التقرير الذي اثار جدلا كبيرا والما لان ممثل السلطة الفلسطينية في مجلس حقوق الانسان بجنيف كان في صلب طلب تأجيل التصويت عليه ليس برئيا بالدرجة التي نستعجله وهو معقد ومليء بالمطبات.. وحركة "حماس" فطنت الى ذلك عند اعلان نتائجه ومطالبه النهائية منتصف سبتمبر.. ولو لم يكن يحملها جانبا من مسؤولية جرائم الحرب مثل "حماس" لكانت اسرائيل طلبت الاسراع بالتصويت عليه لان التقرير بعد كل تحقيقاته واحصائه لما رأته اللجنة الدولية التي وضعته من جرائم لا يميز على الأقل فيما اشتهر منه وعرفناه الجانب الفلسطيني في غزة باي عذر لاطلاق الصواريخ ولايعترف بشيء للمقاومة ولا يتحدث عن احتلال و يدخل بالتالي في تعامله مع الفلسطينين من مدخل "مقاومة الارهاب" المتعارف عليه في الغرب ولايثير مسالة الاحتلال مع انه اثار مسألة الحصار. ودخل التقرير من المدخل القديم الذي اتبعته الاممالمتحدة حتى الان مع العرب واسرائيل وهو لكي تنتقد إسرائيل وجرائمها لابد ان تكيل بمثل ذلك للجانب الفلسطيني والعربي عموما.. ولم يتحرج من ان يقارن أحدث السلاح بصواريخ كانت توصف بانها لعب الأطفال.. ومع أحجام الدمار والقتل والحرق واليتم والترمل و التثكل الفظيع التي أحصاها التقرير في غزة ما كان يستطيع ان يمر دون ان يقارب في الجريمة بين ذلك وبين ثلاثة قتلى في الجانب الإسرائيلي وصواريخ تقذف هنا وهناك قال أنها بنية القتل وتحدث الفزع في إسرائيل التي اعترف بانها لم تتعاون معه وبالتالي لم تعطه الفرصة للتحقيق.. وكانت مطالبه متوازنة تجاه الجانبين: توجيه تهمة جرائم الحرب الى الجانبين. طلب التحقيق في الجرائم من الجانبين "إسرائيل و"حماس" خلال ستة اشهر تعطى لها من مجلس الامن... وماذا يكون هو فعل إذن في غزة؟. طلب العقاب للجانبين والمثول امام محكمة الجنايات الدولية.. اذا لم يحدد الجانبان المسؤولية عن الجرائم ولم يكونا حازمين في التحقيق. والموقف الفلسطيني في مجمله بدا مرتبكا: "حماس" التي ادانت التقرير في البداية و اعتبرته غير منصف لانه ساوى بين الجلاد والضحية كما تقول دائما وتلك الحقيقة عبرت عن انزعاجها لطلب ممثل السلطة بالتأجيل... ودخلت جوقة الانتقاد.. السلطة بدت مرتبكة وذهبت الى تشكيل لجنة للتحقيق في مسالة التأجيل.. كانما هي تدير العالم وتفلت عنها المسائل الصغيرة مثل التصويت على التقرير لكثرة مسؤولياتها.. و"فتح" التي لملمت نفسها مؤخرا بدأت هي الأخرى تتبرأ من طلب التأجيل وتنتقده. واذا وصل التقرير إلى مبتغاه وجر القادة الإسرائيليين الى المحكمة الدولية وهذا خيال لسنوات قريبة قادمة على الأقل فلن يذهبوا بالتأكيد وحدهم الى هناك إنما معهم قادة فلسطينيون.. هذا إذا لم يذهب الفلسطينيون بمفردهم... وربما لذلك دخلت "حماس" جوقة الإدانة لعملية التأجيل