعالم تحاول أن تكون موضوعية ومستقلة. أكثر ما يمكن عن تأثير التجارة والسياسة وتمنح الفرصة مقابل ذلك للخلق الفني والتجريب إلخ.. ويقوم مهرجان «سانداونس» بالولاياتالمتحدة منذ سنة 1981 تاريخ نشأته، بدور كبير في نشر السينما الأمريكية المستقلة ومن بين الأسماء الشهيرة بنضالها من أجل سينما حرة من قبضة استوديوهات هوليوود نذكر النجم الكبير «روبارت رادفورد» والممثل الشهير «جورج كلوني». ويعتبر مهرجان الفيلم الأمريكي «بدوفيل» بفرنسا من بين أشهر التظاهرات التي تحتفي بالسينما الأمريكية المستقلة ذلك أن المهرجان يمنح جوائز سنويا للأفلام المستقلة . مع العلم أن الرغبة في الإستقلال عن قوانين هوليود ظهرت منذ منتصف القرن الماضي لكن الأمريكيون انتظروا إلى العشرين سنة الأخيرة من القرن العشرين كي يشهدوا نشأة سوق حقيقية للأفلام المستقلة من خلال مهرجان «سانداونس». وإذ لا يمكن مقارنة سينما هوليود بالأفلام المستقلة، خاصة من حيث نسبة النجاح الجماهيري والقدرة على اقتحام الأسواق الأمريكية والعالمية، فإنه لا يمكن مع ذلك إنكار دور السينما المستقلة التي باتت تجلب شيئا فشيئا حتى كبار المخرجين. عينة من هذه الأفلام وفكرة عن تطور حركة السينما المستقلة بأمريكا، ذلك ما نتوقع أن تقوم به الدورة الثانية من «لقاءات السينما الأمريكية المستقلة» بتونس.